إشراقة
الطريق إلى الإعلام القائد
د. هاشم عبده هاشم
** يحمد لوزارة الثقافة والإعلام أن تعتمد الناحية العلمية في تطوير مستوى أداء قطاعات الإنتاج المرتبطة بالثقافة والإعلام في هذه البلاد ودور الوزارة في الارتقاء به إلى المستوى الذي بلغه العالم..وطالته يد التغيير..
** ويعتبر المؤتمر الإعلامي الدولي الأول الذي يركز (على مستقبل النشر الصحفي) ويبدأ في الرياض اليوم، أحد محاور هذا الاتجاه المتميز..نظراً لأهمية قضايا النشر وضرورة تطوير الصناعة الصحفية في العالم ونحن جزء منه..
** ولا شك أن ما سيتوصل إليه المؤتمر من توصيات..انطلاقاً من سلسلة الأبحاث والدراسات.. وورش العمل..ستكون مفيدة للغاية للإعلام السعودي بشكل عام..وصحافتنا بشكل أكثر تحديداً..
** فنحن نقف على مفترق طريق مهم..
** هذا المفترق يفرض على الإعلام السعودي أن يراجع أهدافه..وسياساته..وتوجهاته.. وأدواته.. وأن يُعيد صياغتها جميعاً لتواكب طبيعة المرحلة التي يحياها إنسان العصر..وتمر بها بلادنا..
** وبالتأكيد فإن التوجه نحو مزيد من الإصلاح والتغيير لأنماط الحياة والتفكير والسلوك العام هو توجه محمود في بلد يطمح إلى الترقي ومجاراة العصر والانفتاح على معطياته الحضارية والإنسانية بكل اقتدار..
** وبالتأكيد أيضاً..
** فإن الإعلام في مقدمة ما يجب تأهيله ليكون قائداً وموجهاً لمسيرة التغيير هذه..
** ولكي يكون كذلك..
** فإنه لابد وأن يكون إعلاماً متميزاً..بأدواته ووسائله..وبمنهجية العمل فيه..
** ولكي يكون الإعلام السعودي على هذا المستوى من الاستيعاب والأهلية لممارسة مهامه ومسؤولياته في هذه المرحلة فإنه لابد وأن يُعيد صياغة رؤيته من جديد..وأن يعمل على تطوير منهجية العمل في الإدارة الإعلامية العليا..وان يطور ويُحدث أدواته ووسائله..وأن يُسلم كل مهمة لأيدٍ خبيرة ومدربة وذات حس إعلامي عالٍ..
** ولكي يكون الإعلام السعودي كذلك..
** فإن بلورة رؤية إعلامية مؤسساتية جديدة تصبح ضرورة..وسوف يترتب على تصحيح هذه الرؤية إعادة هيكلة العمل الإعلامي بصورة جذرية تعتمد اعتماداً كبيراً على إيجاد كوادر إعلامية مؤهلة وخبيرة..
** ذلك أن الإعلام مهنة قبل أن يكون وظيفة..
** وما لم تتوفر المهنية العالية في من ينتمون إليه فإن الإعلام لن يعطينا غير قوالب تقليدية..وغير خلاقة ومتقدمة على معدلات النمو المتسارعة في قطاعات الحياة المختلفة الأخرى..باعتبار أن الإعلام رسالة مؤثرة..تمتلك أدوات حقيقية للنهوض بالدول والمجتمعات..ولا يكون تابعاً لها..
** لكل ذلك..فإن الإنسان يشعر بالتفاؤل الكبير مادام أن هناك إدراكاً قوياً لأهمية (غربلة) مسيرتنا الإعلامية..والعمل على تطويرها..وتفعيل دورها في صنع التقدم الحقيقي لهذا البلد المعطاء..
** وبالتأكيد فإن ترسّم طريق البحث العلمي..وعقد اللقاءات والمؤتمرات وورش العمل المتخصصة سيقود خطانا في النهاية إلى تنمية إعلامية ثقافية شاملة..وعميقة..
** وليس من شك في أن الانطلاق في هذا الاتجاه سوف يوصلنا في النهاية إلى الهدف المنشود..لاسيما وأن المؤتمر قد اقترن باحتفالية غير مسبوقة لتكريم رموز العمل الإعلامي في بلد تجاوزت تجربته الإعلامية (60) عاماً..وشهدت الكثير من النقلات النوعية التي لا يمكن تجاهلها بما وضعه هؤلاء المؤسسون من لبنات قوية في الصرح الإعلامي..وبما ستشكله تلك البدايات القوية من أسس متينة للبناء عليها وتطويرها والاستفادة من الرؤى والإمكانات ومن التقدم العلمي الذي تشهده الساحة الإعلامية أيضاً..
** هذا التكريم..وذلك التوجه نحو بلورة هوية إعلامية عالمية جديدة..يشكلان قاعدة الانطلاق القوية إلى غد أفضل إن شاء الله..ليس فقط في المجال الإعلامي وإنما في سائر مجالات الحياة في بلادنا..
***
ضمير مستتر:
**(الرمز..هو الإنسان الذي تميزه الأجيال بأعماله الكبيرة..وبصماته المؤثرة..وإن ساوى البعض بينه وبين غيره أو تجاهلوه أيضاً).