قفزت أسعار النفط الخام لأعلى مستويات لها منذ نحو 7 أشهر في أول تعاملات الأسبوع ببورصة نيويورك للسلع متجهة بصورة قوية نحو الـ70 دولارا وذلك في ظل بوادر تعافي الاقتصاد الصيني الذي يعد ثاني أكبر اقتصاد في العالم مستهلك للطاقة في العالم.
وقد ارتفع سعر النفط الخام بنحو 1.8 % مدعوما أيضا بتحركات سعر صرف الدولار الذي هبط لأدنى مستوياته مقابل اليورو منذ شهر ديسمبر الماضي الأمر الذي يعكس أهمية أسواق السلع الأولية في المرحلة الراهنة كملاذ للاستثمارات في مواجهة تقلبات أسواق المال وضغوط التضخم.
وأشار تقرير أوردته شبكة بلوم برج الإخبارية إلى إقدام الصين على رفع أسعار البنزين والديزل بنحو 8 % وذلك في خطوة قد تؤدي إلى دفع مصافي التكرير إلى زيادة مشترياتها من النفط الخام.
وقد ارتفع سعر النفط الخام لعقود شهر يوليو الآجلة في بورصة نيويورك للسلع وذلك بنحو 1.98 دولار أو 3 % ليبلغ 68.29 دولار.
وتشير الإحصائيات إلى أن سعر النفط الخام قد أحرز خلال شهر مايو أعلى ارتفاع شهري منذ نحو عشر سنوات ليقفز بحوالي 30 % حيث تلقت الأسواق دعما في ظل مؤشرات التعافي التي بدأ يشهدها الاقتصاد العالمي والتي قد تمهد لانتعاش مستويات الطلب على النفط وهو ما يبرر قرار أوبك خلال اجتماعها الأخير بإبقاء حصص إنتاج الدول الأعضاء دون تغيير.
وارتفع سعر نفط خام برنت لعقود شهر يوليو الآجلة في بورصة البترول الدولية بلندن بنحو 2.17 دولار أو 3.3 % ليبلغ 67.69 دولار.
وكانت أسعار النفط قد شهدت ارتفاعات ملحوظة خلال الأسبوع الماضي وذلك بعد هبوط العملة الأمريكية عن مستوى الـ1.41 دولار لليورو وذلك للمرة الأولى منذ بداية العام الأمر الذي يعزز من تحركات الاستثمارات لأسواق السلع الأولية وفي مقدمتها البترول والمعدن الأصفر.
ويرى احد المحللين أن انخفاض قيمة الدولار سيؤدى إلى حدوث عملية إعادة تقييم لأسعار الطاقة والسلع الأولية بشكل عام مشيرا إلى أن الارتفاعات الراهنة لأسعار النفط ترتكز على اتجاهات أسواق النقد كما أن انظار السوق تتجه للعوامل المستقبلية المؤثرة بينما يتجاهل المؤثرات الأساسية القائمة حاليا والمتمثلة في المستويات الراهنة للمعروض العالمي والتوقعات الخاصة بالطلب.
وجاء أيضا ارتفاع سعر النفط الخام في ظل مؤشرات أداء الاقتصاد الأمريكي والآسيوي والتي تمهد لحدوث انتعاش على مستوى الاقتصاد العالمي حيث سجل مؤشر ثقة المستهلكين في الولايات المتحدة خلال الشهر الحالي أعلى مستوى له منذ شهر سبتمبر الماضي كما أعلنت وزارة التجارة الأمريكية عن تراجع الناتج الإجمالي الأمريكي بنحو 5.7 % والربع الأول مقارنة بالتقديرات السابقة التي رجحت التراجع في حدود 6.1 % وعلى مستوى القارة الآسيوية فقد سجل اقتصاد الهند الذي يعد ثالث اكبر اقتصاد آسيوي معدل نمو سنوي في الربع الأول بـ5.8 % في ظل خطط الإنفاق الحكومية كما سجل الناتج الصناعي الياباني ارتفاعا بـ5.2 % خلال شهر ابريل مقارنة بالشهر السابق.