lechasseur عضو أساسي
الجنس : المشاركات : 7039 نقاط التميز : 3148 تاريخ التسجيل : 16/03/2009
| |
lechasseur عضو أساسي
الجنس : المشاركات : 7039 نقاط التميز : 3148 تاريخ التسجيل : 16/03/2009
| موضوع: رد: سوسة النخيل الحمراء السبت 30 مايو - 16:17 | |
| وتعتبر حشرة سوسة النخيل الحمراء من الحشرات علىة الخصوبة، حيث تضع الأنثي الواحدة طوال فترة حياتها ما يقرب من 300 بيضة في المتوسط، وقد يصل عدد البيض الذي تضعه الأنثي الواحدة إلي ما يقرب من 400 بيضة.
وتضع إناث سوسة النخيل الحمراء بيضها فردياً. حيث تقوم الأنثي بوضع البيض في حفر تصنعها في أنسجة النخلة الغضة بواسطة خرطومها الطويل. أو تضع البيض في أماكن نزع الرواكيب أو داخل أي جروح ميكانيكية على جذع النخلة أو داخل الحفر التي تصنعها الحشرات الكاملة لحشرة حفار عذوق النخيل.
وبعد ذلك يفقس بيض سوسة النخيل الحمراء بعد حوالي أسبوع. حيث تبدأ اليرقات مباشرة في التغذية وتحفر طريقها إلي داخل جذع النخلة بواسطة فكوكها القوية القادرة على قرض الخشب. وتتغذي اليرقات بشراهة على محتويات أنسجة النخلة وتدمرها تماماً. ويستغرق الطور اليرقي لسوسة النخيل الحمراء حوالي 1.5 شهر في المتوسط. وعند تمام نمو اليرقات، تبني كل يرقة لنفسها شرنقة ليفية بيضاوية تنسجها من أنسجة الجذع أو قواعد الأوراق (أي السعف) التي دمرتها أثناء تغذيتها... ومن ثم تتحول اليرقة إلي طور العذراء حيث تسكن وتمكث في هذه الشرنقة لمدة 2.5 أسبوع في المتوسط. بعد ذلك تخرج الحشرات الكاملة لسوسة النخيل من هذه الشرانق ثم تصبح بالغة جنسياً بعد 7 أو 10 أيام من خروجها. ومن ثم تتزاوج الذكور والإناث عدة مرات ثم تضع الإناث بيضها لتعيد الحشرة دورة حياتها.
وقد وجد أن الحشرات الكاملة لسوسة النخيل تعيش لفترة تتراوح بين شهر ونصف إلي شهرين. ويوجد لحشرة سوسة النخيل الحمراء ما بين ثلاثة إلي أربعة أجيال متداخلة في العام الواحد. ولذلك فإننا يمكننا أن نشاهد الأطوا المختلفة لسوسة النخيل الحمراء. من بيض ويرقات وعذاري وحشرات كاملة. في وقت واحد داخل جذع النخلة المصابة عند كسرها.
سلوك الأطوار المختلفة لسوسة النخيل الحمراء.
أولاً: سلوك اليرقات.
تعتبر يرقات سوسة النخيل الحمراء هي الطور الضار والمدمر لجذوع أشجار النخيل. حيث تقوم اليرقات فور خروجها من البيضة بالتغذية وبشراهة على أنسجة الجذع الداخلية. وتحدث اليرقات نتيجة لذلك أنفاقاً في جميع الإتجاهات طوال فترة حياتها. وتتشعب هذه الأنفاق لتشمل كل الأجزاء النباتية في جذع النخلة المصابة. ونتيجة لذلك يتحول جذع النخلة المصابة إلي أنبوبة مملوءة بالأنسجة المتحللة وبقايا نفايات اليرقات. ونتيجة لذلك يصبح جذع النخلة المصابة سهل الكسر إذا ما تعرض لرياح قوية. كما أننا يمكن وبسهولة ملاحظة وجود مخلفات حفر اليرقات، والتي تشبه نشارة الخشب المتعفنة، وهي متساقطة على الأرض حول النخلة المصابة. حيث تقوم اليرقات بدفع هذه المخلفات إلي خارج أنفاقها.
ومن سلوك يرقات سوسة النخيل الحمراء، أنها تتجه إلي خارج جذع النخلة عند تمام نموها. حيث تقوم بصنع شرانق من ألياف النخيل في إبط قواعد الأوراق. حيث تتحول بداخل هذه الشرانق إلي عذراء والتي بدورها تتحول إلي حشرة كاملة. وبعد ذلك ما تلبث هذه الحشرات أن تخرج إلي الخارج لتعيد دورة حياتها.
| |
|
lechasseur عضو أساسي
الجنس : المشاركات : 7039 نقاط التميز : 3148 تاريخ التسجيل : 16/03/2009
| موضوع: رد: سوسة النخيل الحمراء السبت 30 مايو - 16:18 | |
| ثانياً: سلوك الحشرات الكاملة.
عند خروج الحشرات الكاملة من شرانق العذاري فإنها لا تترك أي ثقوب على جذع النخلة المصابة مثل العديد من الحفارات. ولكننا يمكن وبسهولة أن نستدل على أن الحشرات الكاملة لسوسة النخيل الحمراء قد خرجت من شرانقها وذلك عندما نلاحظ وجود الشرانق سطحياً على الجذع في إباط الأوراق. وهذه الشرانق تكون فارغة وبها ثقب في أحد أطرافها نتيجة خروج الحشرة الكاملة منها بجسمها الإنسيابي.
وبعد خروج الحشرات الكاملة لسوسة النخيل الحمراء. يحدث التزاوج بين الإناث والذكور. وتستطيع أنثي حشرة سوسة النخيل الحمراء أن تنفذ بجسمها الإنسيابي إلي قواعد الأوراق أي السعف. ثم تعمل بخرطومها حفراً خاصة في الأنسجة الطرية لقواعد الأوراق أو في الأنسجة الطرية على جذع النخلة وخاصة في الجزء المحتوي على جذور هوائية غير مغطاة بقواعد الأوراق أو في التشققات الموجودة في قواعد الأوراق. حيث تقوم بوضع بيضها في هذه الحفر.
وجدير بالذكر هنا أن نعرف أن الحشرات الكاملة لسوسة النخيل الحمراء تعتبر حشرات نهارية. حيث أنها تنشط نهاراً وتستريح ليلاً. أي وبمعني آخر أنها لا تنجذب للمصائد الضوئية. وعلى الرغم من هذه الحقيقة العلمية إلا أنه تلاحظ أن سلوك الحشرات الكاملة لسوسة النخيل الحمراء هو أنها تحاول دائماً الهرب من الضوء والإختباء في الأماكن المظلمة. وقد وجد أن الحشرات الكاملة لسوسة النخيل الحمراء لها سلوك تجمعي. حيث تنجذب الحشرات إلي رائحة النخيل والجروح الناتجة عن عمليات التكريب وإلي مناطق إزالة الفسائل وأيضاً تنجذب إلي النموات الغضة الحديثة.
طرق الوقاية والمكافحة لسوسة النخيل الحمراء.
لقد كان تسجيل أول إصابة بهذه الآفة الخطيرة في السلطنة بولايتي محضة والبريمي في شهر سبتمبر وأكتوبر من عام 1993م، وذلك بالطبع يعود إلي أن هذه الولايات متاخمة لدولة الإمارات العربية المتحدة والتي ظهرت بها إصابات مبكرة جداً بهذه الآفة، حيث كان أول تسجيل للإصابة بسوسة النخيل الحمراء في دولة الإمارات في عام 1985م.
وقد إتخذت السلطنة إجراءات سريعة وبناءة لمكافحة حشرة سوسة النخيل، ومن أهم هذه الإجراءات هو إزالة النخيل المصاب بهذه الآفة لمنع إنتشار الإصابة بهذه الآفة الخطيرة، وقد قدر عدد النخيل المصاب والمزال من عام 1994م وحتي عام 2003م بحوالي 2782 نخلة، وأكبر عدد من أشجار النخيل المصابة والتي تم إزالتها كانت خلال الثلاثة أعوام الأولى من بعد إكتشاف الإصابة أي منذ عام 94 وحتي عام 97، حيث قدر عدد النخيل المصاب والمزال خلال هذه الأعوام الثلاثة بحوالي 1600 نخلة، وقد ساعد ذلك كثيراً في منع إنتشار هذه الآفة وإلي تقليل أعداد النخيل المصاب بها.
وأيضاً من أهم الإجراءات التي تم إتخاذها في السلطنة لمواجهة هذه الآفة الخطيرة هو علاج أعداد كبيرة من النخيل المصاب بالإعتماد على المكافحة الكيميائية وذلك عن طريق حقن النخيل المصاب للقضاء على اليرقات والحشرات الكاملة الموجودة بداخل النخيل، وقد قدر إجمالي عدد النخيل المعالج بهذه الطريقة خلال عشرة سنوات أي من عام 94 وحتي عام 2003 م بحوالي 12 ألف و 409 نخلة.
إن المكافحة المتكاملة لسوسة النخيل الحمراء هي الأسلوب الأمثل لمكافحة هذه الآفة الخطيرة وذلك يعود إلي سلوك هذه الآفة وقدرتها العلىة على الطيران والإنتشار من منطقة لأخري، وكذلك بسبب تحملها الفائق للظروف البيئية الغير ملائمة وأيضاً لظروف معيشة أطوارها المختلفة، حيث تعيش جميع الأطوار داخل جذوع النخيل مما يجعل الوصول إليها امرا صعباً، بالإضافة إلي ما سبق يجب أن نتذكر صعوبة التشخيص المبكر للإصابة، كل ذلك بالطبع يجعل من الصعوبة بمكان الإعتماد على الأساليب التقليدية في مكافحة هذه الآفة.
بناء على ما سبق فإن برنامج المكافحة المتكاملة لسوسة النخيل الحمراء يجب أن يشتمل على طرق المكافحة التشريعية والميكانيكية والزراعية والسلوكية والكيميائية والحيوية وغيرها من الطرق المختلفة الممكنة السيطرة على أعداد هذه الآفة الخطيرة، وفي النهاية النجاح في إستئصالها تماماً من مناطق تواجدها وهذه هي الغاية أو الهدف الذي يجب أن يوجه إليه برنامج المكافحة المتكامل.
وتعتبر المكافحة التشريعية هي المحور الأول في برنامج المكافحة المتكاملة لسوسة النخيل الحمراء،وفي هذا المجال فقد قامت وزارة الزراعة والثروة السمكية بالسلطنة بإصدار التشريعات والقوانين اللازمة للحد من إنتشار هذه الآفة الخطيرة وذلك منذ بداية تسجيل أول إصابة بها في عام 1993م، حيث صدر القرار الوزاري رقم (23 / 93) بتاريخ 11 سبتمبر عام 1993م، والذي ينص على حظر دخول فسائل نخيل التمور ونخيل النارجيل ونخيل الزينة وجميع أجزائها إلي السلطنة من الدول الأخري، وهذا ما يسمي بالحجر الزراعي الخارجي، كما أنه يجب على المزارعين أن يقوموا بدور هام فيما يعرف بالحجر الزراعي الداخلي على هذه الآفة، حيث يجب أن يمتنع المزارعين عن نقل فسائل النخيل من المناطق المعروف والمسجل بها إصابات بسوسة النخيل الحمراء إلي مناطق أخري لا توجد بها هذه الآفة.
| |
|
lechasseur عضو أساسي
الجنس : المشاركات : 7039 نقاط التميز : 3148 تاريخ التسجيل : 16/03/2009
| موضوع: رد: سوسة النخيل الحمراء السبت 30 مايو - 16:18 | |
| أما المحور الثاني في برنامج المكافحة المتكاملة لسوسة النخيل الحمراء فهو المكافحة الميكانيكية. ويكون ذلك عن طريق التخلص من النخيل الذي يثبت إصابته بشدة بسوسة النخيل الحمراء حتي لا يكون بؤرة لنشر ونقل الإصابة إلي النخيل السليم. والتخلص الآمن من النخيل المصاب بشدة يكون عن طريق إقتلاع النخلة ثم تقطيعها إلي أجزاء صغيرة ووضعها في حفرة وحرقها مع إستخدام أحد المواد المساعدة على الإشتعال مثل الكيروسين. وهنا يجب التأكد من الحرق التام للنخلة المصابة حتي يتم القضاء على جميع أطوار حشرة سوسة النخيل الحمراء الموجودة بداخل النخلة. مع العلم بأن الحرق الجزئي للنخلة المصابة لا يقتل أطوار الحشرة الموجودة بداخل النخلة.
وكما ذكرنا سابقاً فإن حشرات حفار العذوق تعمل على تهيئة المكان المناسب لوضع البيض لحشرة سوسة النخيل الحمراء، وبالتالي فإن القضاء على حشرات حفار العذوق تصبح وسيلة غير مباشرة لخفض الإصابة بسوسة النخيل الحمراء، ويمكننا عمل ذلك بإستخدام المصائد الضوئية لجذب وجمع أعداد كبيرة من حشرات حفار العذوق ثم التخلص منها.
أما المكافحة الزراعية فتعتبر المحور الثالث في برنامج المكافحة المتكاملة لسوسة النخيل الحمراء. والمكافحة الزراعية تعتمد أساساً على قيام المزارعين بإتباع بعض الوسائل والتدابير اللازمة لمنع حدوث أو إنتشار الإصابة بهذه الآفة الخطيرة. وسوف نتعرف على أهم هذه الوسائل أو التدابير والتي يجب أن يتبعها المزارعين لمنع الإصابة بسوسة النخيل الحمراء:
• يجب إجراء عملية التكريب بصورة جيدة وبشكل منتظم، مع إزالة الرواكيب والسعف الجاف أولاً بأول من المزرعة. • يجب الإلتزام بمسافات الزراعة بين أشجار النخيل، والتي يجب أن لا تقل عن 8 أمتار، حيث أن الزراعة الكثيفة وقرب الأشجار من بعضها يزيد من إحتمالات الإصابة بحشرة سوسة النخيل الحمراء وغيرها من الآفات، كما أن الزراعات الكثيفة المتقاربة للنخيل تجعل هناك صعوبة في إكتشاف الإصابة بسوسة النخيل الحمراء في وقت مبكر وبالتالي صعوبة أو إستحالة علاج هذه الأشجار إذا أصبحت الإصابة شديدة.
• في المناطق التي يحتمل حدوث إصابة بها بسوسة النخيل الحمراء، يجب أن يقوم المزارعين بدهان أماكن الجروح الناتجة عن عملية التكريب أو إزالة الفسائل وذلك بأحد المبيدات الحشرية الموصي بها، حيث أن أماكن الجروح تعتبر جاذبة للحشرات الكاملة لسوسة النخيل لكي تهاجم النخلة لتضع بيضها في مثل هذه الأماكن.
• العناية التامة بالعمليات الزراعية، ومن أهمها الإعتدال في الري وتحسين الصرف مع التسميد الجيد المتوازن، ويجب أن تكون الأسمدة العضوية المستخدمة معلومة المصدر حتي لا ينتقل معها أحد أطوار حشرة حفار العذوق، كما يجب الإهتمام بتغطية جذور النخيل صغير السن، وكذلك التخلص من النخيل المهمل أو الميت وذلك بالحرق بعد تقطيعه إلي أجزاء صغيرة كما ذكرنا سابقاً، وفي دراسة حديثة بالسلطنة عن تأثير طريقة الري على سلوك وإنتشار الإصابة بسوسة النخيل الحمراء، وجد أن الري بالغمر يساعد على زيادة نسبة الإصابة بين النخيل بسوسة النخيل الحمراء، بينما الري بالتنقيط يقلل من نسبة الإصابة بهذه الآفة.
أما المكافحة الكيميائية فهي المحور الرابع في هذا البرنامج. وفي الحقيقة فإن المكافحة الكيميائية يمكن أن نقسمها إلي برامج وقائية لمنع حدوث الإصابة بحشرة سوسة النخيل الحمراء. وبرامج علاجية تستخدم للعلاج عند حدوث الإصابة بحشرة سوسة النخيل الحمراء. وتعتمد البرامج الوقائية ضد هذه الآفة على رش أشجار النخيل السليمة والغير مصابة بأحد المبيدات الحشرية الموصي بها. وتكون عملية الرش في أوقات نشاط الحشرات الكاملة لسوسة النخيل. ويكون الرش غسيلاً جيداً لجذوع أشجار النخيل على أن يتخلل المبيد قواعد وآباط الأوراق بقدر الإمكان. ويجب أن يمتد برنامج الرش هذا إلي مسافة كيلومتر من آخر نخلة مصابة أو متوقع إصابتها وهذه هي المسافة المتوقع طيران الحشرات الكاملة إليها.
كما يمكن من خلال هذا البرنامج تعفير جذوع النخيل بأحد مبيدات التعفير الحشرية. وذلك بعد إجراء عملية التكريب وإزالة الرواكيب وبعد تنظيف النخيل. حيث أن التشققات والفجوات والثقوب الناتجة عن عملية التكريب تعتبر مكاناً مفضلاً وجاذباً لإناث حشرة سوسة النخيل الحمراء للدخول ووضع البيض في هذه الأماكن.
| |
|
lechasseur عضو أساسي
الجنس : المشاركات : 7039 نقاط التميز : 3148 تاريخ التسجيل : 16/03/2009
| |
lechasseur عضو أساسي
الجنس : المشاركات : 7039 نقاط التميز : 3148 تاريخ التسجيل : 16/03/2009
| موضوع: رد: سوسة النخيل الحمراء السبت 30 مايو - 16:20 | |
| وتستخدم المصائد الفيرومونية بنجاح في السلطنة منذ عام 1994م، وجدير بالذكر أن إستخدام المصائد الفيرومونية قد ساعد كثيراً في تقليل معدلات الإصابة بسوسة النخيل الحمراء في جميع المناطق المتواجدة بها. والدليل على نجاح طريقة المكافحة السلوكية بإستخدام المصائد الفيرومونية. أنه في خلال عشرة سنوات أي من عام 94 وحتي عام 2003 م تم إصطياد حوالي 265 ألف حشرة كاملة من سوسة النخيل الحمراء وذلك في منطقة الظاهرة، والتي تعتبر من أهم المناطق التي ظهرت بها على معدلات للإصابة بهذه الآفة. في حين كان إجمالي أعداد الحشرات التي تم إصطيادها خلال نفس المدة في منطقة الباطنة لا تتعدي 1045 حشرة كاملة فقط. وبالطبع لابد أن نذكر هنا أن إستخدام المصائد الفيرومونية لتقليل أعداد هذه الآفة لابد وأن يصاحبه إستخدام كافة الوسائل الأخري المتاحة والممكنة لتقليل أعداد هذه الآفة الخطيرة، أو بمعني آخر لابد أن يتم ذلك من خلال منظومة المكافحة المتكاملة لسوسة النخيل الحمراء، وللحديث بقية. حيث سنتناول في الحلقة القادمة المحور السادس والأخير في برنامج المكافحة المتكاملة لسوسة النخيل الحمراء. ألا وهو المكافحة الحيوية لهذه الآفة الهامة.
والمحور السادس والأخير في منظومة برنامج المكافحة المتكاملة لحشرة سوسة النخيل الحمراء هو المكافحة الحيوية، ولقد تمت بالفعل دراسات وبحوث عديدة لمعرفة مدى إمكانية إستخدام أحد الأعداء الحيوية لهذه الآفة كوسيلة لتقليل أعدادها وبالتالي تقليل الضرر الذي تحدثه لأشجار النخيل، وقديماً وجد بعض الباحثين أن حشرة إبرة العجوز المفترسة يمكن أن تفترس خلال فترة حياتها حوالي 662 بيضة أو 633 يرقة حديثة الفقس من سوسة النخيل الحمراء وذلك تحت الظروف المعملية، كما وجد نوع من البق المفترس موجود في تنزانيا له القدرة على إفتراس اليرقات والحشرات الكاملة لسوسة النخيل الحمراء، ولكن للأسف الشديد فقد وجد أن هذه الأعداء الحيوية لا يمكن أن تقوم بدور فعال في تقليل أعداد سوسة النخيل الحمراء.
وحديثاً، تم تنفيذ العديد من المشاريع البحثية لمكافحة سوسة النخيل الحمراء في دول الخليج العربي، حيث يعد مشروع المكافحة الحيوية لسوسة النخيل وحفارات الساق والجذور في دول مجلس التعاون الخليجي أحد هذه المشاريع، إذ تم من خلال هذا المشروع إختبار فعلىة سلالتين من فطر البيوفاريا حيث وجد أن المستحضر الزيتي لهذا الفطر يمكن أن يقضي على سوسة النخيل الحمراء.
ولقد كان إستخدام النيماتودا الممرضة للحشرات، من أهم الدراسات البحثية التي تمت في مجال إستخدام الأعداء الحيوية لمكافحة سوسة النخيل الحمراء، ومن خلال هذه التجارب تم إستخدام نوع من النيماتودا الممرضة للحشرات يسمي ستينيرنيم، ولقد إستخدمت ثلاثة طرق مختلفة لإطلاق هذه النيماتودا الممرضة على أشجار النخيل المصابة بالسوسة، والطريقة الأولى كانت عن طريق حقن الأنفاق في جذع النخلة المصابة بالسوسة، وقد أدت هذه الطريقة لموت حوالي 25 % من يرقات سوسة النخيل الحمراء الموجودة بداخل جذع النخلة، أما الطريقة الثانية والتي إعتمدت على رش الأشجار المصابة بمحلول النيماتودا الممرضة فقد أعطت نتائج أقل من الطريقة السابقة حيث أعطت نسبة موت للحشرات الكاملة لسوسة لا تزيد عن 13.3 %، أما أفضل الطرق فهي الطريقة الثالثة والتي من خلالها تم معاملة التربة حول الأشجار المصابة بالسوسة بمحلول النيماتودا الممرضة.حيث أدت هذه الطريقة إلي موت حوالي 69 % من حشرات سوسة النخيل الحمراء.
ونود هنا أن نوضح أن معاملة التربة بالنيماتودا الممرضة لمكافحة حشرة سوسة النخيل الحمراء، تعتبر طريقة ناجحة فقط في المناطق التي يتم ري أشجار النخيل فيها بإنتظام، أو بمعني آخر فإن هذه الطريقة تنجح فقط عندما تتوفر رطوبة مناسبة بصفة دائمة في التربة حول أشجار نخيل التمر، حيث أن ذلك يسمح بتكاثر النيماتودا الممرضة ويساعد على بقائها في التربة لمدة طويلة، بالإضافة إلي أن هذه التربة الرطبة تشجع الحشرات الكاملة لسوسة النخيل الحمراء على زيارة التربة للإختباء بها.
| |
|