وأفضلُ
السَّلف ؛ بعد رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم - الصحابة الذين
أخذوا دينهم عنه بصدقٍ وإخلاص ، كما وصفهم الله تعالى في كتابه العزيز ،
بقوله : ( مِنَ المُؤمنينَ رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليهِ فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدَّلوا تبديلاً ) . ( الأحزاب/23) .[/size]
ثم الذين يلونهم من القرون المفضلة الأولى ؛ الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
[ خيرُ الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ] .
ولذا
فالصحابة والتابعون ؛ أحق بالاتباع من غيرهم ، وذلك لصدقهم في إيمانهم ،
وإخلاصهم في عبادتهم ، وهم حراس العقيدة ، وحماة الشريعة ، العاملون بها ؛
قولاً وعملاً ، ولذلك اختارهم الله تعالى لنشر دينه ، وتبليغ سنة نبيه صلى
الله عليه وعلى آله وسلم .
قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
[ تفترقُ أمتي على ثلاثٍ وسبعين ملةً ؛ كُلهم في النار ؛ إلا ملة واحدة ]
قالوا : من هي يا رسول الله ؟ قال : [ ما أنا عليه وأصحابي ] .أوصيكم
ونفسي بتقوى الله عز وجل في الأقوال والأفعال، في السر والعلانية ، فمن
اتقاه وقاه، وجعل له من كل ضيق فرجا، ومن كل هم مخرجا، ورزقه من حيث لا
يحتسب، وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ.[الطلاق:2، 3].
· أعظم نعمة وأجلّ مِنّة بعثة نبينا محمد بعقيدة صافية تحقق الصلاح والخير، وتدرأ الشقاء والشر عن هذه الأمة
· تضم: ركائز العدالة والأخوة
· دعائم الحرية والمساواة والسلام
· أخلاق تطهر النفوس
· وهي منبع السعادة في الدارين - وذلك لمن رعاها حق رعايتها، واتبع هداها، والتزم بمقتضاها
قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّـٰهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّـٰهَا[الشمس:9، 10]
· هي الشجرة الطيبة، يانعة الثمار، دائمة الأكل
· مهما امتد الزمان واحتدّ الصراع
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيّبَةً كَشَجَرةٍ طَيّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِى ٱلسَّمَاء تُؤْتِى أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبّهَا[إبراهيم:24، 25]
· العقيدة الإيمانية ذخيرة الخير لبني الإنسان
· بدونها تلتوي عليهم السبل
وَٱلْعَصْرِ إِنَّ ٱلإِنسَـٰنَ لَفِى خُسْرٍ إِلاَّ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ وَتَوَاصَوْاْ بِٱلْحَقّ وَتَوَاصَوْاْ بِٱلصَّبْرِ[سورة العصر]
· العقيدة الإيمانية التي جاء بها نبينا محمد مدد قوي لتيار الخير والصلاح
· وحاجز منيع لصدّ دواعي الشر وطغيانه المدمر
· صاحبها لا يزلّ عن مسلك قويم ومنهج مستقيم
فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مّنّى هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ[البقرة:38]،إِنَّ هَـٰذَا ٱلْقُرْءانَ يِهْدِى لِلَّتِى هِىَ أَقْوَمُ[الإسراء:9]
· إخوة الإيمان، بالعقيدة الصحيحة يعرف الإنسان موضعه الصحيح
· وفق فطرة نقية، وضمير طاهر
· والذين آمنوا وعملوا الصالحات سيهديهم ويصلح بالهم
· و ثمارالعقيدة الصحيحة في الحياة عجيبة
· تمدّ الإنسان بالقوة والصبر، والثبات والمثابرة، والطمأنينة والأمل في معركة الحياة
· الصراع بين الخير والشر، والحق والباطل، والسعادة والشقاء
· تُعطي الأمن المطلق، والاهتداء التام، والنور الكامل
ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ ٱللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ ٱللَّهِ تَطْمَئِنُّ ٱلْقُلُوبُ[الرعد:28]،ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَـٰنَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ ٱلأمْنُ وَهُمْ مُّهْتَدُونَ[الأنعام:82]
·
من يحيى في رحاب الإيمان والتوحيد فهو يعيش حياته في رؤية واضحة، يدرك بها
حكمة الله البالغة، ورحمته الواسعة، وسنته الماضية، وقدرته البالغة،
فتطمئن بذلك نفسه
((احفظ
الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت
فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا
بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء
كتبه الله عليك، رفعت الأقلام، وجفت الصحف)) [رواه الترمذي]
وفي رواية غيره: ((احفظ
الله تجده تجاهك، تعرَّف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة، واعلم أن
النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا))
· الإيمان الصحيح يزود العبد بطاقة كبيرة من اليقين والثقة
· يستمد من خلال ذلك قوة الصمود إزاء الأحداث والفتن
· ولا يصرفه شيء عن إيمانه وتحقيق رضا ربه
· مهما كانت من رغبة مغرية، أو رهبة مؤذية
((عجباً
لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك إلا للمؤمن، إن أصابته سراء
شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له)) [رواه مسلم]
· إن الأمة التي تحكمها عقيدة التوحيد أمةٌ ذات قوة ذاتية وحصانة طبيعية
· تجعلها قادرةً بإذن الله على التغلب على نتائج المحن، وآثار الأزمات، وموجات الفتن
· مرّ بهذه الأمة ويمر بها عبر تأريخها الطويل أيام عصيبة ونكبات شتى
· لو أصابت أمةً غيرها لقضت عليها
· لكنها أمة رباها محمد ، مرتبطة بربها، واثقة بوعده، مستيقنة بنصره
وَعَدَ ٱللَّهُ
ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَاتِ
لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِى ٱلأرْضِ كَمَا ٱسْتَخْلَفَ ٱلَّذِينَ مِن
قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ ٱلَّذِى ٱرْتَضَىٰ لَهُمْ
وَلَيُبَدّلَنَّهُمْ مّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِى لاَ
يُشْرِكُونَ بِى شَيْئاً[النور:55]
·
إخوة الإيمان، إن البعد عن منبع الإيمان العذب، والإخلال بحقائق العقيدة
وإقصاءها عن مناحي الحياة، باعث أزمات خطيرة، وسبب مشكلات كبيرة، ومصدر
شقاء دائم، وبلاء مستمر
· تجعل العيش في هذه الحياة في ظمأ دائم، وظلام دامس، لا هدوء فيها ولا هناء، ولا سعادة ولا رخاء
وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِى فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ ٱلْقِيـٰمَةِ أَعْمَىٰ[طه:124]
·
وما يعصف اليوم بالإنسانية من رياح الشر مصدره الحقيقي بُعد كثير من عالم
اليوم عن المنهج الإلهي، والعقيدة الربانية
إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُ بِٱلْعَدْلِ وَٱلإْحْسَانِ وَإِيتَآء ذِى ٱلْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ ٱلْفَحْشَاء وَٱلْمُنْكَرِ وَٱلْبَغْى[النحل:90]
وَلاَ تَبْغِ ٱلْفَسَادَ فِى ٱلأرْضِ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُفْسِدِينَ[القصص:77]
وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُعْتَدِينَ[البقرة:190]