انضم محافظ البنك المركزي الاسترالي جلين ستيفنز اليوم إلى عدد متزايد من المسئولين الذين يتوقعون أن يبدأ الاقتصاد هذا العام في الخروج من أسوأ مراحل ركود شهدها منذ ما يزيد على ستة عقود.وقال ستيفنز إن التطورات التي حدثت خلال الأشهر الأخيرة تتفق مع وجهة النظر القائلة بأن الاقتصاد سيبدأ التحرك قرب نهاية هذا العام.وتأتي تلك التعليقات بعد تصريحات لرئيس البنك الدولي روبرت زوليك قال فيها إن التراجع العالمي بدأ في الإنحسار وان الاقتصاد قد يستأنف النمو خلال العام الجاري أو العام المقبل, وكذلك عقب التصريحات المتفائلة لنائب رئيس البنك المركزي الأوروبي لوكاس باباديموس.وقبل أسبوع واحد فقط سلط زوليك الضوء على الثقة العالية بمستقبل الاقتصاد العالمي بينما جاءت توقعات باباديموس لمنطقة اليورو أكثر تفاؤلاً من توقعات البنك المركزي الأوروبي ببدء الانتعاش العام المقبل.وافاد تقرير أوردته وكالة الأنباء السورية أن تلك التعليقات ساعدت على إستعادة الثقة في الأسواق والتي تراجعت في الآونة الأخيرة جراء انخفاضات فاقت التوقعات في اقتصاديات الولايات المتحدة ومنطقة اليورو خلال الربع الأول حيث يتطلع المستثمرون أيضاً لظهور علامات على استعادة ثقة المستهلكين.وأدت حالة التفاؤل هذه إلى انتعاش أسهم وول ستريت بنسبة 3 % تبعتها الأسهم الآسيوية اليوم حيث ارتفع مؤشر نيكي الياباني 2.8 % كما قفزت الأسهم في البورصات الأخرى لتواصل تحقيق المكاسب المسجلة أمس وذلك مع ارتفاع مؤشر المنطقة بنسبة 2.9 % ليسجل أعلى مستوياته هذا العام بزيادة تتجاوز 54 % منذ بلوغه مستويات متدنية في أوائل آذار الماضي.من جهته رأى كيم سيونج هان محلل الأسواق في شركة "اتش.اي للإستثمار والأوراق المالية" بكوريا الجنوبية أن المعنويات في السوق أصبحت أكثر ايجابية بعد المكاسب القوية التي سجلتها وول ستريت في الليلة السابقة إثر صدور بيانات اقتصادية فاقت التوقعات.وفي إشارات على انتعاش القطاع المصرفي بالولايات المتحدة قدمت عدة بنوك منها جولدمان ساكس ومورجان ستانلي طلبات لإعادة سداد مساعدات حكومية بمليارات الدولارات وذلك وفقاً لمصادر مطلعة على مجريات الأمور.وفي أوروبا صدرت أرقام تجارية أمس أظهرت تسجيل الصادرات ارتفاعاً شهرياً في مارس وذلك للشهر الثاني على التوالي وأشارت إلى أن الإنكماش الذي سجلته منطقة اليورو بنسبة 2.5 % في الربع الأول هو أدنى مستوى.وكانت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية قد اشارت في وقت سابق إلى أن بعض الاقتصاديات العالمية مثل الصين وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا بدأت الآن في التحول من الانخفاض الذي شهدته أسواقهم في الفترة الأخيرة إلى أمل في رؤية النمو من جديد وخلال فترة محدودة.وتوقع أمس نائب مدير عام صندوق النقد الدولي جون ليبسكي إمكانية بدء تعافي الاقتصاد العالمي خلال العام المقبل ليعاود النمو. مشيرا إلى أن الانتعاش سيكون تدريجيا بصورة أكثر مقارنة بحالات التعافي التي جاءت بعد فترة الكساد الاقتصادي السابقة.وأضاف في تصريحاته التي أوردتها شبكة بلوم برج الإخبارية أن الركود الاقتصادي الراهن لم يقترب بعد من نهايته كما أن حدوث الانتعاش الاقتصادي على مستوى شرق آسيا يتوقف على مدى قوة وسرعة التعافي الذي سيحظى به الاقتصاد العالمي .وقد أظهر مسح لشبكة بلوم برج ارتفاع الثقة تجاه فرص انتعاش الاقتصاد العالمي وذلك لأعلى مستويات لها منذ نحو 19 شهرا وذلك في الوقت الذي أشار فيه مسئولو البنوك المركزية إلى أن حدة الكساد الاقتصادي قد تتجه للتراجع .
موضوع: تزايد التفاؤل بشأن الانتعاش الاقتصادي العام الجاري 
الثلاثاء 19 مايو - 22:48
