علي أيام قيس وليلي كان هناك الحب الأول الذي قد يأتي فجأة ويصيب صاحبه من أول نظرة.. لكن في زمن الانترنت والسماوات المفتوحة لم يعد هناك حد أقصي لوقوع الرجل أو المرأة في الحب تحت مزاعم الحرية.
كل هذا يمكن أن يكون مقبولا في فترة اختيار شريك الحياة.. لكن المصيبة ان بعض الرجال والنساء يقعون في الحب الثاني والثالث بعد الزواج وهناك من يذهب إلي أبعد من ذلك ويمضي في طريق الحب والعذاب والأشواق وكأنه "نغّة" متناسيا أنه يقع في الحب المحرم!!
وهذه احدي قصص هذا الحب "الخايب".. تغيرت أحوال "دينا".. كانت مغرمة بالاحاديث التليفونية ومشاهدة الأفلام والمسلسلات لكنها تحولت الآن إلي أغاني الحب والغرام.. في كل ساعات الليل والنهار تطالعك اغنيات من نوع "نار ياحبيبي نار" و"أول مرة تحب ياقلبي" و"فكروني ازاي هو أنا نسيتك"!!
قال لها زوجها مازحا: خلاص ياستي عرفنا "فلقتينا"!!
ردت بتعجب: عرفت ايه؟
قال: انك وقعت في الحب.. ده حصل من زمان.. ايه اللي فكرك به؟!
كان الزوج يتحدث عن علاقة الحب القديمة التي ربطته بزوجته وانتهت بالزواج.
دون جوان
"مصمصت" دينا شفتيها وقالت: طيب ياجون دوان عصرك وأوانك.
فكر الرجل طويلا عن أسباب هذا التغير كان يخشي أن يكون مقصرا مع زوجته.. نعم أصبح يغيب طويلا عن المنزل لكن من أجل أن يوفر لأسرته حياة كريمة خاصة ان نفقات زوجته وأولاده زادت.. فكيف يحقق هذا التوازن الصعب ان يكون في البيت وسط زوجته وأولاده ويوفر نفقاتهم الباهظة.. في نفس الوقت؟
بعد طول تفكر.. لم يجد حلا لهذه المعضلة فلاذ بالصمت وقال: أصلها فاضية.
لكن الحقيقة كانت غير ما يفكر فيه تماما.. فقد كانت الزوجة الشابة تعيش قصة حب جارفة.. مع رجل آخر ظهر في حياتها فجأة فوقعت في غرامة وسلمته مفاتيح قلبها!
كانت دينا تشارك ابنها في احدي حفلات اعياد الميلاد التي يقيمها النادي الاجتماعي الراقي بمدينة نصر للأطفال كانت أمسية رائعة استمتعت خلالها بجو المرح مع صديقاتها.. قبل أن تنتهي الأمسية وقف "حفظي" أمام الترابيزة التي تجلس عليها دينا وبعد ان جلس قال: "ممكن اقعد معاكم"؟!
كان موقفا غريبا.. فمن هذا الرجل الذي يقتحم طاولة تجلس عليها سيدات ويفرض نفسه عليهن؟! بينما تدور هذه الأفكار في رأسها.. تعالت ضحكة احدي السيدات.. قالت: "مش هتبطل تمثيل"؟!
علاقة سطحية
عرفت دينا خلال الحوار انه زوج هذه السيدة التي تربطها بها علاقة سطحية من خلال التقائهما في النادي لكن قبل أن تنصرف إلي بيتها كانت قد شعرت باستلطاف لهذا الرجل خفيف الظل الذي يجيد فن الحديث مع حواء..
كان موقفا عاديا وانتهي لكنها وجدت نفسها تبتسم عندما تذكرت تعليقاته والنكات التي القاها.. بعد يومين كانت في النادي كعادتها.. هذه المرة لم تذهب بنفس القلب والروح التي كانت تدخل بهما النادي فقد كانت عيناها تبحثان عنه.
يومها لم يسعدها الحظ بلقائه فزادت اشواقها إليه وأخيرا وبعد عدة محاولات صادفها الحظ والتقته وجها لوجه ومع انها كانت متلهفة علي هذا اللقاء وجاهزة لاعتراض طريقه واكتساب صداقته فإذا بها تفاجأ به يبدأ الخطوة الأولي.. قال لها ضاحكا: "انت فين ياستي"؟! صافحها.. تحادثا لبرهة قال لها: تعالي اعزمك علي فنجان قهوة.. منذ تلك اللحظة بدأت زهرة الحب تنمو في حديقة الثنائي الجديد "حفظي - دينا"
استلطاف
كان واضحا ان الحكاية تجاوزت حدود الاستلطاف وان هناك شيئا بدا يظهر في الافق.. هذه العلاقة واللقاءات المتكررة أثارت انتباه الجميع فانتقل الحبيبان بلقاءاتهما إلي مكان آخر وبعدين.. قالها حفظي.. قصدك ايه.. ردت عليه.
قال: لم أعد استطيع الاستغناء عنك ولا تكفيني تلك اللحظات المسروقة.. ياليتني رأيتك من زمان قبل ان اتزوج بتلك الطريقة التقليدية وتصبح عندي زوجة تنجب اطفالا.. والسلام!!
كانت دينا تعيش في البيت بجسدها بينما قلبها وروحها في مكان آخر دائما شاردة.. عصبية وتصرفاتها تثير الريبة والشكوك ولأنه آخر من يعلم فقد عرف زوجها ان أغاني الحب والغرام لم تكن موجهة له فقد كانت الزوجة ترسلها لشخص آخر.
واجهها بالمعلومات التي تجمعت أمامه.. قالت له: أنا لست خائنة.. لكنني لا أملك قلبي!
قال: لكنك متزوجة.. وفي عصمة رجل فكيف تسمحين لنفسك باقامة علاقة غرامية مع رجل آخر؟!
ردت: عندك حق.. أنا نفسي أصبحت غير قادرة علي الاستمرار في الحياة بهذه الطريقة ولا يوجد حل آخر غير الانفصال!
وأولادك؟!
- لست أول زوجة تفشل في حياتها.. وتنفصل وكأنها ازاحت كابوسا ثقيلا عن قلبها.. فقد خرج إلي النور ذلك السر الذي أرهقتها محاولة كتمانه واقامت دعوي خلع علي الطرف الآخر.. وجد حفظي صعوبة في اتخاذ هذه الخطوة الجريئة فانفصاله عن زوجته يعني انه سيخرج خالي الوفاض.. سيفقد الشقة ويصبح مطالبا بالنفقة ومؤخر الصداق.
كانت زوجته هي الأخري قد بلغتها الاخبار.. فأثارت ازمة في البيت واصبح الجميع علي كف عفريت.. المثير ان دينا لم تستسلم.. أرسلت وسيطا ينقل رسالة إلي الزوجة: ارجوك لا تقفي في طريق الحب!!