جدة: حسن السلمي
يتداول العامة في المجالس ومواقع الإنترنت أنباء عن نهاية العالم في العام 2012 بسبب اصطدام كوكب جديد يظهر لأول مرة في المجموعة الشمسية ويطلق عليه "كوكب إكس" بالكرة الأرضية تصاحبه أشعة شمسية تعمل على انقراض البشر.
ونفت جمعية الفلكيين بجدة في بيان لها أصدرته أمس وجود ما يسمى بكوكبي "إكس أو نيبرو"، وأنه لا صحة لوجود أشعة شمسية تعمل على انقراض البشر عام 2012، مؤكدة على أن نهاية الكون في علم الغيب. وشدد بيان الجمعية الفلكية بجدة على أن كوكب نيبرو هو مجرد أسطورة تعود إلى الحضارة السومرية.
وأكد رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد محمد أبو زهرة أن الجمعية نفت أيضاً ما تم التطرق إليه من قبل قسم العلوم بجامعة بغداد على برنامج إذاعي بثه راديو "سوا" أول أمس، ونفت الأنباء التي تفيد بوجود كوكب يسمى "كوكب إكس" وأنه سوف يلحق الدمار بالعالم في عام 2012.
وكان مسؤولون في كلية العلوم بجامعة بغداد تحدثوا عبر البرنامج الإذاعي الذي بثه راديو "سوا"، عن ظهور كوكب جديد يطلق عليه "نيبرو"، وأنه سوف يلحق الدمار بالعالم العربي،
ويتجاوز ذلك إلى إلحاق الضرر بالعالم أجمع، وألمحوا إلى ظهور أشعة مصاحبة لهذا الكوكب في عام 2012 تعمل على انقراض البشر.
وقالت كلية العلوم العراقية إن دراسة أجراها عدد من المتخصصين في علوم الفيزياء والفلك والفضاء والجيولوجيا بالاعتماد على صور الأقمار الصناعية للمجموعة الشمسية والمجرات وطبيعة دورانها وحركتها تناسقيا مع كوكب الأرض وتأثيرها على المناخ والأجواء الأرضية، تشير إلى أنه ربما نهاية كوكب الأرض ستكون بعد ارتطامه بجرم سماوي مجهول يقع تحت تأثير جاذبية الشمس، ويدور بدرجة عالية من الانحراف حول كوكب الأرض.
وأشارت الدراسة المفترضة التي لم تنفها وكالة ناسا للفضاء إلى أن اصطدام الجرم X بكوكب الأرض سينتج عنه فناء نحو 70% من سكانها، كما أن الأبخرة المتصاعدة جراء الاصطدام وانفجار البراكين والزلازل وانتشار الأمراض والمجاعات سيقضي على 20 % منهم، فيما سينجو 10 % فقط من سكان أفريقيا والجزيرة العربية ومناطق وسط العراق، فضلا عن سكان المناطق الساحلية، حسب الافتراضات.
فيما انتقد مراقبون نشر جامعة بغداد مثل هذه الدراسة وسط التردي الذي تشهده الجامعات العراقية وانقطاعها عن العالم المتطور خلال الثلاثين السنة الماضية، مشيرين إلى عدم أهلية هذه الجامعات في إصدار مثل هذه الدراسات الهامة التي هي بحاجة إلى تكنولوجيا وخبرات علمية رصينة، غير متوفرة في العراق حاليا.
وانتشر خبر اصطدام الكوكب المزعوم بالأرض بصورة كبيرة جداً في الأيام الأخيرة، وتجاوز ذكر كلمة "كوكب إكس" لـ 3 ملايين مرة على محركات البحث الإلكترونية.
وكانت الجمعية الفلكية بجدة قد أشارت إلى أن النظام الشمسي في حدوده الخارجية ما زال يحتوي على أجرام سماوية لم تكتشف بعد، وأنه عند بدء البحث عما يعرف بكوكب إكس منذ مطلع القرن العشرين ظهرت فرضيات عن وجود كوكب يدور حول الشمس ويقع خلف حزام كيوبر، وأن كوكب إكس غير معروف وقائم على افتراضات لا وجود لها.
وأضاف بيان الجمعية أنه حسب ما جاء في حضارتي المايا والسومريين فإن ما يعرف بكوكب "نيبرو"، وادعاءات أنه سوف يصطدم بالأرض في 21 من شهر ديسمبر عام 2012 هو خاطئ ولا يوجد سند علمي يدعمه، وأنه تم الاستشهاد بوكالة الفضاء الأمريكية ناسا في هذا الشأن.
وكشف البيان عن اكتشاف العديد من الأجسام السماوية خلال السنوات الماضية، وأنه في عام 2008 أعلن باحثون يابانيون عن نجاحهم في البحث عن جسم كبير الكتلة خارج النظام الشمسي حسب حساباتهم، وأنه بوجود كوكب "محتمل" أصغر من الأرض يدور حول الشمس على بعد 100 وحدة فلكية، وأن ما يعرف بكوكب "نيبرو"، ليس دليلا على أن نهاية العالم ستكون في 2012، ولكنه يعتبر اكتشافا جديدا ومميزا وتطورا هاما في الأبحاث التي تجرى عن الكواكب القزمة خلف حزام كيوبر.
وذكر البيان أنه منذ اكتشاف الجسم الفضائي الذي كان يعرف باسم "بلوتو" عام 1930، كان الفلكيون يبحثون عن جسم فضائي آخر قد يفسر الاضطرابات في حركة كوكبي أورانوس ونيبتون، وأن هذا البحث أصبح يعرف باسم "البحث عن كوكب إكس" وأن هذا البحث ليس كما هو متخيل لدى البعض، بل هو بحث عن جرم فضائي لا يتعدى كونه كوكبا قزما، وقد لا تتعدى كتلته كتلة الأرض وما زالت الأبحاث في هذا المجال مستمرة للعثور على المزيد من الأجرام الكبيرة في حزام كيوبر في مسعى لفهم أكبر لحركات الكواكب.
واعتبر البيان أن هذه الافتراضات التي تتبناها جهات علمية، وتعتمد فيها على كتب ومؤلفات اجتهادية قديمة هي نوع من الخيال والخرافة، وبخاصة أنها ترجمة لكتابات عمرها قرابة 6 آلاف سنة مضت، وأنه في العام 1993 ظهر كتاب بعنوان "نذر الخراب"، وهو أحد أكثر الكتب مبيعا في العالم حينها، ويذكر أنه على ضوء هذه الاكتشافات، ثبت أن "نيبرو" هو حقيقة الكوكب إكس الذي يبحث عنه الفلكيون لمدة تزيد عن القرن، وأن نيبرو يتحرك باتجاه الأرض، وبحلول عام 2012 سوف يصل إلى النظام الداخلي من النظام الشمسي وسوف يتسبب بأضرار جسيمة، وأن هذه التكهنات هي مجرد تلاعب بالدراسات الهدف منها إحداث مناورة في السوق التجارية لزيادة نسبة المبيعات.
ونفى البيان أن تنتج الشمس أشعة تقتل البشر على سطح الأرض، وأن الانفجارات الشمسية التي تصدر عن الشمس وتكون مواجهة للكرة الأرضية يمكن أن تتسبب في أضرار ثانوية كإلحاق ضرر بالأقمار الصناعية، أو تتسبب في إلحاق ضرر برواد الفضاء في حالة عدم اتخاذ وسائل السلامة الضرورية، وأنها ليست قوية بالشكل الذي يصوره البعض في عام 2012.
وتوقعت الجمعية في بيانها أنه في المستقبل البعيد جدا عقب أن تستنفذ الشمس كافة وقودها النووي وتتحول إلى "نجم" يعرف باسم "العملاق الأحمر" بعد عدة بلايين من السنين فسوف يصيب الأرض سلسة من الانفجارات وأشعة إكس ، وأنها لن تكون بالقوة الكافية لتجاوز طبقة "الماغنيتوسفير" أو طبقة "الاينوسفير" حتى تصيب الطبقات التي في أسفلها.