ثم إياك...أن تكون ممن يغفل عن الدعاءِ في الرخاء...ولا يعرفِ اللهَ إلا عندَ نزولِ البلاء..
{وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِداً أَوْ قَآئِماً فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }يونس12 وقال تعالى : {وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاء عَرِيضٍ }فصلت51 أيها الأخ الحبيب الغالي...
أحسن ظنك في ربك.... فهو لطيفٌ ورحيمٌ بك...
{إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ }يوسف100 {اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ}الشورى19 واعلم أن الله عند ظنكِ به.... فلا تظن به فيما قضاه عليك إلا خيراً...
قال صلى الله عليه وسلم : ( قال الله جل وعلا : أنا عند ظن عبدي بي إن ظن خيرا فله ، وإن ظن شرا فله ) صحيح الترغيب ومن حسن ظنكِ بربك....أن يرحمَك بمرضك...
فظن به أنه بك رحيمًا... { وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً }الأحزاب43 تأمل معي هذه القصة : قدم على النبي صلى الله عليه وسلم سبي ، فإذا امرأة من السبي قد تحلب ثديها تسقي ، إذا وجدت صبيا في السبي أخذته ، فألصقته ببطنها وأرضعته ، فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم :
( أترون هذه طارحة ولدها في النار ) . قلنا : لا ، وهي تقدر على أن لا تطرحه ، فقال :
( لله أرحم بعباده من هذه بولدها ) البخاري أيها الأخ الحبيب الغالي...
من رحمته بك حالَ نزولِ البلاءِ...واشتمالِ الداء...
أنْ كتبَ لك أجورَ عملك... التي كنت تعملها حالَ معافاتُكِ وصحتُك...
وكتبَ لك وردُك... الذي تؤديهِ في يومِك...
قال صلى الله عليه وسلم : ( إذا مرض العبد ، أو سافر ، كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا ) البخاري وقال صلى الله عليه وسلم : ( ما من أحد من الناس يصاب ببلاء في جسده إلا أمر الله عز وجل الملائكة الذين يحفظونه قال : اكتبوا لعبدي في كل يوم وليلة ما كان يعمل من خير ما كان في وثاقي ) الترغيب والترهيب إنها فضائل جمةٌ ....ونعمة من الله أيما نعمة...
ولا أقصد بهذا أن يستمطر العبد البلاء من الله تعالى ويطلب منه ذلك...
بل المقصود أن يرض بالبلاء إذا حلَّ... وأن يُسلِّمَ لقضاء اللهِ إذا نزل...
تأمل معي : قال رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم : اللهم إن لم تعطني مالا فأتصدق به فابتليني ببلاء يكون أو قال فيه أجر فقال : ( سبحان الله ، لا تطيقه ! ألا قلت:اللهم آتنا في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قنا عذاب النار ؟ ) صحيح الأدب المفرد وقال صلى الله عليه وسلم : (سل الله العفو و العافية ، في الدنيا و الآخرة ) صحيح الجامع عُذ بالله يكفيك كُلَّ شــرٍّ ... فإن الله يفعل ُ مـا يشــاءُ
أيها الأخ الحبيب الغالي...
انظر إلى بلاء غيرك ...ممن هم حولك ...
ممن عظم بلاؤهم ....واشتد بهم داؤهم ..فعز الدواء ..واحتار فيه الأطباء...
فمصيبتُك أهونُ من مصيبةِ غيرك.... و هناكَ مَنْ هو أشدُّ ألماً وأكثرُ وجعاً منك...
في كل بيتٍ محنةٌ وبليةٌ ...ولعل بيتُكِ إنْ شكرتِ أقلُهَا فاشكر اللهَ فقد جعلَ اللهُ الشكرَ للنعمِ حارسًا... وللحقِ مؤديًا... وللمزيدِ سببًا...
واعلم أنَّ عند التراخي عن شكرِ المنعمِ... تحِلُ عظائمَ النقم...
فلو كان يستغني عن الشكرِ سيدٌ... لعِزةِ مُلكٍ أو علــوِ مكانِ لما أمــرَ اللهُ العبادَ بشكــرهِ.. . فقال: اشكروني أيها الثقلانِ أيها الأخ الحبيب الغالي...
إن عظيم ما نزل بك من داء ...يجعلُك تلهج لله بالدعاء....
أن يجعلَك من الصالحين الذين يحبهم الله ويصطفيهم بالبلاء ...
فقد قال صلى الله عليه وسلم : (إن البلايا أسرع إلى من يحبني من السيل إلى منتهاه ) صحيح الجامع فهم يرضون بما قدره الله ويفرحون به كفرحهم بالعطاء... لعلمهم ويقينهم بأنه طهور لهم إن شاء الله...
قال صلى الله عليه وسلم : ( أشد الناس بلاءً الأنبياءُ ، ثم الأمثلُ ، فالأمثل يبتلى الناس على قدر دينهم ، فمن ثخن دينه اشتد بلاؤه ، و من ضعف دينه ضعف بلاؤه و إن الرجل ليصيبه البلاء حتى يمشي في الناس ما عليه خطيئة ) صحيح الجامع تقول أم العلاء رضي الله عنها : عادني رسول الله صلى الله عليه وسلم