فقد قال صلى الله عليه وسلم : (لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به ، فإن كان لا بد متمنيا للموت فليقل : اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي ) البخاري هي المقاديرُ تجري في أعِنَّتِها...فاصبرْ فليسَ لها صبرٌ على حالِ واعلم أنَّ اللهَ قريبٌ منك أيها المريض فقد قال صلى الله عليه وسلم : ( إن الله عز وجل يقول ، يوم القيامة : يا ابن آدم !
مرضت فلم تعدني . قال : يا رب ! كيف أعودك ؟ وأنت رب العالمين . قال : أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده ؟ ) مسلم أيها الأخ الحبيب الغالي...
كم من مريض غادرَهُ الداء...وقد أصبحَ كالثيابِ البيضاء...من الطهرِ والنقاء...
فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل على مريض يعوده قال : ( لا بأس ، طهور إن شاء الله ) صحيح الجامع وقال صلى الله عليه وسلم : (ما من عبد يصرع صرعة من مرض ، إلا بعثه الله منها طاهرا ) صحيح الجامع كم من يدٍ لا يستقلّ بشكرها... للّه في ظلّ المكاره كامنه أيها الأخ الحبيب الغالي...
بادر بالعلاج وطلب الدواء ....واسع كما أمرك الله ....فإن لكل داء دواء ....
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(يا عباد الله تداووا ، فإن الله لم يضع داء إلا وضع له دواء ، غير داء واحد : الهرم ) صحيح الجامع عالجي نفسَكِ بالقرآن الكريم فإنه شفاءٌ للمؤمنين كما قال تعالى : {هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء }فصلت44 وقال تعالى : {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً }الإسراء82 وعالج نفسَك بما وردَ عن الرسول صلى الله عليه وسلم فمن ذلك ما ورد عن عائشة رضي الله عنها :
( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى الإنسان الشيء منه، أو كانت به قرحةٌ أو جرحٌ قال النبي صلى الله عليه وسلم بأصبعه هكذا - وضع سبابته بالأرض ثم رفعها – وقال :
( بسم الله، تربةُ أرضنا، بريقةِ بعضِنا، يَشفىَ به سقيمُنا، بإذن ربنا ) متفق عليه.
وعنها رضي الله عنها : ( أن النبي كان يعود بعضَ أهلِهِ يمسحُ بيدهِ اليمنى ويقول:
( اللهم رب الناس أذهب الباس، واشف، أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما ) متفق عليه وعن عثمان بن العاص رضي الله عنه أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعًا يجدُهُ في جسده فقال صلى الله عليه وسلم : ( ضع يدك على الذي يألم من جسدك وقل: بسم الله ثلاثاً وقل سبع مرات:
أعوذُ بعزةِ اللهِ وقدرتِهِ مِنْ شرِ ما أجِدُ وأحاذر ) مسلم وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من عاد مريضا لم يحضره أجله فقال عنده سبع مرات: أسال الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك، إلا عافاه الله من ذلك المرض ) أبوداود وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد اشتكيت؟ قال: نعم
قال: ( بسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس أو عين حاسد، الله يشفيك، بسم الله أرقيك ) مسلم
أيها الأخ الحبيب الغالي...
عليك بالصدقةِ وصنائعِ المعروفِ فإنها دواء...
قال صلى الله عليه وسلم : ( داووا مرضاكم بالصدقة ) صحيح الجامع وقال صلى الله عليه وسلم : (صنائعُ المعروفِ تقي مصارعَ السوءِ والآفاتِ و الهلكات ، و أهلُ المعروفِ في الدنيا هم أهلُ المعروف في الآخرة ) صحيح الجامع فاسلك سبيل العلاج واطرق... الشرعي منها والطبي والحسي ....
وابتعد عما حرم الله عليك فقد قال صلى الله عليه وسلم :
( إن الله أنزل الداءَ والدواءَ وجعل لكلِ داءٍ دواءٌ فتداووا ولا تداووا بحرام ) أبوداود أخيراً...
أسأل الله تعالى أن يجعل ما كتبته لك يسري بالسلامةِ في أعضائك...
وأن يوصلَ به بردَ العافيةِ إلى أحشائك...
وأن يبدِّل به شدةَ التألمِ...إلى رخاءِ التَّنعُمِ...
وأسأله كما تألمتُ لمرضِك وشِكاتِك...أنْ أفرحَ بمعافاتك...
خفف الله عنك أوجاعَك وآلامك..وأطالَ في الصحةِ والعافيةِ أيامك...
ومتعكِ الله بالعافية...وجعل لكِ من أوصابِ الداءِ واقية...
وأذاقَك طعمِ السلامةِ... وحباك بفضلِهِ دارَ الكرامة....
وكشفَ ضُرَك....وما نزلَ بِك... وأصلَحَ أمرَك...
وكتبَ لك فيما ابتلاك به الأجر....وصرفَ عنك كلَّ سوءٍ وشر اللهم لا تجعل للمرض فيه موضعًا... ولا إليه مرجعًا...
ولا عليه سبيلا.... ولا عنده مقيلا....
اللهم اغنه بالشفاء...عن زيارة المستشفيات والأطباء...
وأعده سالماً لبيته...محفوفاً بالمغفرة والرضا من ربه...
وأدم السعد في مهجته...واحفظه لأسرته...
اللهم إنا نستغفرك من كل ذنب قوية عليه أبداننا بعافيتك...
ونالته أيدينا بفضل نعمتك ....وانبسطنا اليه بسعة رزقك...
واحتجبنا فيه عن الناس بسترك علينا...
واتكلنا فيه على حلمك ....وعولنا فيه على كريم عفوك برحمتك يا أرحم الراحمين سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين