كلمات أثرن فى عميق نفسى عظيم
الأثر حينما قرأتها لأول مرة منذ بضعة أعوام....و فكرت فيها مليا و فى المعنى الذى
ترمى إليه ... فهل يقصد كاتبها أننا نختار ظروفنا التى وجدنا فيها ؟ أم أنه يعنى
أننا يجب أن نختار لأنفسنا الظروف و البيئة اللائقة بنا ؟...ألم يكتب لنا الله
ظروفا لا يد لنا فيها ؟ فكيف نغير تلك الظروف و خاصة التى لم يعد تغييرها ممكنا أو
فات أوان التغيير فيها....؟
أسئلة كثيرة تتابعت فى مخيلتى لأجد
أخيرا جوابا شافيا ....
إن الله
سبحانه و تعالى قد كتب علينا أمورا غير مخيرين فيها مثل العائلة و الأبوان و
الإخوة و المكان الذى نشأنا فيه و البلد....و لكنه أيضا خيرنا فى كثير من الأمور
التى باختيارنا نحن - و نحن فقط - يمكن أن نكون من السعداء الأعزاء أو من الأشقياء
الأذلاء.
فلماذا مثلا ترضى زوجة بالذل فى
بيت زوج يسىء معاملتها و يذلها و يحقرها و أهلها و هى تستطيع أن تعيش حياة كرامة
تختارها بعيدا عن هذا الظلم و هذه العبودية ؟
و كذلك بعض الأزواج من الرجال يضع
يده على خده فى انتظار أن ترضى زوجته عنه أو لا ترضى ... لماذا أيها الرجل ترضى
بهذا الذل و لماذا أيتها المرأة ترضين الهوان و قد خلقنا الله أحرارا؟
يقول رسولنا
الكريم صلى الله عليه و سلم فى ذلك :" اطلبوا ما شئتم بعزة الأنفس".
إنه حرص من
الله و رسوله على أن يكون المسلم عزيز النفس حرا فى حدود ما أحل الله له ... قويا
فى الحق لا يذل و لا يهون و لا على نفسه.
لماذا ترضى لنفسك الأذى فى مكان و
أنت تستطيع - إن توكلت على الله حق توكله - أن تنتقل إلى مكان آخر يكون لك فيه
الرزق أفضل و العيش بكرامة؟ يقول الله تعالى :"وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ
اللّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً " (النساء 100)
لماذا يتكدس الناس
فى مدن مزدحمة ترتفع فيها تكاليف الحياة رغم إمكانية الانتقال إلى أحد المدن
الحديثة الأقل ازدحاما و الأقل تكاليف؟
و السؤال هنا :
لماذا لا
نختار لأنفسنا الأفضل دائما ؟
إنها حياة واحدة هذه التى نعيشها
....فليكن شعارنا فيها أن نختار لأنفسنا أفضل الظروف الممكنة فى حدود ما أحل الله
تبارك و تعالى ؟
و من هنا
فأنتم أيها المسلمون تستحقون أن تختاروا الحياة الكريمة التى يريدها الله لكم و
رسوله ....و يجب أن نقول جميعا :
لا .... لا
..... و ألف لا..... للذل و الهوان .