نحن نتكلم مع ذاتنا دوماً .. فالكلام مع الذات هو ترجمة
للتفكير والأفكار الذهنية التي تطوف فى وعينا . ودماغنا هو دوماً في نشاط دائم
وينعكس نشاطه فى أحاديثنا مع ذواتنا ، وعلى غرار تأثيرات أحاديث وكلام الناس معنا
، فإن أحاديثنا مع ذواتنا تؤثر فيها أيضاً . وعلى حد قول العلامة دونالند ميخومبوم
: الكلام مع الذات يوجه العواطف والسلوك ويحددهما من سوء الحظ ، هناك الكثيرمن
الناس يكلمون ذواتهم بما لا يثريهم ، ويُدنّي من إحترامهم لذواتهم . وقد يكون
السبب إنتقاد الوالدين والمعلمين وغيرهم مما يجعلهم أي هؤلاء الناس يؤمنون بوجود
سلبيات كثيرة في شخصياتهم .
فهل أنت أحد ضحايا هذه السلبيات السلوكية ؟
إذن الأحاديث مع الذات عند شرائح
كبيرة من الناس تتضمن ما يدني من ذواتهم ويعزز مثالبهم وعيوبهم مثلاً قد يقولون
لذواتهم : " أنا أحمق " " أنا أناني " " أتصرف كالمعتوه
" تعودت أن أذم ذاتي وأصفها بالسوء " إلى ما هناك من أحاديث محقرة للذات
تولد مشاعر النقص والدونية والصغار والأفكار المهزومة للذات .
إن الكلام السلبي مع الذات يولد
عادة القلق والإكتئاب ، وغير ذلك من النتائج المدمرة للصحة النفسية . ولعل
النبوءات التي يخترعها الفرد ضد ذاته تبدو شائعة بين الناس ، إذ تبدأ بالإيمان
بدعواك وبدعايتك ، وتجلب لذاتك ما يخيفها وهذا ما سنتكلم عنه بالتفصيل لا حقاً .
وعلى نقيض ذلك يكون " الصح
" فالكلام الإيجابي مع الذات يقدم نتاجات مرغوبة ويولد مشاعر جيدة .
والسؤال المطروح : هل إن تبديل
حديثك مع ذاتك يعطيك عوناً وفائدة ؟
بالتأكيد نعم " قل لذاتك
مراراً وتكراراً أنك ستفشل فإنك ستفشل " . " قل لذاتك مراراً وتكراراً
أنك ستنجح فسيحالفك النجاح ، وبخاصة إذا كان هذا النجاح يصنعه جهدك ومثابرتك " .
· لذا تكلم مع ذاتك عن ماضي نجاحاتك ،
وعن الأوقات التي أنجزت فيها أشياء وعن المرات التي تغلبت فيها على الصعوبات ، وعن
الأيام التي كنت تشعر بالشعور الجيد . ولطالما شعرت بالمزاج الجيد ، فستشعر الآن
بالشعور الطيب والجيد . وربما أنك تغلبت على الصعوبات سابقاً فستتغلب أيضاً عليها الآن .
ومن الجائز أن الناس الذين هم أكثر
نجاحاً قد واجهوا الفشل أكثر من غيرهم ، ذلك لأنهم حاولوا وجربوا أشياء كثيرة
والأمثلة في الحياة كثيرة عن أمثال هؤلاء الذين على الرغم من فشلهم المتكرر ظلوا
يؤمنون ويثقون في ذواتهم وفي ما يرغبون في تحقيقه .
و من هنا حقق النصائح التالية :
1) لا تركز
إهتمامك على الفشل .
2) إنظر إلى
الأخطاء كخبرات تعليمية ولنمو الذات وللمعرفة ، ولا تنظر إليها بما يدني من الذات
ويضعفها .
3) لا تنغمس في
تجريم ذاتك وتخطئتها فهذا يؤدي إلى فقدان إعتبارك لذاتك ، والتقوقع والإنحسار الحياتي
والإكتئاب .
تذكر أن الفرق بين الأحمق والحكيم
هو : ليس في كون الحكيم لا يرتكب الأخطاء ، ولكن في تعلمه من الأخطاء التى إرتكبها
، بدلاً من أن يجرم ذاته لأنه إرتكب الخطأ : " أنا غبي : " أنا سيىء
" " أنا تافه " .
4) قل لذاتك ما
ترغب أ ن يقوله الناس لك .