الفتوحات الإسلامية
مع مجيئ العرب في
القرن الثامن الميلادي. أدخل هؤلاء الاسلام إلى البلاد. عرفت البلاد قيام أولى
الدول الاسلامية المستقلة (الأغالبة، الرستميون، الأدارسة). مع ظهور الفاطميين تغير
تدفق الفتوحات إلى الخارج ففتح هؤلاء بلاد مصر و الشام والحجاز، ثم تركوا البلاد
إلى جهة الشرق. عرفت البلاد نزوح العديد من القبائل العربية (هلال، سليم، بني
المعقل)إليها بتشجيع من الفاطميين. ابتداءا من القرن الـ11 م سيطر على البلاد
العديد من السلالات البربرية (الزيريون، الحماديون، الموحدون، الزيانيون، الحفصيون،
المرينيون)
قام الأخوان "باربروسة" عروج وخير الدين، بوضع بلاد الجزائر تحت
سيادة الدولة العثمانية. جعلا من سواحل البلاد قاعدة لعملياتهم البحرية على
الأساطيل المسيحية. بلغت هذه النشاطات ذروتها سنة 1600 م، (أطلق على مدينة الجزائر
اسم دار الجهاد). سنة 1827 م يقوم الداي حسين (حاكم الجزائر) بإهانة القنصل
الفرنسي. بعد حصار طويل قامت فرنسا باحتلال الجزائر سنة 1830 م، لقي الفرنسيون
مقاومة شديدة من طرف السكان. قاد الأمير عبد القادر حركة المقاومة في غرب البلاد.
أخرت هذه الثورات عملية السيطرة على البلاد. أكمل الفرنسيون احتلال الجزائر سنة
1911 م عندما تمكنوا من إخضاع الطوارق في جنوب البلاد-الأهقار
حولل الفرنسيونيون مقاطعة مكملة لمقاطعات فرنسا (الأم)، نزح أكثر من
مليون مستوطن (فرنسيون، إيطاليون، إسبان ...) من الضفة الشمالية للبحر الأبيض
المتوسط لفلاحة السهل الساحلي الجزائري واحتلّوا الأجزاء المهمة من مدن الجزائر.
اعتبرت فرنسا كل المواطنين ذوي الاصول الأوروبية (واليهود أيضا) مواطنين فرنسيين
(كما في فرنسا الأم)، لهم حق في التمثيل في البرلمان، بينما أخضع السكان العرب
والبربر المحليون (عرفوا باسم الأهالي) إلى نظام تفرقة عنصرية
سنة 1954،
أعلنت جبهة التحرير الوطنية (إف إل إن) بدأ الثورة الجزائرية، نظرا لطبيعة البلاد
والقوة المستعمرة طبق قادة الجبهة تكتيك حرب العصابات ضد القوة المحتلة؛ بعد أكثر
من 7 سنين من المعارك والحروب في الحواضر و الأرياف وتقديم مليون ونصف المليون من
الشهداء، (وخمسة ملايين من الشهداء منذ بدء الاستعمار سنة 1830 حتى اندلاع ثورة
التحرير) نجح الثوار في إخراج الفرنسيين من البلاد، واستقلت الجزائر سنة 1962
م
أول رؤساء الجزائر، أحمد بن بلة (أحد قادة جبهة التحرير)، تم عزله من قبل
حليفه السابق ووزير دفاعه، هواري بومدين في 1965 م. تمتّعت البلاد تحت النظام
الإشتراكي للحزب الواحد بـ25 سنة من الاستقرار والإزدهار والرخاء في شتى مجالات
الحياة الإجتماعية والإقتصادية والتعليمية
في التسعينيات، دخلت الجزائر في
دوامة من العنف بعد أن تدخل الجيش ليمنع الحزب السياسي الإسلامي "الجبهة الإسلامية
للإنقاذ" من تولي السلطة، بعد أول انتخابات تعددية (شاركت فيها عدة أحزاب) تعرفها
البلاد. قتل أكثر من 200,000 شخص، أغلب القتلى من المدنيين، تبنت عدة مجموعات مسلحة
هذه العمليات
الجغرافيا
تعتبر الجزائر الدولة الثانية في إفريقيا وفي
العالم العربي من حيث المساحة بعد السودان و تتربع الجزائر على
مساحة
2.381.741كلم²
وأربع أنواع من التضاريس متباينة من ناحية الامتداد و التي تتابع
من الشمال إلى الجنوب:
في الشمال، وعلى امتداد ساحل المتوسط، تمتد سهول التل
الجزائري بعرض متباين (من 80 إلى 190 كلم) و تحتوي على معظم الأراضي
الزراعية
يأتي بعدها حزام جبلي يحتوي على عدة سلاسل جبلية (الأطلس التلي، الأطلس
الصحراوي و مرتفعات الأوراس) تحيط بدورها منطقة شاسعة مرتفعة تعرف بالهضاب العليا
تحتوي على أراض شبه قاحلة وبحيرات مالحة (الشطوط) تجمع المياه السطحية (النقطة
الدنيا: شط ملغيغ، 40 مترا تحت مستوى سطح البحر)
جنوب الأطلس الصحراوي، تمتد
الصحراء الجزائرية التي تمثل لوحدها أكثر من 80 % من المساحة الكلية للجزائر. تتمثل
الصحراء في عدة هضاب صخرية و سهول حجرية تتخللها منطقتان رمليتان (العرق الغربي
الكير و العرق الشرقي الكبير) و اللتان تمثلان مساحات شاسعة من الهضاب الرملية. في
منطقة الهقار بالقرب من تمنراست (أو تمنغاست بالأمازيغية) تتواجد أعلى قمة في
البلاد و هي قمة تاهات
يسود الجزء الشمالي من الجزائر مناخ البحر الأبيض
المتوسط. بينما تتميز الجهات الجنوبية بمناخها الصحراوي الجاف
أهم و أكبر
مدن الجزائر هي الجزائر و هي عاصمة البلاد أيضا، و من المدن الكبيرة الأخرى وهران و
قسنطينة. من بين الأماكن الأثرية و السياحية في الجزائر ، صنفت 7 منها في قائمة
التراث العالمي: آثار قلعة بني حماد، وادي ميزاب، آثار مدينة جْميلة (كويكول
باللاتنية)، آثار تيبازة، وقصبة مدينة الجزائر
التقسيمات
الإدارية
بعد استقلالها عن فرنسا، كانت الجزائر مقسمة إلى 15 مقاطعة. تم
استحداث تقسيمات إدارية جديدة (الولايات)، تحمل كل ولاية اسم المدينة الرئيسية.
وتنقسم الولايات بدورها إلى دوائر، ثم إلى بلديات وهذه الأخيرة هي أصغر التقسيمات
الإدارية في الجزائر
استقر عدد الولايات في الفترة من 1974-1983 م على 31
ولاية، ولا زالت هذه الولايات الأصلية تحتفظ إلى اليوم بترقيمها الأصلي (من 1-أدرار
إلى 31-وهران). سنة 1983 م تم استحداث 16 ولاية جديدة (من 32-البيض إلى
48-غليزان).استحدثت مؤخرا 5 ولايات جديدة
سياسة
الجزائر
النظام الرسمي في الجزائر ذو طابع ديموقراطي، تم منذ 1990 م،
إقرار التعددية الحزبي
رئيس الجمهورية هو أعلى سلطة في الدولة، يتم انتخابه عن
طريق الاقتراع العام لعهدة واحدة مدتها 5 سنوات، يمكن أن تتجدد مرة واحدة فقط (حسب
الدستور الحالي). يقوم رئيس الجمهورية بتعيين رئيس الحكومة ، والذي يقوم بدوره
بتعيين مجلس الوزراء
يتشكل البرلمان الجزائري من غرفتين، المجلس الشعبي الوطني،
وعدد أعضائه 380، ويتم انتخابهم كل خمس سنوات، و مجلس الأمة (الغرفة الثانية) وعدد
أعضائه 144 عضوا.يعين رئيس الجمهورية ثلثهم اي 48 عضوا بينما ينتخب الثلثيين
الاخرين من المجالس الشعبية الولائية بحصة عضوين عن كل ولاية من الولايات 48
للجزائر
بعد استقلالها في بداية الستينيات، قامت الجزائر بمساندة العديد من
الحركات التحررية في العالم، ثم أصبحت من أقطاب حركة عدم الانحياز. رغم القواسم
التاريخية والثقافية المشتركة للشعبين الجزائري والمغربي، اتسمت علاقات البلدين
بالتوتر، وهذا منذ السنوات الأولى لاستقلال الجزائر. ترجع أحد الأسباب الأولى لهذه
التوترات إلى مطالبة المغرب بجزء من التراب الجزائري الواقع في شرق المملكة أو ما
يعرف بمنطقة تندوف، مما أدى إلى اندلاع نزاع مسلح سنة 1963 م، بعدها بسنوات أعلنت
الجزائر مساندتها لحركة بوليزاريو الصحراوية، والتي تهدف إلى استقلال الصحراء
الغربية. استعادت العلاقات الثنائية نوعا من الحيوية في أواخر الثمانينيات، فتم
الإعلان عن ميلاد اتحاد المغرب العربي، إلا أن القرارات السياسية التي تم اتخاذها
بقيت تراوح مكانها. بعد اندلاع أحداث العنف في الجزائر في التسعينيات اتهمت الأخيرة
المغرب بتقديم يد العون لبعض الجماعات المسلحة، وبعدها أعلنت الجزائرإغلاق حدودها
مع المغرب ردا على فرض المغرب التاشيرة على الجزائريينبعد احداث الدار البيضاء
استمرت أحداث العنف في الجزائر حتى 1999 تاريخ انتخاب بوتفليقة