المديرة العامة عضو مميز
الجنس : المشاركات : 212 نقاط التميز : 174 تاريخ التسجيل : 22/01/2010
| موضوع: إنها مأساة أطفال الشوارع التي تهز القلب والوجدان الأربعاء 10 فبراير - 15:36 | |
| فجأة انفجرت قنبلة أطفال الشوارع الموقوتة بعد أن نزع فتيلها التوربيني وعصابته وتطايرت الشظايا لتصيبنا جميعا دون استثناء, بعد أن أهملنا هذه الفئة لفترة طويلة وتركناهم لمصيرهم المظلم.قضية اليوم وكل يوم تفتح ملف أطفال الشوارع, ذهبنا إليهم لنجري معهم حوارات مهمة دون مواربة لنستمع إليهم والي مشكلاتهم ومعاناتهم وكيف يقضون نهارهم وليلهم
كتب: جمال الكشكي المشهد الأول.. نهار خارجي: الأطفال من مختلف المراحل العمرية ينتشرون في أماكن الزحام محطات القطارات.. الأتوبيسات.. شوارع وسط البلد.. بعضهم يخدعك بأنه بائع مناديل.. والبعض الآخر يمد يديه تسولا بما تجود به من مال.. وفئة ثالثة تترقب المارة والجلوس لتتحين فرصة سرقة أو نشل. المشهد الثاني.. ليل داخلي:
يجلس زعيم العصابة منتظرا أطفاله الذين قام بتسريحهم ويتقاسم معهم حصيلة ما جمعوه طوال اليوم.
ما بين هذين المشهدين سيناريو بعنوان: بيزنس تسريح الأطفال. فمن نكد الظروف علي أطفال الشوارع أنهم صاروا يستخدمون كسلعة وبيزنس كبير من قبل زعماء العصابات, فلم يكن التوربيني وشركاؤه في الجريمة الأخيرة هم وحدهم أصحاب مشروع استثمار أطفال الشوارع بطرق غير مشروعة.. فسجلات الأحداث ومشاهد الليل تكشف عن أن هناك عصابات قائمة علي استخدام هؤلاء الأطفال وفق منهج إجرامي, وثقافة نشل وعقود مبرمة ضمنيا وربما تتضمن شروطا جزائية يتحملها في النهاية هؤلاء الأطفال.
ربما يكون هؤلاء الأطفال ضحية ظروف معينة أو مناخ مجتمع ـ تحالف دون أن يدري ـ ضدهم.. لكن في النهاية تستسلم هذه البراءة إلي أوهام ظنا في الالتحاف بطعم الحياة مهما تكن مرارتها.
عمر(12 عاما).. وسيم الملامح.. تفتقد عيناه مواطن الأمان, ويبحث قلبه عن حنان مفقود.. لم يخجل في تحميل والديه مسئولية تسوله إذ يقول: كنت أعيش مثل أي طفل في بيتنا.. ولي أب وأم.. لكن حدث أن انفصل أبواي.. وتزوج كل منهما.. وفجأة وجدت نفسي في الشارع.. لم ألتحق بالمدرسة.. ولم يكن لي أصدقاء محددون.. مثل بقية الأطفال.. دائما أشعر بالوحدة.. وفي إحدي المرات تعرفت علي محمود(14 عاما) يسكن في منطقة امبابة وأغراني بمبلغ من المال بعد أن عرف ظروفي الصعبة.. واعتبرته صديقا لي.. ولازمته في كل تحركاته..
وذات مرة قال لي: تعالي نأكل عيش.. لم أتردد فلم يكن عندي شيء أخاف عليه.. وذهبت معه إلي محطة مصر.. وعرفني علي المعلم الكبير.. ومن هنا بدأت رحلتي مع الإجرام والتسول والسرقة والنصب.. يتوقف الطفل قليلا ثم يواصل: عملت كل حاجة في الدنيا.. كبرت قبل الأوان.. واتفق معي المعلم أن يوفر لي مكانا أنام فيه آخر الليل وأن يعطيني في نهاية اليوم5 جنيهات.. فلم أصدق ذلك.. ووافقت دون تردد.. لم أكن أعرف هل هذا طريق الخطأ أم الصواب؟! ولم أجد من أسأله, واخترت محطة مصر كمكان مزدحم بالمسافرين.. وتخصصت في النشل,
وعندما يشعر المعلم بأن هناك حملة مباحث قادمة لجمع الأطفال.. كان يخبرني بمغادرة المحطة والتوجه إلي شارع عماد الدين بوسط البلد, وأقوم بشراء كيس مناديل أتخفي من خلاله في ممارسة النشل, وفي نهاية اليوم أعود إلي المعلم ـ لم يذكر اسم المعلم خوفا من رد فعله ـ وأعطيه حصيلة اليوم.. ويربت علي كتفي ويقول لي: انت خليفتي في شوارع مصر يا عمر.. ومهما تكن الحصيلة فهو كان يخصص لي مبلغ5 جنيهات فقط.. لكنني خوفا من ضربه وتهديداته لم أستطع الكذب عليه أو إخفاء شئ عنه لأنه يقوم بتفتيش ملابسي قبل أن أنام, وقبل أن يختتم هذا الطفل حديثه يهز رأسه قائلا: مش عارف أعمل إيه.. أروح لمين.. دخلت أقسام الشرطة وعاشرت المجرمين.. لكن أنا مش مبسوط.
ربما تكون هذه أجواء تسريح أطفال الشوارع.. وربما يسقطون دون دراية منهم بعوالم الإجرام.. لكن هناك قصصا أخري أبطالها اعتزلوا مهنة الإجرام وتسريح الأطفال.. فها هو سمير(52 عاما) يعاني من عاهة مستديمة في ساقه اليمني يروي قصته عندما كان زعيما لعصابة نشل يستخدم فيها أطفال الشوارع إذ يقول: كنت أقوم بتسريح25 طفلا في العقد الأول من عمرهم علمتهم مهنة النشل في الأتوبيسات والمقاهي والمناطق المزدحمة, وكنت أرسم لهم برنامجهم اليومي.. كيف يتحركون.. وكيف يراقبون الناس؟.. وقبل أن أوافق علي ضم أطفال جدد كنت أجلس مع كل طفل علي حدة وأعرف قصته وظروفه الأسرية ثم أهدده في حالة عدم التزامه بأوامري.
وفي السياق نفسه يري اللواء صبري كامل مدير إدارة الأحداث الأسبق أن ما يحدث لأطفال الشوارع يرجع إلي الانخراط المبكر في عوالم الإجرام.. فلم تكن هناك عصابات تخصصت في تسريح الأطفال, ولكن هي مجرد أفكار نابعة من الأطفال أنفسهم إذ نجد مثلا طفلا يحترف التسول وله خبرة طويلة يتفق مع مجموعة أطفال جدد علي أن يعملوا من خلاله وتكون له أساليب في السيطرة عليهم. وتؤكد سهام إبراهيم رئيسة مؤسسة طفولتي لأطفال الشوارع أن هناك بيزنس كبيرا يتم من خلال تسريح هؤلاء الأطفال ويتم علي أيدي البلطجية والمسجلين خطر ويبدأ هذا البيزنس في التسول مرورا بتجارة المخدرات حتي الأعمال المنافية للآداب.. وأن حجم البيزنس يختلف من منطقة لأخري حسب ثقافتها ونسبة الإجرام بها لكنه يزداد في المناطق العشوائية وأماكن الزحام.
كما تؤكد رئيس مؤسسة طفولتي أنها قامت بإجراء حوارات ميدانية مع هذه النوعية من الأطفال الذين يتم تسريحهم, وأن بعضهم استجاب ونسبة كبيرة منهم استسلمت لزعماء العصابات وتعيش تحت هوس الخوف منهم. | |
|
الكسول مشرف منتدى الخواطر والقصيدة الحرة
الجنس : المشاركات : 871 نقاط التميز : 597 تاريخ التسجيل : 12/12/2009
| موضوع: رد: إنها مأساة أطفال الشوارع التي تهز القلب والوجدان الأربعاء 10 فبراير - 21:25 | |
| يعطيك الصحة
بارك الله فيك | |
|
العميل007 عضو أساسي
الجنس : المشاركات : 6271 نقاط التميز : 5308 تاريخ التسجيل : 08/05/2009
| موضوع: رد: إنها مأساة أطفال الشوارع التي تهز القلب والوجدان الأربعاء 10 فبراير - 21:58 | |
| | |
|