بقلم : مـرسي عطـا الـلـه
الذي حدث منذ يوم الثلاثاء الماضي وأفرز في الشارع المصري حالة من الحزن المجتمعي كان بمثابة استفتاء علي المكانة الإنسانية التي يتمتع بها الرئيس مبارك وأسرته الكريمة في نفوس جميع المصريين الذين هزتهم فاجعة الرحيل المفاجئ للطفل محمد علاء مبارك حفيد الرئيس الذي لم يتجاوز عمره الثانية عشر عاما.
لقد شمل الحزن كل بيت في مصر وكان صوت الحزن مسموعا من كل فئات المجتمع دون استثناء تعاطفا مع الرجل الذي صنع احساسا بالتآلف مع الناس والاقتراب منهم دون تكلف والاستماع إليهم بغير وسيط والتجاوب مع أحلامهم طالما كانت مشروعة وممكنة.
كان الإحساس عميقا وتلقائيا تجاه رجل أصبح في نظر الجميع صورة لولي الأمر الذي تحبه دون نفاق وتحترمه دون خوف فهو ربان السفينة الماهر الذي صان الوطن وحفظ البلاد في سلام مع نفسها وفي وئام مع جيرانها!
لقد استرجع المصريون من ذاكرتهم تلك الظروف الصعبة التي جاء فيها مبارك إلي موقع المسئولية بعد حادث المنصة عام1981 والذي اعتقد الكثيرون أنه أكبر من مجرد حادث اغتيال للرئيس السادات وأنه مقدمة لإغراق مصر في حمامات من الدم فإذا به يطفئ نيران الحقد, قبل أن يتجه لإطفاء نيران الإرهاب ويصنع المصالحة التاريخية مع كل رموز الوطن ويدعو الجميع للاتجاه بأبصارهم نحو المستقبل وطي صفحة الماضي.
واكتشف المصريون منذ الأشهر الأولي لتوليه مسئولية الحكم أن الأقدار كانت كريمة مع هذا الوطن عندما وهبتهم في تلك اللحظات العصيبة رجلا سياسيا من طراز فريد.. لايتوه في النظريات وإنما يؤمن بالواقعية ويقيس الأمور بمقاييس علمية وعملية دقيقة... وإنه برغم صعوبة التحديات فإنه سياسي لا يتطرف في قراراته وإنما معتدل يجيد التأني المصحوب بالحذر.
وعلي مدي سنوات حكمه لم ير فيه الناس سوي جبل من جبال الصبر بقدرته المزدوجة علي كظم الغيظ مع التمسك بالحق وتجنب التعامل مع القضايا المصيرية بسخونة الانفعالات أو عفوية التجاوب مع كمائن الاستفزاز والاستدراج تحت مظلة وبريق الشعارات التي قد تصنع أوهاما للشعبية, ولكنها لا تؤمن حاضر ومستقبل الوطن.
وباعتباري مواطنا مصريا من قلب الشارع المصري الذي اجتمع ـ حزينا وملتاعا يوم الثلاثاء الماضي ـ علي قلب رجل واحد أناشدك يا سيادة الرئيس أن تجدد فينا الأمل بقدرتك المعهودة علي تحمل الألم... وما أكثر ما تحملت ـ بقوة إيمانك بالله ـ من شدائد ومصاعب تنوء بحملها الجبال.
***
خير الكلام:
** العظماء مثل الأشجار العتيقة التي لاتسقط أمام العواصف لأن جذورها تماثل قاماتها!