اسمح لي أيها المدخن ...
فأنا أسير بك الآن إلى برِّ الأمان بإذن الله ...
فأرجوا ان تتأمل معي في قصة أخينا حمد ...
... حمد كان يسكن في إحدى القرى في بلادنا ...
يقول حمد ... بدأت أشعر قبل تسعة أشهر بسعال خفيف فلم ألق له بالا ...
لكن السعال تطور ليتكرر طوال اليوم ...
وبعد عدة أيام لاحظت بعض نقاط الدم الأحمر في البلغم -- وتأكد لي ذلك بعد تكرر المشهد ...
أحسست بالذعر، أحسست بالخوف ، بدأت الوساوس تغزو فكري ، لكني طمأنت نفسي بأن هذا العارض بسبب نزلة البرد ... فذهبت إلى الطبيب من أجل أن يعطيني من الأدوية أو المضادات الحيوية ...
ذهبت إلى عيادة الطبيب العام وبعد الفحص طمأنني إلى أن هذا ربما يكون التهاباً بسيطاً في القصبات الهوائية وللإطمئنان يحتاج الأمر إلى أشعة للصدر ...
بدأ الطبيب ينظر إلى الأشعة ويقلبها ويتمعن فيها وأثناء ذلك سألني !! حمد هل تدخن؟ فأجبته بأني أدخن علبة إلى علبتين في اليوم الواحد ...
يقول حمد ... عندما أعاد الدكتور نظره إلى الأشعة بإستغراب ، بدأ قلبي يخفق ، وأنفاسي تضطرب ، ما النتيجة يا دكتور ؟
قال الدكتور:- هناك أشتباه بوجود إلتهاب رئوي أو ورم في الرئة وتحتاج إلى تحويل للمستشفى
يقول حمد ... جاء وقت الندم حينما تقلبت في غرف المستشفى ... أشعة للصدر من الجهتين، تحاليل دم وبلغم ، أشعة مقطعية ، أشعة صوتية للبطن ، أشعة صوتية للقلب ، تخطيط للقلب، ثم منظار للرئة ، ثم عملية لأخذ عينة من الغدد العنقية ، ثم تلتها عمليات أخرى وبعد ذلك ظهرت النتيجة بعد أسبوعين من التحاليل والفحوصات الطبية داخل المستشفى ...
إنه سرطان الرئة قد وصل إلى مرحلة متأخرة وانتشر إلى الكبد ، وخنق الأوردة العنقية ، وسبب شللاً في أعصاب الحبال الصوتية والحجاب الحاجز وهو من النوع الذي لا يمكن استئصاله جراحياً، كما أن الأشعة العلاجية قد لا تفيد فيه شيئاً، أما علاجه بالأدوية الكيميائية فقد يساعد قليلاً لكنه يحمل أعراضاً جانبية خطيرة ...
وفي المستشفى بدأت رحلة العلاج المريرة فقد بدأت أتردد على جلسات الأشعة لتقليص الورم وتخفيف ضغطه على أوردة العنق، وبدأت أأخذ دورات العلاج الكيماوي ...
قال حمد يادكتور : " لقد تركت الدخان منذ دخولي للمستشفى" ...
يقول حمد :
ونظرات الدكتور تشير إلي بأن هذا القرار جاء متأخراً جداً ...
وبعد ستة أشهر من المعاناة الشديدة والأوجاع الرهيبة وفقدان الشهية وصعوبة الأكل ونقص الوزن إلى حد العجاف يشعر حمد بألم كل لحظة أشعل فيها سيجارته ...
-- ثــــم --
توفي حمد ...
اسمح لي أيها المدخن ...
فمالك ينصرم من غير فائدة ، وما تنفقه على افتراض انك تستهلك علبة واحدة يوميا على حسب أنواعه المتعددة ما بين 1 ... 8 إلى 2016 ريالا في الشهر الواحد ...
أيها المدخن هيأ نفسك الآن لتجربة دواء ناجع بإذن الله ...
واسمح لي أن انفث عبيرها إليك ...
أخي المدخن ...
أشعر في هذه اللحظات بأنك قد عزمت على ترك التدخين ، وأن ما سيتم ذكره هو شيء معين على ما عقدته في نفسك الآن ...
من العلاج ...
الدعاء الدعاء ... فهو سلاح قوي ، وأنت الآن مضطر إلى ترك هذه السيجارة والله عز وجل يقول ( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ) ...
فألح على الله ، والزم بابه ، وتعرض لساعات الإستجابة ، وأظهر لله الصدق والتضرع فالله يقول في الحديث القدسي فاستهدوني اهدكم ...
يقول أحد الإخوة :- دخنت السجائر لمدة 28 سنة ورغبت يوم من الأيام في السفر لأداء فريضة الحج فاحترت في إشعال هذه السيجارة ودعوت الله أن يخلصني من هذه المشكلة فأصابني سعال شديد لمدة أسبوع تركت على إثره شرب الدخان مضطراً بعد شفائي تركه نهائياً وكان حال لسانه ...
أي خير أي نفع iiنبتغي من جليس أنسه نبع iiالخطر ...
ومن العلاج ... ترك الذهاب إلى المقاهي والابتعاد عن مجالسة المدخنين مهما كانت منزلتهم لديك لأنك بذلك تنصر نفسك وتعينها على ترك التدخين ... ، فأكثر المدخنين لم يتاثروا في تدخينهم إلا بالصحبة ، وفي استبانة عرضت على مجموعة من المدخنين وعددهم 1938 مدخنا ، وكان تأثير الأب بنسبة 8 % وتأثير الصديق 73 % تقريبا والباقي بتأثير سائق المنزل والإخوة في البيت ...
وليكن لسان حالك يقول :- يا أيها الأصحاب ! عذراً إنني *** أبرمت أمرا إن أردتم صحبتي
لا تشعلوا التبغ اللئيم بمجلسٍ *** سأصون نفسي ... لن أدمر صحتي
أعلن توبتك لديهم ، سطر موقفك الأشم بين جلسائك المدخنين ، فإنك ستكون قدوة مثالية لهم وستكون مقاطعتك للتدخين موعظة صامتة لهم ...
ومن العلاج تذكر الأمراض التي تهلك المدخن ، سواء كان ذلك بزيارة عيادات التدخين ، أو بإقتناء الصور الشنيعة التي أفرزها مثل ذلك ...
فأهجر التدخين في آفاته للشرايين انسداد منتظر
وانهيار القلب أمر ثابت ليس ينجو منه إلا من هجر
ومن العلاج ... الإرادة وقوة العزيمة ... فإذا توفرت تلك الإرادة فسوف تدكدك بريق ولمعان الإشتياق لها .....
الـتـبـغ يـا قـوم داء لا دواء لـه *** إلا الإرادة يـــكـبـح غيها البطل
ومن العلاج ...
الذهاب إلى العيادات الخاصة بعلاج التدخين فهم يبذلون الغالي والنفيس في سبيل إعانتك والوقوف معك ...
فأبشر وأمل ... قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله أنزل الداء والدواء وجعل لكل داء دواء وذكر البخاري في صحيحة عن ابن مسعود : ( إن الله لم يجعل شفائكم فيما حرم عليكم ) ...
أيها المدخن ... اسمح لي أن أعرض ما سيحدث لك في الأيام القادمة ، عندما تتوقف عن التدخين من هذه اللحظات ...
... ماذا يحدث ؟
ضغط الدم يصبح طبيعياً
ومعدل ضربات القلب يصبح طبيعيا
و درجات حرارة الكفين والقدمين تقترب من الدرجة الطبيعية
وبعد قراءة هذا المقال -- تخلَّص من جميع السجائر والولاعات الموجودة لديك في جيبك الآن ، وأكمل المشوار إذا وصلت إلى البيت ، ثم وفر لنفسك وسطاً خاليا ًمن الدخان في ( البيت ـ الكلية ـ المدرسة ـ العمل ) وشم الروائح العطرة وستدهش كيف أن رائحتها أقوى وأجمل ... واذهب لطبيب الأسنان ونظف أسنانك من بقع السجائر إن كان هناك آثار ...
- اشغل نفسك في هذا اليوم وابتعد عن المشروبات المنبهة ، وابتعد عن اللقاء بأي مدخن ...
وبعد الساعة 8 ساعات من الآن بإذن الله ...
تختفي مادة أول أكسيد الكربون في الدم .
وتزيد نسبة الأوكسجين بالدم إلى المعدل الطبيعي
وفي مثل هذا الوقت غدا بإذن الله
أ- يبدأ تكيف الأعصاب على اختفاء مادة ال+++وتين ...
ويبدا التحسن في حاسة الشم والذوق. ...
وبعد أسبوع إلى ثلاثة شهور بإذن الله على حسبك إدمانك :
-- تختفي مادة ال+++وتين تماما من الدم ...
-- وتتحسن وظائف الرئة إلى أكثر من 20 %
-- وتبدأ في عدم الإحساس بالتعب أثناء المشي ...
وبعد شهر إلى تسعة شهور بإذن الله :
تزداد طاقة الجسم لديك ...
ويختفي السعال والشعور بالتعب ...
وتختفي مادة القطران من الرئة ...
وبعد سنة بإذن الله :
-- يقل معدل حدوث سرطان الرئة والفم والحنجرة والمريء والمثانة ، ويصبح نفس المعدل الذي يحدث عند غير المدخنين ...
وهذا ما ذكره المتخصصون في علاج التدخين ... 0
أيها التائب ...
أنا لم أناديك بأيها المدخن كما تم نداءك بذلك سابقا ، لأني أشعر بأن العزيمة والإرادة لديك انطلقت من الآن للإقلاع عن السيجارة ، ومن حقي عليك بأن أناديك بأيها التائب ...
فأقول ...
أيها التائب قد أردت نجاةً *** فاهجرها وحاربها جهارا
أيها التائب حسبك إن فيها *** قتل نفسٍ وغيلةً وانتحارا
وهي للمال إن عقلت فناء *** وهي للدين فتنة لا تبارى
ارم سيجارتك ففي سمها العلل ونراك أيها التائب ويرا ك قومك ومن يعرفك ، تجعل في فمك السواك بدل الدخان ...
ارفع يديك إلى السماء وقل ...
يارب – يارب – يارب
يارب إني تائب من زلتي
ما حيلتي الآن إلا دمعتي
قد كنت أعمى سادرا في ظلمتي
والآن جئتك واستعدت بصيرتي
أمضيتُ شطرا من حياتي غافلا
وحسبت أن التبغ يحفظ صحبتي
أسلمته صدري وقلبي طائعا
فاستلَّ خنجره ليطعن مهجتي
أقسمت باسمك يا عظيم بأنني
أقلعت عن شرب الدخان برغبتي
مالي سوى عفو الكريم وفضله
يارب ثبتني وسدد خطوتي
وامنح فؤادي قوة وعزيمة
كي أستعيد على هداك رجولتي
موضوع: أيها المدخن ... 02 
الجمعة 20 مارس - 23:17
