قصبة تزركان -ادوكنضيف-

قاومت القبائل السوسية الاحتلال الفرنسي منذ بداياته
سنة 1912 حينما فرض الحماية على شمال المملكة المغربية وأبى السوسيون هذه
الوضعية التي ستسلبهم حريتهم وكرامتهم فحاربوا الفرنسيين في جميع جبال
جزولة - الأطلس الصغير - ولم يستتب الأمر للاستعمار الفرنسي إلا بعد 20
سنة من المقاومة أذاق فيها أهل سوس للفرنسيين الويلات حتى استعمل وسائله
العسكرية الحديثة من طائرات ومعدات متطورة آنذاك وقد اشتهرت بعض المعارك
السوسية ضد الاحتلال كمعركة أيت باعمران ومعركة أيت باها ومعركة إداكنضيف

تقع قصبة تيزركان بقبيلة إداكنضيف على الطريق
الرابطة بين تافراوت وأيت باها وإداريا تقع في تراب اقليم شتوكة أيت باها،
وقد ترجم الموثقون السوسيون القدماء اسمها الأمازيغي الى - ذات الأرحاء -
وهي جمع الرحى الحجرية التي يطحن بها أهل المنطقة الحبوب وهذه الأرحاء
موجودة بضفاف سواقيها وجداولها المائية ولا زالت في أماكنها الى الآن،
وتيزركان عبارة عن حصن أو أكادير منيع أسس على قمة جبل وتحيط به مساكن أهل
المنطقة مع سور له باب واحد لا زال يحمل أقفاله، ويمتاز هذا الحصن
باحتفاظه على جميع مقوماته الأثرية والتاريخية منها غرف التخزين والأزقة
والمسجد وغير ذلك

فبين مفترق الطريقين الذي يؤدي كل منهما إلى
تافراوت والآخر في اتجاه إدوكنيضيف، يقف حصن تيزركان شامخا خالدا يتحدى كل
عوامل الإهمال والتهميش، فوق هضبة يندهل برؤيته كل من مر عليه في اتجاه
تافراوت عبر طريق ايت باها المعروف بمسالكه الوعرة، فموقعه الاستراتيجي
وبناءه المتميز يثير فضول كل زائر فيجبر على الوقوف وزيارته، ولو لم يقم
ببرمجته في الزيارة، وبعده بقليل سيتفاجأ الزائر بمعلمة تاريخية تحتضن
بداخلها مآس وأحزان الماضي، وتجعله يربط الماضي بالحاضر من خلال المجازر
التي ترتكب حاليا والتي هي من جنس الماضي، لتخلص إلى حقيقة واحدة أن
اغتصاب الأرض له طعم واحد وإن اختلف الزمان والمكان والأشخاص، طعم المرارة
والمآسي والأحزان. إنها لوحة تذكارية شاهدة على جرائم الفرنسين بمنطقة سوس
وبالقرب منها قبر جماعي ضحايا غارة جوية فرنسية قي شتنبر 1931..

لوحة تذكارية لأسماء بعض ضحايا الغارة الجوية الذين دفنوا في قبر جماعي

قصبة تزركان -ادوكنضيف- Ph01%5B1%5D

قبر جماعي لضحايا الغارة الجوية الفرنسية في شتنبر 1931

قصبة تزركان -ادوكنضيف- Ph20%5B1%5D