بسم الله الرحمان الرحيم
اذا كان تلسكوب الفضاء التقط صورا لابعد المجرات في الكون ، فهل هذا يعني اننا وصلنا الى نهاية الكون؟ وان الكون ينتهي عند هذه المجرات البعيدة؟ الحقيقة ان علماء الفلك قالوا عشية اطلاق تلسكوب الفضاء "هابل" في منتصف تسعينيات القرن الماضي : انهم سيشاهدون حدود الكون من خلال التلسكوب ، وان رؤيتنا لحدود الكون الذي نعيش فيه غدت مسألة وقت. وعندما اطلق تلسكوب الفضاء ، واخذ يلتقط صورا للاجسام الباهتة جدا في اعماق الكون ، تبين ان هذه الصور عبارة عن مجرات عملاقة تبعد عن الارض مليارات السنين الضوئية ، لكن بسبب بعدها الشديد عنا لا تظهر كمجرة وانما على شكل بقع ضبابية باهتة ، وتشاهد على شكل مجرة بعد تعريض الفيلم الحساس لعدة ساعات حتى يجمع الضوء وتظهر الصور واضحة. وبعد اكثر من 15 عاما من الرصد المتواصل لتلسكوب الفضاء "هابل" لم يتمكن من معرفة حدود الكون الذي نعيش فيه ، فكلما التقط التلسكوب صورا لمجرات ابعد وابعد شاهد مجرات ابعد وابعد ، بل تظهر نقاط صغيرة جدا من الضوء تم التاكد فيما بعد انها مجرات في ابعاد سحيقة في اعماق الكون، والسؤال الذي نعود ونطرحه على انفسنا من جديد وهو: بما اننا نرى دائما مجرات ومجرات ، فما الذي يوجد بعد ذلك؟ والى اين يمتد الكون الذي نعيش فيه؟، الحقيقة ان العلم الحديث حتى هذه اللحظة عاجز عن الاجابة عن هذه الاسئلة ، بل حتى ان العلماء لا يستطيعون حتى وضع تصور لطبيعة حدود الكون ومكان وجوده. سوى انهم يقولون اننا لا ندري ما الذي يوجد بعد ذلك سوى مزيد من المجرات. وهنا تساءل: اليست هذه المعلومات كافية لتجعل الانسان يتواضع امام عظمة الخالق عز وجل ، لانه سيدرك انه لا يمثل شيئا مهما في الكون الواسع
فسبحان الذي وسع كرسيه السماوات والارض.