مصري معاق ذهنيًّا فشل في القراءة.. وحفظ القرآن كاملاً
القاهرة – رقية الشرباصي
محمد الببلاوي.. شاب مصري متأخر عقليًّا يزيد عمره على الثلاثين عامًا لكنه لا يملك سوى عقل طفل في السابعة، إلا أنه نجح في حفظ القرآن كاملاً.
ورغم المحاولات المستميتة للعاملين في جمعية "أبرار مصر لذوي الاحتياجات الخاصة"، والتي ينتمي إليها لتعليمه القراءة والكتابة قد فشلت تمامًا، إلا أن هذا الإخفاق قابله نجاح أعظم، حين استطاع محمد بمساعدة الجمعية حفظَ القرآن الكريم كاملاً ليصبح أول معاق ذهنيًّا بمصر والعالم العربي يطرق هذا الباب.
محمد يؤكد دائمًا أنه يكون في حالةٍ من الارتياح لا يشعر بها في أي وقتٍ مثلما يكون وهو يرتل القرآن الكريم ويتعلم أحكام التجويد منذ كان طفلاً صغيرًا.
ولم يكتف محمد بحفظ القرآن الكريم فقط -حسب تصريحاته لبرنامج "واحد من الناس" على قناة دريم الفضائية المصرية مساء الخميس 28 مايو/أيار 2009- وإنما أصرَّ على حفظ الأحاديث وإخراجها وتعلم تفسير القرآن وأحكام التجويد، وأنه قد نجح في هذا بالفعل سماعًا فقط؛ نظرًا لأنه لا يجيد القراءة ولا الكتابة!
طموحٌ بلا حدود
من جانبه، نبَّه رئيس جمعية أبرار مصر إلى أن محمد يعتبر رسالة لكل أب وأم يشعران بالعجز وقلة الحيلة مع الابن المعاق ذهنيًّا، ويكتفيان في تعليمه بمرحلةٍ معينة.
وأكد أن تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة ليس له حدود أو سقف طموح، وأن الأمر يعتمد فقط على البحث عن المجال الذي حبا الله به المعاق ذهنيًّا بالموهبة، وأن رحلة البحث عن موهبة أي إنسان سواء كان معاقًا أو سويًّا من أصعب مراحل التعلم وعليها يتوقف النجاح أو الإخفاق في أي مجال فيما بعد، حيث إن التعليم في مجالٍ لا يحبه الإنسان كالحرث في الماء قد يجيده ولكنه لن يبرع فيه.
وأشار رئيس الجمعية إلى أن "محمد" لا يستطيع ارتداء ملابسه بمفرده، إلا أن قدرته على الحفظ لا تضاهَى، بالإضافة إلى أنه يستطيع تقليد كبار مقرئي القرآن الكريم.شارك بالمسابقة دون تكريم
وأعرب رئيس الجمعية عن أمله في أن تكون هناك لجنة للمعاقين ذهنيًّا في مسابقة حفظ القرآن الكريم على مستوى جمهورية مصر عام 2009، لأنه تكبد الكثير من المشقة على مدار خمسة أعوام ليستطيع المعاقون الاشتراك عام 2007، وقد بلغ عددهم 147 معاقًا آنذاك وهو رقم ليس بالقليل.
وبالرغم من البلاء الحسن لمحمد في تلك المسابقة، إلا أنه حُرم من تكريم الرئيس حسني مبارك في ليلة القدر ضمن المتفوقين بدعوى أنه مسموح له بالاشتراك في المسابقة فقط!
كما أن المكافأة المالية التي حصل عليها لم تتعدَ الـ70 جنيهًا مصريًّا (13 دولارًا أمريكيًّا)، في حين أن المكافأة المرصودة لكل فائز من الأسوياء 15 ألف جنيه.
وبالنسبة لمحمد كان من الواضح جدًّا أنه لا يبالي بمثل تلك الأمور، وأن علامات السعادة التي لا توصف لا تفارق وجهه وهو يرتل القرآن مسرورًا بما يصنع، راضيًا عما هو فيه.