السيدات قد تصاب بالجلطات الوريدية مع هذه التغيرات بالأوعية الدموية.
زيادة احمرار لثة الأسنان والتهابها: ويشتكي كثير من السيدات من ألم باللثة مع نزيف بها وهو أيضا تغير فسيولوجي يحدث كثيرا بالأشهر الأخيرة من الحمل ويزول بعد الولادة، ويعود ذلك إلى احتقان اللثة نتيجة زيادة كمية ما بها من دم جراء زيادة هرمون البروجستيرون وقلة هرمون الاستروجين. وتستمر هذه الحالة حتى نهاية الحمل ولا تحتاج سوى غسول مطهر للفم للابتعاد عن التهابات اللثة، كذلك قد تزداد نسبة تسوس الأسنان بعد الشهر الرابع، كما قد تظهر بعض تقرحات الفم، وقد تظهر أيضا بعض الزوائد بين الأسنان.
ثانيا: الأمراض الجلدية التي تتأثر بالحمل سلبا أو إيجابا:
من الأمراض الجلدية التي تشتد أو تسوء أثناء الحمل:
• الحساسية التأتبية.
• زيادة الأخماج والالتهابات البكتيرية والفطرية والثآليل الفيروسية نظرا لانخفاض المناعة أثناء الحمل.
وعلى الجانب الأخر هناك أمراض جلدية تتحسن مع الحمل:
• مثل الثعلبة والتهابات الغدد العرقية.
• كما بينت الدراسات أنه من 40% إلى 36% من السيدات الحوامل والمصابات بالصدفية لاحظن تحسنا بمرضهن الجلدي مع الحمل على العكس من المفاصل المتأثرة بالصدفية حيث كانت أكثر ألما والتهابا!
ثالثا: أمراض جلدية تظهر أثناء الحمل:
1- الركودة الصفراوية داخل الكبدية الحملية (Intrahepatic Cholestasis of Pregnancy): يظهر بالأشهر الأخيرة من الحمل وهو يسبب اضطرارا بإفراز العصارة الصفراوية للمرارة، ونسبة حدوثه قليلة تتراوح بين 0.02% إلى 2.9% من الحوامل. تزداد في الحمل التوأم، صورته العامة كما يلي: حكة عامة بالجسم مع أو بدون يرقان، نتائج التحاليل المخبرة تشير إلى اضطراب بالمرارة ويزول المرض بعد الولادة ولكن قد يعاود الظهور بالحمل التالي لدى النصف من المصابات تقريبا.
من مضاعفات المرض التي قد تحدث عند بعض السيدات النزيف، ولذلك ينبغي الوقاية من حدوث هذا النزف أثناء الوضع والناجم عن نقص الفيتامين (ك) بإعطاء هذا الفيتامين، وبالنسبة للجنين هناك احتمال 1-3% حدوث وفاة داخل الرحم، لذلك تعتبر الركودة الصفراوية داخل الكبد الحملية حملا ذا خطورة مما يقتضي المراقبة الدورية للأم والجنين.
السبب الحقيقي وراء الاضطراب بإفراز عصارة المرارة الذي أدى إلى حدوث هذا المرض لا يزال غير معروف، وهناك نظريات تتعلق بدور العامل الوراثي والهرموني في ذلك.
ومن حسن الحظ تستجيب الحكة للمرطبات والعلاجات المتوفرة من موضعية أو أدوية بالفم أو بالعلاج الضوئي بالأشعة فوق البنفسجية التي يمكن للحوامل التعرض لها بأمان.
2- حبات الأرتكاريا الحملية المسببة للحكة (Pruritic Urticarial Papules and Plaques of Pregnancy):
ويعد أكثر أمراض الجلد الخاصة بالحمل انتشارا إذ يصيب حملا واحد من كل 150 إلى 300 من مجموع الأحمال، يصيب عادة النساء بحملهن الأول بالشهور الثلاثة الأخيرة ولا يتكرر بالأحمال التالية لحسن الحظ، ويبدأ عادة على شكل طفح أحمر بارز ومنتفخ بالتشققات الجلدية بمنطقة البطن، ثم ينتشر لمناطق أخرى من الجسم كالصدر واليدين. لا يعرف في الوقت الحاضر الأسباب الكامنة وراء ظهور هذا الطفح، وهناك نظريات تعلل حدوثه بمادة تفرز من المشيمة تعمل على نمو الأنسجة الضمة بالجلد وحدوث الالتهاب الجلدي.
يتميز هذا المرض بطبيعته الحميدة وأنه لا يؤثر على صحة الأم أو الجنين العامة، كما ينتهي عادة تلقائيا بوقت قصير لا يتجاوز الستة أسابيع ويمكن تقليل هذه الفترة والتخفيف من أعراض الحكة المزعجة للمريضة بدهانات موضعية وعلاجات بالفم أو حتى بالعلاج الضوئي بالأشعة فوق البنفسجية.
3- فقاعيات جلد الحوامل (هربس الحمل) (Herpes Gestationis): ورغم عدم انتشار هذا المرض إذ يصيب حالة حمل واحدة من 40.000 أو 50.000 من مجموع حالات الحمل إلا أنه أحد أهم الأمراض الجلدية الخاصة بالحمل والتي تحتاج للتشخيص السليم والعلاج من قبل المختص، ويظهر بشكل مفاجئ من الشهر الرابع إلى الشهر التاسع تقريبا على شكل طفح ارتكاري على منطقة البطن مصحوبا بحكة شديدة، ثم ينتشر بالمناطق الأخرى من الجسم مع ظهور الفقاقيع الممتلئة بالسوائل كما هو واضح بالصورة. عادة يتحسن المرض في الشهور الأخيرة من الحمل إلا أنه قد يعاود الظهور بشدة أثناء الولادة أو بعدها بأيام لينتهي بشكل تلقائي لدى أغلب المريضات بعد فترة النفاس، وقد يعاود الظهور بشكل أخف من السابق عند استخدام حبوب منع الحمل الهرمونية أو بالأحمال التالية:
لم يعرف طبيا (حتى الآن) العامل المسبب له وهناك نظريات تتعلق بدور المناعة الذاتية في إحداثه، ولذلك يحتاج المرض في علاجه إلى استخدام الأدوية المثبطة للمناعة مثل الكورتيزون والسايكلوسبيرين والتي عادة لا تشكل خطرا على صحة الأم أو الجنين إذا كانت تحت إشراف طبي دقيق.
ومما يجدر الإشارة إليه أيضا أن المرض بحد ذاته لم يؤد إلى حالات وفاة بالأجنة كما بينت الدراسات في هذا المجال، لكن ذكرت بعض المصادر أن نسبة بسيطة من المواليد قد تصاب بهذا الطفح الجلدي ولكن بشكل أخف بكثير من طفح الأم وقد يولد بعضهم مبكرا قبل وقته (أطفال خدج).
ما تم عرضه يمثل بعض الأمراض الجلدية التي قد تصيب بعض الحوامل وليس شرطا حدوثها لدى الجميع كما أنها بالمتابعة والعلاج المبكر لدى طبيب الأمراض الجلدية لا تشكل خطرا بإذن الله على صحة الأم أو الجنين في معظم الأحيان، هذا ودعواتنا للسيدات بحمل هادئ وولادة يسيرة بلا حكة أو مشكلات جلدية