الكثير من الرجال والنساء يعانون من مشكلات الشعر المزمنة المتمثلة في القشرة والجفاف وعدم حيوية الشعر وتساقطه وبطء نموه وغير ذلك، وظل البعض يعتقد أنه لا أمل في العلاج، غير أن الطب لم يغلق الباب أمام فرص العلاج والوقاية من هذه المشكلات والحد من تفاقمها، وقد اعتمد الطب البديل على السلوك الغذائي الذي أثبت مقدرة على مواجهة الكثير من الأمراض التي من بينها مشكلات الشعر.
كل إنسان في هذه الحياة له طبيعته الخاصة سواء في سلوكه الغذائي أو اليومي، ويختلف نوع الشعر من إنسان إلى آخر وقد يعود الأمر إلى الجانب الوراثي الذي ليس من السهل تغييره بالوسائل الاصطناعية حيث تظل الصفات الوراثية ملازمة للإنسان من أبرزها لون الشعر، وقابليته للنمو، ونوعه، وإذا حاول الإنسان تغيير تلك الملامح بالوسائل العصرية، لا يمكن إخفاؤها نهائيا في كل الحالات.
وهناك حالات شبه مرضية أحياناً تكون عارضة وأحياناً أخرى تستمر لفترات طويلة مما يترتب على ذلك أثر نفسي سيىء على المريض، وقد يؤدي ذلك إلى اللجوء لعيادات الأمراض الجلدية رغبة في الحصول على استشارة أو وصفة أو دواء للخلاص من المرض، ومن تلك المشكلات التي يشكو منها كثير من الناس:
القشرة
قشرة الرأس من الأمراض المزمنة، ويشكو منها كثير من الناس من مختلف الأعمار، وهي مرتبطة الى حد كبير بنوعية المستحضرات التي يضعها البعض على شعرهم ، فهذه المواد ربما تحتوي على مركبات تهيج فروة الرأس مثل الكحول والكيماويات الشديدة والمذيبات القوية التي قد تؤدي إلى جفاف الجلد وتحدث الألم والتشققات، وللعناية بالشعر يجب عدم استعمال المستحضرات التي تحتوي على المواد الكيماوية الضارة، والحرص على استخدام مكونات أخرى يتم انتقاؤها بعناية، بحيث تكون خالية من المركبات الضارة، وبالحصول على فرق واضح فإن ذلك يعتبر جزءاً من حل مشكلة القشرة.
البعض يقومون بتدليك الشعر بجيل الصبار الطازج في فروة الرأس عندما يكون الشعر مبللا بعد شطفه بالشامبو، وهذه الطريقة جيدة، غير أن الأفضل هو تناول الأغذية المحتوية على زيت اوميجا 3 مثل الأسماك الدسمة والمكسرات والحبوب وبذور عباد الشمس وأغنى هذه الأطعمة بمركبات أوميجا3 هي أسماك السالمون والسردين والمكاريل لذا يفضل تناولها ثلاث مرات أسبوعيا لأنها تحمي الجسم وتجعله يقاوم تلك الحالات.
كذلك تناول الحبوب مع الإفطار في الصباح وقليل من الفول السوداني كل مساء وإذا قد يكون سبب المشكلة هو نقص تناول الشخص لفيتامين (أ) الذي يعتبر أساسيا لصحة البشرة لذا ينصح بتناول صفار البيض والموالح من الفاكهة والمانجو والمشمش، والخضراوات كالفلفل الأخضر والبطاطس الحلوة (البطاطا)، فكلها تساعد على الحفاظ على فروة الرأس سليمة . وكذلك استخدام كريم يحتوي على مركبات الكبريت الذي يساعد على حل الكثير من مشكلات البشرة ويفضل دهانه بمقدار 3 جم يوميا ويوزع على فروة الرأس.
جفاف الشعر
بعضهم يعانون من جفاف الشعر، وإذا لم يكن هناك سبب لجفاف الشعر من استخدام كيماويات ضارة كالصبغات المحتواة على أكسجين أو شامبو رديء يحتوي على مذيبات ضارة، فإن السبب قد يعود إلى نوع الغذاء، فالشعر جزء من الجسم، وتنعكس عليه صحة الجسم كله من تناول المواد الغذائية الضرورية تماما مثل الجلد تماماً، وهذا يتطلب تناول الأغذية المحتوية على زيت اوميجا 3، ولزيادة الاحتياط يفضل تناول فيتامينات تحتوي على زيت كبد الحوت حيث يعتبر واقيا ضد أي نقص غذائي.
تساقط الشعر
تساقط الشعر من أكثر الأشياء إزعاجا للنساء والرجال على حد سواء وهو أمر مرتبط بالغذاء أيضا، وقد يكون سببه نقص المواد الغذائية الضرورية لصحة الشعر، ولكن أحيانا تكون له أسباب أخرى متعددة من ضمنها القلق والتوتر والضغط العصبي.
ومن الناحية الغذائية فإن تساقط الشعر يحدث عند افتقاد الجسم لعنصر الحديد وفيتامين ب1، وفيتامين ج والأحماض الأمينية. ولحماية الشعر من السقوط يجب المحافظة على تناول البروتين بنسبة كافية من الأسماك والدجاج ومنتجات الصويا، بالإضافة إلى المعادن الهامة كالزنك الذي يعتبر عنصرا أساسيا لنمو الشعر وتقويته.
ويوجد الزنك في البيض واللحوم والمحار والحبوب غير المقشورة وبذرة عباد الشمس، كما يساعد أيضا فيتامين ب 5 على تحفيز الشعر على النمو، لذا ينصح بتناول فيتامينات تحتوي على 15 ملجم من الزنك و50 مجم من فيتامين ب5 .
أما سقوط الشعر في سن مبكرة فهو أمر مرتبط بثلاثة عوامل منها الهرمونات. والدورة الدموية، والتغذية، فضلا عن العامل الوراثي، فالهرمونات الجنسية التوستيرون وهرمونات القلق والتوتر يصنعها الجسم من نفس مادتها الخام ولكن القلق الزائد والتوتر من الممكن أن يحبط التوازن ويؤدي إلى تساقط الشعر.
وسقوط الشعر لدى النساء فقد يكون مرتبطا بنقص عنصر الحديد ومستوياته في الدم، وذلك لتعرضها للكثير من الأوضاع الصحية كالحمل والرضاعة بالإضافة إلى أنظمة الرجيم القاسية التي غالبا ما تفتقر لوجود عنصر الحديد بشكل ملائم لاحتياجات الجسم، وهنا تبرز ضرورة عدم اتباع الأنظمة الغذائية القاسية من تلقاء أنفسهن وعليهن اتباع النظام الغذائي المطلوب الذي فيه إنقاص الوزن بشكل يراعي الحالة الصحية العامة والسن ومقدار الوزن المراد تخفيفه وهذه جوانب ينبغي تحديدها بعناية حتى لا تفاجأ الفتاة أنها أصيبت بالأنيميا والضعف العام وتساقط الشعر دون أن تفقد الوزن الذي تريده، فيجب اتباع النظام الغذائي الذي تنقصه بعض العناصر التي يمكن تعويضها في صورة فيتامينات دوائية تقوم بنفس المفعول حتى لا يحدث هذا النقص في العناصر الأساسية.
وتحتوي بعض مركبات العناية وتغذية الشعرعلى المكونات والمغذيات التي تحتوي على الحديد والأحماض الأمينية، وهي تفيد الرجال والنساء على حد سواء، فالعناية بالشعر لا يكفي معها الاهتمام بالمغذيات الخارجية فقط بل يلزم أيضا العلاج الذاتي وهو الغذاء حيث يفرز الجسم ما يقوي بصيلات الشعر ويحميها من السقوط ويساعده على النمو السليم وطرد القشرة بالابتعاد عن كل ما يهيج فروة الرأس حيث إن القشرة هي رد فعل فروة الرأس لهذا التهيج.
المصدر/ مجلة الجزيرة