هناك حيث اللاصمت
هناك حيث يضعك القطار
في أخر محطات عمرك
بكل هدوء
يبدأ الموت باستبداد الأرواح
من غير رحمة او مغفرة
هناك
حيث استحالة العيش
في مكان لايومن بالحياة
.
.
.
هناك
.
.
.
وجه لي أو صوت أو حنجرة
طفلا ولدت في مقبرة
وكرٌ صغير كجسدي
وتراب لم يذق طعم الماء
منذ قرون مندثرة
زادي كان هذياني
وشرابي أشعة الشمس
المنصهرة
اعتدت الأكفان وسفر الأرواح
إلى السماء الموقرة
واعتدت نور المساء الذي
لايرى منه الا الموخره
ولكن بدا لي شيئا غريبا
ذات مره
فذهبت خفيف الخطى متقلب العزم
زاحف فوق الثرى
فرأيت ما لا يرى
قبران يمارسان الكلام
بل الضحك منهما قد سرى
ماذا يفعلان ها هنا
ام نسيهما الرب له المغفرة
فتلعثمت ملامحي و كذبتني معالمي
للأمر الذي طرى
تلطخت ألوان وجهي كما يلطخ
القلم في المحبرة
وجلست متعجبا
كهمزة فوق نبره (ئ)
يشدني فضولي
ويسحبني جهلي
هناك حيث محال
لا يمكن لأحد ان يتصوره
والى القبرين مشيت قلقا
مشية اللصوص المدبرة
ولهثة استغرابي تباينت
وقوة أنفاسي أزاحت بضع غبره
المعذرة!!
من انتم ولما ها هنا أحياء
يبدوا ان ضباب فضولي
ورجفتي المستترة
أغضبته وبصوت مخملي
نحن من أسمونا بالفجرة
أحببنا بعضنا كماء وهواء
فقلتنا تقاليدنا وأصبحنا كفره
وها نحن نكمل أيام حبنا
وسط أموات في مقبرة