من هنا أبدأ..
حيث انتهى الكثيرون
من هنا
سأسقط إلى الأعلى
وسأصعد إلى الأسفل
فأنتِ يا امرأة التقلبات
يا امرأة التناقضات
وحدكِ من يغير مقاييس الأشياء
ويربك كل المفردات
وحدكِ من خاط كفني
بلا كلمات..
ما أصعب الموت
بلا كلمات ..
امرأة..لا وجودية
في المقهى
لم أرك في فنجان
قهوتي الصباحية
لم التحم
لم يصبني الشلل
لم يتغير لون قميصي
لم تشعر عيوني
بشغف اللقاء؟!
عرفتُ حينها
انك ركبتِ الغيب
فجأة
ولن تأتي
الكينونة تحتضر
وأنا في غيبوبة الانتظار..
بقيتُ في عتمة الصباح!!
ابحث في قاع فنجاني
ذات الفنجان
عن وقت قدومك!!
تبعثرت على طاولتي
كل ملفات الغياب
واستلقى القهر على
أطراف أصابعي
كل شيء التف حولي
يريد تخليصي منكِ
ولكن
بت لا أرى شيئا
وكأنني
لا لم أمت
ولم أحيا
ولكنني شعرت بالموت حينها!!
اخالني وقتها
سمعت بوق أرخبيل
ذلك الفنجان
الذي لم أرك فيه
حطمته
بعدما أطفئت في جسده
كل نيران سجائري
خلعت السماء نقابها
فهرب الصباح
الذي لم يكن جميلا كعادته
وطرد كل العاطلين
وكل العاشقين
في المقهى
ذات المقهى
الذي فقدتك فيه
آه لو تعرفين
كم نجمةٍ حدثت
وكم بيتاً سكنت
وكم بيتاً كتبت
ولكن!!
تبقى الحروف حروفاً
والعذاب ..عذابا!
صدقيني
رغم كل اشتعالاتي
وعذاباتي
لا زلت قادراً
على حضنك
و تكسير أضلاعك
وعلى قطف كل القبل
من بستانكِ الخصب
صدقيني
لا زلت قادرا على الحب
وعلى الاشتياق
آه
يا حاستي العاشرة
يا وجعي ألأبدي
آه لو تعرفين
اه لو تعرفين ..
كيف طالتني أيدي الفراق
كيف جمدني الوقت
كيف عاشت ذكراكِ
في ثلوج وحدتي
كيف فاضت سيول العشق
في ذاتي
بقيت بأعماقي
صورتك
ضحكتك
غرورك
حضورك
لا زال حضورك يا قاتلتي
يغرقني
كما في أول مرة
تلك القطة الشقية
تلك الحمامة البرية
تلك الأنثى
اللاوجودية
واللازوردية
تلك الأنثى
التي اختفت خلف ملامحها
كل الأزمنة والعصور
حملتكِ دوماً بأحشائي
فلماذا أجهضت موعدنا
عند أول فرصة
وفي أخر لقاء لنا
في المقهى
ذات المقهى
الذي عرفتكِ وفقدتكِ
فيه