وبحسب تقارير الهيئة فقد أثمرت الجهود التي بذلتها الدولة لاستغلال الثروات المعدنية والأحجار الصناعية، في جعل اليمن ضمن الدول المصدرة للعديد من الخامات التي تزخر بها أرضنا الطيبة حيث بلغ إجمالي صادرات اليمن من المعادن والصخور الصناعية والإنشائية خلال الفترة 2001 - 2004، مليار و 777 مليون و 801 الف ريال.
وتأتي خامات صناعة الأسمنت في صدارة عوامل الجذب للاستثمارات العربية والدولية كون اليمن تزخر باحتياطيات ضخمة من الحجر الجيري الذي يدخل بنسبة 70 % في صناعة الاسمنت، فضلا عن امتلاكها مخزون احتياطي هائل من مادة الطين والجبس والخبث البركاني الداخلة في هذه الصناعة.
الصناعات القائمة على الخامات المعدنية
وكان للخامات المعدنية دور رئيسي في التنمية الصناعية والاقتصادية التي تشهدها الجمهورية اليمنية حيث ساهمت هذه الخامات في قيام عدد من الصناعات مثل صناعة الإسمنت والطوب الأحمر وصناعية السيراميك.
وأظهرت تقارير الهيئة أن هذه الصناعات استقطبت حتى نهاية عام 2006م استثمارات مالية ضخمة كان من نتائجها قيام 1181 منشأة استثمارية في مجال المعادن بتكلفة بلغت 249 مليون و116 ألف ريال ، تستوعب قرابة 11 ألف و126 عاملا.
دراسات جيولوجية حديثة
فيما أبرزت أهم الدارسات الجيولوجية التي نفذتها الهيئة في عدد من المحافظات مؤخرا حول رواسب الماجنيزايت أن عددا من المناطق اليمنية غنية بهذه المعادن ومن أهمها منطقة الثنية على بعد 120 كيلو متر من مدينة مأرب و12 كيلو متر من الطريق الإسفلتي مأرب- شبوة حيث توجد رواسب الماجنيزايت مع قليل من الدولوميت على هيئة كتلة وعدسية ضمن صخور الأساس(ما قبل الكمبري)ضمن ثلاث مناطق هي الثنية، تبع الثنية، والفريدة، حيث تم تحليل عدد من العينات بألمانيا أكدت وجود معدن الماجنيزايت وصلت فيه نسبة أكسيد المغنسيوم إلى 47.5%.
وأكدت الدراسات أن منطقة الريان الواقعة على بعد 195كيلو متر من مدينة مأرب تتواجد فيها رواسب الدولومايت ضمن أربع مناطق هي مشينيقه, المشرم, الجوفاء، والرويك, وتنتشر على هيئة أحزمة ممتدة تتكشف في أماكن وتختفي تحت الرمال في أغلب الأماكن وتم تقدير الاحتياطي الجيولوجي لرواسب الدولوميت بأكثر من 50 مليون متر مكعب.
فيما أظهرت الدراسات أن رواسب الجبس في منطقة عقبة ـ عشعش على بعد 65 من مدينة المكلا يقدر الاحتياطي فيها بحوالي 4ر2 بليون متر مكعب، حيث أظهرت نتائج التحاليل الكيمائية التي نفذت لعدد 29عينة نقاوة عالية للجبس تتراوح بين 88-98 بالمائة، وتقدر رواسب الجبس في منطقة وادي الغبارية بحضرموت بـ 8ر1 بليون متر مكعب.
وبينت الدراسات أن احتياطي الخبث البركاني ( أسكوريا) في حقل مأرب ـ صرواح يقدر بحوالي 925 مليون متر مكعب ويمكن استخدامها في صناع البلك والخرسانة خفيفة الوزن والإسمنت وفرشات أنابيب الصرف الصحي وفي تفكيك الترب الطينية وتحسين تهويتها، وكذا في أغراض الزخرفة والزينة.
وكشفت الدراسات ذاتها عن وجود نوعين من الجبس والالهيدرايت شمال الجبل الأسود في منطقة ميفعة بشبوة حيث تتراوح نسبة وجود الجبس بين 59.5 ـ 94.32 %، ويمكن استخدامها في صناعة الإسمنت وإنتاج البلاستير والألواح الجبسية.
كما أظهرت الدراسات أن أهم هذه المناطق اليمنية الغنية برواسب الملح الصخري هي منطقة صافر الواقعة على بعد 109كم شمال مدينة مأرب وتنتشر على مساحة تقدر بحوالي 5 كيلو متر مربع .. حيث تم تحليل 10عينات في مختبرات العمري في المملكة العربية السعودية وبينت التحاليل الكيميائية أن نقاوة الملح الصخري تتراوح بين 93.21 ـ 99.13 %.
كما أن نسبة الصوديوم تتراوح بين 36.12 ـ 40.74 %.. في حين تراوحت نسبة الكلور بين 56 ـ 60.80 % ، وتراوحت نسبة المواد الغير ذائبة بين 0.12 ـ 2.02 % ، أما نسبة الكبريتات فتتراوح بين 0.06 ـ 0.43 %.
وأظهرت الدراسات التي نفذت العام قبل الماضي 2007م واستهدفت الحصر الجزئي الخاص بمقالع أجار البناء والزينة في محافظات صنعاء,إب, عمران, حجة, تعز, ذمار، أن تلك المقالع بلغت2106 مقلع, كما بلغت كمية إنتاجها السنوي حوالي ثمانية مليون و515 ألف و848 طن بقيمة إجمالية قدرت بحوالي 23 بليون ريال يمني وقد بلغ عدد القوى العاملة إلى حوالي 9.489عاملاً, ناهيك عن العمالة في النقل والمناشير والمصانع العاملة في مجال أحجار البناء والزينة.
فيما تبين أن عدد الكسارات العاملة في إنتاج الركام المستخدم كمواد بناء(كري,نيس) 518 كسارة ومنيس, حيث بلغت كمية إنتاجها السنوي حوالي ثمانية مليون و206 ألف و290 طن، وبلغ عداد العمالة في الكسارات حوالي 1263عاملاً, هذا غير العمالة في النقل والمناشير والمصانع العاملة في مجال أحجار البناء والزينة.
عيون حارة وحقول حرارية
وأوضحت تقارير هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية أنه تم حتى أواخر العام الماضي 2008م اكتشاف 56 عيناً حارة جديدة إضافة إلى 34 عيناً حارة تم اكتشافها في فترات سابقة، مشيرة إلى تركز معظم هذه العيون في المرتفعات البركانية لغرب اليمن.
وأكدت التقارير أن الحقل الحراري في منطقة مش الكافر (القفر) بمحافظة إب يعد من أهم تلك الحقول الحرارية على الإطلاق نظراً لارتفاع درجة حرارة المياه على السطح إلي 3ر96 درجة مئوية. معتبرة ذلك مؤشراً واضحاً على إمكانية استغلال هذا الحقل في إنتاج الطاقة الكهربائية من الطاقة الحرارية الأرضية.
كما أشارت تقارير الهيئة إلى أنه تم خلال العام الماضي إصدار عدداً من إجازات البحث وعقود الاستغلال وتراخيص إخراج العينات لأغراض التحليل والمشاركة في المعارض والبيع في مجال الصخور والمعادن الصناعية وفقاً لقانون المناجم والمحاجر رقم (24) لسنة 2002م، بلغت عدد إجازات البحث 23 إجازة بحث وعقود الاستغلال 44 عقد ووصل عدد العقود المجددة 16 عقد بالإضافة إلى 104 تصريح إخراج عينات للتحليل والترويج مع متابعة وتحصيل الرسوم الخاصة بالتراخيص.
فيما بلغت عدد عقود الاستغلال خلال العام 2007م 34 عقد، وعدد إجازات البحث 28 إجازة بحث، ووصل عدد العقود المجددة إلى 69عقداً و97 ترخيص وتصريح إخراج عينات, وترخيص استكشاف واحد, وترخيص تعدي حرفي واحد, وقد تم متابعة وتحصيل الرسوم الخاصة بهذه التراخيص على بعض المستثمرين.