نجحت المصارف الإسلامية في تعبئة الموارد المالية في حساباتها وتحقيق نجاحات مميزة في تلقي الأموال في مجتمعاتها واندفاع الناس إليها وتحقيق نجاحات كبيرة في هذا المضمار حتى وصلت مجاميع موجوداتها إلى مليارات الدولارات في سنوات قليلة من عمرها اذا قارناها مع البنوك التقليدية، وكذلك لا يخفى على المتخصصين النجاحات الكبيرة التي حققتها المصارف الإسلامية في ميادين كثيرة من توفير دعم وإسناد لكثير من المؤسسات الخيرية سواء بالتمويل المباشر أو التسهيلات التي قدمتها هذه المصارف لهذه المؤسسات، وكذلك ليس على سبيل حصر النجاحات أيضا نذكر أن وجود المصرفية الإسلامية جدد كما يرى كثير من الفقهاء والكتاب فقه المعاملات الإسلامي كأحد الفروع المهمة للفقه بل وأوجد ثروة فقهية كبيرة أنعشت البحوث والدراسات في هذا الجانب.
وبالتأكيد فإن للمصارف الإسلامية خصائص ومزايا ونجاحات في كثير من المجالات التي لا ينكرها إلا جاحد أو متحامل. ولسنا هنا بصدد حصرها إلا أن الأمر الرئيس الذي نود الإشارة إليه في هذا المضمار هو تركيز المصارف الإسلامية على الصيغ الخدماتية الاستهلاكية ذات المخاطرة الأقل إن لم نقل المنعدمة بل إن هذه الصيغ تقوم عليها معظم أعمال بعض المصارف الإسلامية في العالم.
نعلم أن المصارف الإسلامية لجأت إلى هذه الصيغ لأسباب متعددة أهمها الأمان الذي تطرحه هذه الصيغ والربحية المحددة التي تكون شبه مضمونة مع المخاطرة التي تكاد تنعدم كما أسلفنا، إلا أن إغراق العمل المصرفي الإسلامي بها حرف العمل المصرفي الإسلامي عن غاياته الرئيسة التي أنشئ من أجلها كمؤسسة استثمارية تنموية تحقق إضافات للمجتمع وفق الشريعة الإسلامية.
في الحقيقة أنه قد آن الأوان للمصارف الإسلامية أن تلعب دورا مهما في التنمية داخل بلدانها من خلال تمويلات لاستثمارات حقيقية تضيف إضافات نوعية وحقيقية للمجتمع، وهذا يحتاج من المصارف الإسلامية أن تبدأ بتصحيح مسارها إلى صيغ استثمارية حقيقية وليست استهلاكية تحقق قيمة مضافة للمجتمع وكذلك هذا يتطلب أطرا تشريعية تتناسب وطبيعة عملها ومساعدة من الدول التي تعمل فيها