لهندسة القيمية - 1
كيف بدأت الهندسة القيمية:
يرجع تاريخ اكتشاف التحليل القيمي Value Analysis إلي الحرب العالمية الثانية بواسطة شركة جنرال الكتريك ( General Electric) بالولايات المتحدة الأمريكية نتيجة قلة الموارد الاستراتيجية لمنتجاتها مما حدا بالشركة للبحث عن بدائل ساهمت في تقليل التكلفة و تطوير المنتج, و بين عام1947م و عام 1952م أكتشف لورانس مايلز الذي يعمل بالشركة على تطوير نظام من التقنيات أطلق عليه التحليل القيمي, أن تحليل الوظائف و ليس تحليل الأجزاء هو خير طريقة لتحسين القيمة و تقليل التكلفة.و تم تطبيق هذا الأسلوب من الدراسة على منتجات عديدة في الشركة و نتيجة لذلك تقدمت هذه الشركة علي منافساتها من الشركات الأخرى في وفرة الإنتاج و نسبة الأرباح.
عرف فيما بعد بالهندسة القيمية (Value Engineering) خصوصاَ بعد أن دخلت هذه التقنية في مجال الإنشاءات عام 1963م, و منذ ذلك الحين بدأ استخدامها بالانتشار بشكل واسع في الولايات المتحدة الأمريكية و خارجها و بالأخص من قبل وزارة الدفاع الأمريكية. و على أثر ذلك تأسست المنظمة الدولية لمهندسي القيمة ( SAVE – International)
و الآن أصبحت الهندسة القيمية مستخدمة على نطاق واسع في معظم أنحاء العالم و يعقد لها مؤتمرات دولية سنوياََ و هناك العديد من المكاتب الاستشارية المتخصصة في هذا المجال في أمريكا و أوروبا و اليابان و أمريكا الجنوبية و بعض دول الخليج.
ما هي الهندسة القيمية؟
الهندسة القيمية في الواقع ليست تخصصاَ هندسياَ مستقلاَ, بل أسلوب هندسي مميز لدراسة و تحليل المشروعات و تقييمها و طرح المقترحات الكفيلة برفع الأداء و تقليل التكلفة.
فهي جهد جماعي منظم يقوم به فريق عمل متخصص لتحليل وظائف المشروع أو المنتج, و طرح المقترحات و البدائل المناسبة من أجل تحقيق وظائفه الأساسية بأقل تكلفة ممكنه من دون المساس بمستوى الجودة و الأداء.
و يهدف العمل إلي رفع القيمة لما يتم دراسته من خلال إيجاد التوازن الدقيق بين الوظيفة (الأداء) و التكلفة ( السعر أو الثمن) و الجودة ( الاعتمادية ) فهي تركز على التحليل الوظيفي و هو ما يميزها عن غيرها من الأساليب, لفهم وظائف عناصر المنتج أو المشروع معرفة الأداء المطلوب, ليتم تحديد تلك الوظائف الأساسية ليتسنى لفريق الدراسة عن طريق توظيف ملكات الإبداع و الابتكار إيجاد البدائل التي لها نفس الوظائف و نفس المستوى من الأداء أو أفضل بأقل تكلفة ممكنة من دون التأثير على الجودة أو الجمال أو أي متطلبات أساسية أخرى.
لماذا الهندسة القيمية؟
لو نظرنا إلي العناصر المؤثرة على تكاليف المشروع لوجدنا أن تصميم الشروع هو أكثر عنصر يؤثر على تكاليف و جودة المشروع بنسبة تصل إلي 50% بين تأثير العناصر الأخرى في الوقت الذي لا تتجاوز تكلفة التصميم عن 3% من القيمة الإجمالية للمشروع.
لذا فمن الأهمية العناية بمرحلة تصميم المشروع من حيث الحرص على جودة التصاميم و ضبط التكاليف الإجمالية من خلال تلك المرحلة.
متى تطبق الهندسة القيمية:
و يفضل تطبيق الهندسة القيمية على المشروعات في مراحل التصميم الأولية, و قبل اعتماد أنظمة و خدمات و تصميم المشروع, و ذلك لتحقيق أكبر قدر من الوفر الكامنة في المشروع, حيث يمكن في تلك المرحلة طرح المقترحات و البدائل بمرونة أكثر من أية مرحلة أخرى و تطبيق نتائج الدراسة القيمية دون عوائق تذكر. ولكن هذا لا يعني حصر التطبيق على المراحل الأولية لتصميم المشروع, و لكن بالا مكان إجراء الدراسة القيمية في أي مرحلة من مراحل المشروع مروراَ بالمراحل النهائية للتصميم و مراحل التنفيذ و التشغيل.
يتبع