جائت تسمية التلسكوب نسبة الى عالم الفلك والفضاء الامريكي الشهير((ادوين هابل)) الذى عاش ما بين سنتى(1889-1953) جاءت تقديرا لجهوده الفلكية والفضائية حيث اسهم اسهاما كبيرا في تاكيد نظرية الانفجار الكبير(Big Bang) التى بدأ بها الزمان و المكان و الكون كله ، وهي نظرية ما زالت سائدة ومقبولة حتى هذه اللحظة (و الله اعلم).
واذا رجعنا الى بداية فكرة وضع تلسكوب فضائي حول الكرة الارضية فلا نتعدى فكرة عالم الصواريخ((هيرمان اوبرت)) التى قالها سنة 1923 ، فقد اشار هذا العالم الى فوائد تلسكوب فضائي يدور فوق جو الارض .
وبعد اكثر اربعين سنة، وفي نهاية الستينات من هذا القرن عادت الفكرة مجددا، فقد اجرت عدة جامعات امريكية دراسات حول امكان وضع تلسكوب في الفضاء يدور حول الكرة الارضيه.
وفي نهاية 1971، اصبحت الفكرة قيد العمل، فقد وضعت وكالة الفضاء الامريكية(NASA) دراسة جدية لجدوى اطلاق تلسكوب فضائى بمراة مقعرة قطرهل 3 امتار ، الى الفضاء، مبنة الفوائد والامكانات الكبيره التي سوف يتيحها هذا المشروع الفضائي لعلم الفلك، وقد اطلق على هذا المشروع بالبداية(التلسكوب الفضائي الكبير) وبالانجليزيه (Larg Space Telescope).
و في البداية وضع تصميم اولى لذلك، اعتمد مراة مقعره قطرها 3 امتار، لكن تبين ان قطرا بهذا القياس يثير مشاكل تقنية في صناعة مراة دقيقة وبواصفات خاصه، فخفض الى 2,4 أمتار .
وفي سنة 1977 انضمت وكالة الفضاء الاوروبية الى المشروع، وكانت المساهمة الاروبية بأحد اجهزة التلسكوب الخمسة والاجنحة الشمسية المولده للطاقة الشمسية بالاضافة الى طاقم أرضي لعمليات تشغيل التلسكوب .
وفي السنة نفسها(1977) اتفقت وكالة الفضاء الامريكيةت(NASA) ، مع شركتين، الاولى لتطوير المركبة وعمل الانظمة المساعده والتجميع والفحص، والثانية لتصميم الانظمة البصرية .
و في سنة 1983، كان التلسكوب الفضائي هابل جاهزا للاطلاق الا ان ظهور صعوبات في بنائه أجلته الى سنة 1986، وفي هذه السنه انفجر مكوك الفضاء (تشالنجر)، المكوك المرشح لحمل تلسكوبنا هابل الى الفضاء، فأجل مرة اخرى.
واخيرا في يوم 25 ابريل/نيسان من سنة 1990 اطلق التلسكوب الكبير، بواسطة مكوك الفضاء (ديسكفري) ليدور حول الكرة الارضية، وليقدم أعظم الانجازات و الصور الفضائية التي عرفها التاريخ الفلكي والفضائي ،
المواصفات :
مواصفات و امكانات فريده لم نعهدها في التلسكوبات التقليدية المعروفة أهلته للدوران خارج اضطرابات ومشاكل الجو الارضي، والقيام بقراءة الكون قراءة جديدة.
فهو اذن حالة أو جيل جديد من التلسكوبات، ولابد أن تتبعه امكانات جديدة ومواصفات فريدة عالية التقنية .
هابل طويل القامة يبلغ طوله 13.2 مترا وعريض ما بين المنكبين يبلغ عرضه 4,3 أمتار ، اما وزنه فيبلغ 11000 كيوغراما ، يدور خارج اضطرابات الجو الارضي وعلى علو 600 كيلومتر، وبهذا الارتفاع فأنه يبتعد عن شوائب الجو مما يمكنه من التقاط اروع الصور و أوضحها على الاطلاق ، التقط اكثر النجوم ضعفا (الاضاءه) و اكثرها في الوقت نفسه بعدا ، يمكنه التقاط أجرام أو مجرات أو سدم على مسافه تقدر بنحو 14 مليار سنه ضوئيه اي يشاهد ما كان في بداية الكون !!! ، كم و يمكن ان يشاهد الاجرام السماوية ذات الضوء الخافت جدا ، اي ما يشكل خمسة مليارات مرة أضعف من امكان رؤيتها بالعين المجردة ، ما يعني ان التلسكوب قادر على كشف ضوء شمعة فوق سطح القمر !.
وبالطبع المراة الرئيسية هي الاكثر أهمية في هذا التلسكوب العملاق ، وهي كبيرة مقعرة يبلغ قطرها 2,4 أمتار ووزنها يبلغ 826 كيلوغراما، وظيفتها عكس وتركيز وتسليط الضوء الى مراة اخرى تعكسه بدورها الى المستوى البؤري (العينيه) من خلال فتحة في المراة الرئيسية، صنعت هذه المراة من صفائح رقيقة من سليكات التيتان ، وطليت بالالمونيوم الذي يعكس 99،5 من الضوء، لكنه لايعكس الاشعة فوق البنفسجية و يتأكسد بسهوله، لذلك أضيف طلاء اخر من فلوريد المغنسيوم رقيق جدا لمنع الأكسدة ولعكس الأشعاع فوق البنفسجي .
وهذه التركيبة جعلت من المراة الرئيسية خفيفة(826 كيلوجراما) ولو صنعت من الزجاج الثقيل لبلغ وزنها ثلاثة أطنان ، ويحتوي التلسكوب على أجهزة علمية مختلفة يكامل بعضها بعضا من اجل رصد فلكي ادق و أفضل :
* جهاز تصوير الاجرام ذو المجال الواسع.
* جهاز تصوير الاجرام الباهته.
* مطياف الاجرام الباهته.
* مطياف جودارد شديد التميز.
* مقياس شدة الضوء.
* مستشعر التوجيو الدقيق و أخرى ..
و حصيلة هذه المواصفات والامكانات أرصاد ممتازة على درجة عالية من الدقة، فقد جاءت الصور أفضل 10-30 مرة من أفضل الصور الملتقطة من المراصد الارضية ففي حين كانت أفضل المراصد الارضية لاتتجاوز رؤيتها اجراما بعيدو على مسافة 1-2 مليار سنة ضوئية ، جاء تلسكوب هابل ليلتقط أجراما باهته جدا، تقع على مسافة نحو 14 مليار سنة ضوئية .
هل تعلم انه بامكانك رؤية تلسكوب هابل وهو يسبح في الفضاء! حيث انه يدور قريبا من مدار الارض(له مدار ارضي منخفض) وهو على ارتفاع 600 كلم من سطح الارض ويكمل دورة واحده حول الارض كل 97 دقيقة وعلوه المتواضع ساعده على البقاء بعيدا من الغلاف الجوي الارضي المطرب وبنفس الوقت سهل من مهام الوصول اليه في حال الحاجه لاجراء اصلاحات فنية او تطوير معداته