ذكرى النكبة!
حين كان الاستعمار البريطاني شاملا للارض الفلسطينية كافة، في النصف الاول من القرن الماضي، قرر وزير خارجية لندن دعم اليهود المنتشرين في كثير من مناطق العالم، للتجمع في فلسطين من اجل تأسيس العنف والقوة ضد الفلسطينيين، كي يتمكنوا من الوصول الى انشاء دولة يهودية في هذه الارض العربية. وبدأ التجمع الصهيوني فعليا، حيث وصل الى الارض الفلسطينية من كثير من الدول الاجنبية، ومع مرور الوقت خلال الدعم البريطاني استطاع الصهاينة ان يمارسوا الارهاب ضد الفلسطينيين، مع ان السعي البريطاني ادى الى عدم وجود مقاومة فلسطينية، وفي النهاية بدأ الصهاينة بممارسة العنف ضد الفلسطينيين، وطرد الكثير منهم نحو بعض الاقطار العربية المجاورة، وقتل الكثير من اهل هذه الارض، مما ادى الى تأسيس دولة اسرائيلية في كل هذه المساحة الممتدة بين البحر الابيض المتوسط ونهر الاردن، باستثناء قطاع غزة والضفة الغربية، أي ان النكبة حصلت في الخامس عشر من الشهر الخامس في عام 1948، واصبحت مدتها الحالية واحدا وستين عاما، اعتبارا من يوم الجمعة الماضي، أي في الخامس عشر من هذا الشهر الخامس في العام الحالي.
ومع مرور كل هذه العشرات من الاعوام الماضية، فان العدو لم يحاول حالة الاستقرار، ولم يحاول التخلص من العنف، ولم يحاول دعم الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، وتكررت محاولاته العملية والفعلية الارهابية ضد بقية الارص الفلسطينية، وضد بقية الشعب الفلسطيني، ورغم حصول النكبة في عام 1948، فان العدو شنّ هجوما كبيرا ضد مصر والاردن وسورية، وضد قطاع غزة الذي كان مرتبطا مع مصر، وضد الضفة الغربية التي كانت مرتبطة مع الاردن، وحصلت النكسة فعليا في الشهر السادس من عام 1967! وأعلن الكثير من الشعب الفلسطيني خلال ايام الاسبوع الماضي، أنهم ضد الاحتلال الصهيوني، وضد النكبة، وضد النكسة، وضد حالات العنف التي تتكرر كل يوم وتؤدي الى دمار المباني وقتل كثيرين واصابة عدد اكبر، مع ان العدو شنّ هجوما ضد قطاع غزة قبل فترة قريبة، وحصل قتل ما يزيد عن الفي مواطن من هذا القطاع، أي ان العنف المتكرر يحفز كل الشعب الفلسطيني على تطوير المقاومة ومكافحة العدو، واذا تحول الكيان الصهيوني الى حالات السلامة مع الفلسطينيين والاعتراف بالدولة الفلسطينية والانسحاب من قطاع غزة والضفة الغربية وعدم الاصرار على ان القدس عاصمة اسرائيلية، بالاضافة الى الانسحاب من المساحة السورية المحتلة، فان الاستقرار سوف يشمل الجميع الى فترة طويلة لا تقل عن عشرات السنين، لان كل هؤلاء الصهاينة الاجانب ليس من حقهم ان يكونوا في الارض العربية!
فخري قعوار
http://www.alrai.com/pages.php?articles_id=29150
منقول وبتصرف من صحيفة الراي الاردنية