غاصَ في عَمْقِ قلبِهِ لَحَظاتٍ
وتناسى الرّياحَ والأمواجا
أَهْمَلَتْ رُوْحُهُ تَصانِيْفَ قومٍ
وَضَعُوْها على الجميعِ احْتِجاجا
وتقاسيمِ معشرٍ ما رَأَوافي
الحقِّ إلاَّ مِنْهاجَهُمْ مِنْهاجا
فِكْرةُ الرَّفْضِ داءُ أكثرِ أهلِ
الأرضِ فاطلُبْ مِنَ السماءِ عِلاجا
إنَّهُ الحبُّ فَلْنَذُقْهُ سلاماً
وَلْنَعِشْهُ تماهياً وانْدِماجا
وَلْنُعِدْهُ إلى البَرِيَّةِ نَفْعاً
وانْسِجاماً وأُلْفَةً وابْتِهاجا
ياأخيَ في الشُّعورِ إِنَّ كِلَيْنا
لَيُثِيْرُ الشِّقاقُ فيهِ انْزعاجا
دَعْكَ مِنْ سَفْكِ عِرْضِ أَوْدَمِ مَنْ
يُرْسِيْكَ - لو جِئتَهُ - على الرأسِ تاجا
أيُّ مَجْدٍ لنا لدى اللهِ إِذْ نَحْنُ
خُصُوْمٌ وباسْمِهِ نَتَهاجى
وَهْوَ يدعو إلى المحبةِ دِيْناً
لاغياً كُلَّ مَنْ عَنِ الحُبِّ عَاجا
فمتى تدخُلُ القناعاتُ مِنَّا
في براهينِ دينهِ أَفواجا
// // //
حديثُ قلبي إليكِ ذو دَلَهِ
ليس لهُ في القلوبِ مِنْ شَبَهِ
غيرُ مَصاغٍ من الحروفِ ولا
يبدو إلى نَظمِها بمُنْتَبِهِ
أعوذُ يا جُلَّنارُ باسمِكِ مِنْ
أنْ أُبتلى عَنْ هداكِ بالعَمَهِ
وأنتِ أَنَّى أُقيمُ مُعْتَمَدي
وأنتِ أَنَّى أسِيْرُ مُتَّجَهي
وانتِ فيما قَرأْتُ ذاكرتي
بينَ زحامِ الكلامِ لَمْ تَتُهِ
وأنتِ فيما كَتَبْتُ فَلْسفتي
بغيْرِ عينِ اليقينِ لمْ تَفُهِ
أنتِ خيالٌ مُجَنَّحٌ طَرِبٌ
ماالكونُ إِلاّصدى حَقِيْقَتِهِ
إنّي لَأَحيا فيهِ لَهُ مَعَهُ
منهُ إليهِ عليهِ عَنْهُ بِهِ
// // //
أرى كانونَ يبكي دونَ حُزْنٍ
على أرْضٍ وليسَتْ ذاتَ بُوْسِ
وأرياحاً تُوَلْوِلُ دُوْنَ وَيْلٍ
تكادُ تَهُزُّ أفكارَ الرؤوسِ
وليلاً ساهِرَ الظلماتِ قربي
يُحَدِّثُ مُقْلتيَّ عَنِ الشموسِ
إخالُ البَرْدَ جَمَّدَ في دُجاهُ
على أجسامِها كُلَّ النفوسِ
سام يوسف صالح 8/12/2011م