في ظل الظروف الاقتصادية التي تواجه الشباب هذه الأيام، تراجعت فكرة تحمل الرجل وحده متطلبات المعيشة بعد الزواج، فأصبحت الزوجة تساعد زوجها لزيادة دخل الأسرة.. وهذه المساعدة ليست جديدة ولكن ما جد عليها هو طلب بعض الشباب مساعدة الزوجة قبل التقدم لخطبتها وبعد ذلك تكتشف الفتاة أن خطيبها يريدها أن تتحمل هي كل النفقات بينما يقوم هو بادخار راتبه في أحد البنوك. مثلما كانت تفعل بعض السيدات منذ وقت قريب.
عن تجربتها تقول مني حبيب، 29 سنة، ارتبطت بشاب تقدم لخطبتي واستغل قلقي من فوات سن الزواج، فقد كان أول شخص يحدثني بكلام الحب ويتحدث معي عن مشاعره الرومانسية، وقد صارحني منذ البداية بأنه يرغب في الارتباط بفتاة عاملة حتي تساعده في نفقات البيت، تفهمت أنا وأهلي الموقف نظرا لظروف الشباب القائمة حيث لا يستطيع أي منهم «فتح بيت» بمفرده، حتي أن أبي عرض عليه مساعدة أكثر من التي كان يتوقعها للجهاز. ولكني فوجئت به يحدثني عن كيفية تصرف والده في راتبه الخاص وكيف يخطط له حياته ويدخر له الأموال في البنك، ثم جلس معي يحسب راتبي والذي يكون أكبر من راتبه شهريا، فهو يري أن أفضل شيء لحياتنا الزوجية أنني أصرف علي المنزل من راتبي الخاص بأكمله ويقوم هو بإعطاء راتبه لوالده حتي يدخره له مثلما يفعل شهريا، أحسست بعدم رجولته، فأنا كنت علي استعداد لأن أساعده في مصاريف حياتنا ولكنه يريد مني أن أكون أنا من يصرف علي البيت.
وتقول حنان شوقي، 27 سنة، لقد تقدم جار لي لخطبتي وادعي أنه أعجب بأخلاقي الكريمة وبسمعة عائلتي، ولكنه طلب مني أن تظل خطوبتنا سرا عن زملائه في نفس العمل، ولكني تخوفت أنا وأهلي من هذا الموقف، خاصة أنه قال لي إنه ليست له أي ارتباطات سابقة وأني أول فتاة يتقدم لخطبتها فبعث أبي لعمله شخصاً ليسأل عنه، فوجد أنه من نوعية الشباب الذي يجرون خلف أي فتاة راتبها أعلي من غيرها، فهو مشهور في عمله أنه قناص الفتيات ذوات الرواتب العليا، لذلك قرر الابتعاد عن عمله والبحث عن عروس من الخارج، بالإضافة إلي أني اكتشفت أنه سأل عن راتبي بشكل مكثف في عملي قبلما يسأل عن أخلاقي.
ويقول هاني عثمان، 34 سنة، أنا لا أفهم ماذا لو ساعدتني زوجتي في مصروف البيت، فأنا كشاب موظف بسيط لا أستطيع أن أدبر كل مصاريف المنزل وحدي وهي تعمل معي، ولكن أنا أطلب المساعدة فقط ولا أسمح لكرامتي أن تصرف هي علي من راتبها ولا أشاركها أنا شيئا حتي لو كنت أعمل وأكسب فهكذا أكون كالذي يأكل «من عرق واحدة ست» وهذا أرفضه بالطبع.
ويوافقه الرأي محمود شاكر، 26 سنة يقول: تقدمت لخطبة إحدي زميلاتي بالعمل وكان أهلها مرحبين خاصة أني أمتلك شقة في منطقة جيدة في القاهرة، ولكني عندما قلت لها إنني أرغب في أن تساعدني في مصاريف البيت بعد الزواج وجدتها ترددت وقالت لي بعد فترة إنها لا تستطيع مساعدتي ماليا، لأنها تعمل من أجل الترفيه وليس للكسب المادي، وأنها تنوي أن تترك العمل للتفرغ للحياة الزوجية، ورغم تعلقي بها وفرحتي برغبتها للتفرغ لي ولابنائي ولكني اضطررت أن انفصل عنها لأني لا أستطيع أن أدير شئون المنزل المادية وحدي».
وتقول هبة الله حسن، 31 سنة، اعتبر مطلقة لأني طالبت بالطلاق بعد كتب كتابي بيومين، وقبل الفرح بأقل من أسبوع لنفس السبب فهو لم يقل لي شيئا عن نيته في أني من سيدبر أمور المنزل المادية، وكل ما ذكره لي هو مساعدتي له في مصروف البيت، وقد تقبلت هذا الطلب بشكل طبيعي، ولكني فوجئت بأنه بعد كتب الكتاب يتصرف بشكل غير لائق، مثلاً نذهب لمطعم فيجعلني أنا ادفع الحساب،ثم بدأ يعلق علي شكلي ومكياجي، ويلمح لي عن كيفية توفيري في راتبي ليكفي باقي الشهر، وعن ميزة توفيره لراتبه في أحد البنوك، وعندما واجهته اعترف بأنه سوف يدخر راتبه بينما أنا من سيصرف علي المنزل وطالبني أن أعمل عملاً إضافياً لأن راتبي لن يكفي مصاريف المدارس، فطلبت منه الطلاق ووافق بعدما تنازلت له عن نصيبي في الأثاث والشبكة والمهر والهدايا كلها حتي الملابس وميداليات المفاتيح التي لا تمثل قيمة <</STRONG>