القيصر عضو أساسي
الجنس : المشاركات : 1569 نقاط التميز : 928 تاريخ التسجيل : 28/10/2009
| موضوع: بالخط العريض.. الحلول المؤقتة! الجمعة 12 فبراير - 19:35 | |
| أصعب ما تواجهه الجهات الإدارية والخدمية والمخططين اللجوء إلى حلول مؤقتة للتخفيف من مشكلة ضاغطة ليس لتجاوزها نهائياً, وإنما كخيار من خيارين أحلاهما مر. عندما قدمت إلى دمشق في بداية السبعينيات من القرن الماضي كانت الأرقام «المبالغ بها» تشير إلى أن سكان العاصمة قد تجاوزوا نصف مليون نسمة من أصل سكان سورية البالغ عددهم 6 ملايين نسمة, ويتذكر الجميع الذين عاصروا تلك الفترة أن شوارع المدينة كانت تبدو شبه خالية من السيارات باستثناء حافلات النقل الداخلي للقطاعين العام والخاص, وكان لايفصل بين الموقف والآخر أكثر من مئتي متر, وكان شارع الصالحية الذي تتمركز به أغلبية محلات الألبسة ودور السينما ووزارة التموين, وبعض الأبنية الرسمية والخدمية يتسع للسيارات في مسارين ذهاباً وإياباً وللبشر الذين يقصدون هذا السوق الممتد من بوابة الصالحية, وحتى الجسر الأبيض للتسوق, أو التنزه أو الترفيه, وكان شارع النصر يحوي مواقف معظم خطوط المدينة الداخلية.. ولم تكن دمشق أيامها تعرف الأنفاق والجسور ولا الأماكن التي لايسمح للسيارات العامة أو الخاصة بالتوقف فيها... وعلى الجانب الآخر كانت عشرات العشوائيات حول العاصمة تنمو بخجل وببطء شديدين... أربعون عاماً انقضت, والعاصمة تستقبل المزيد من البشر حتى أصبح عدد سكانها مليوناً و 400 ألف نسمة استناداً إلى إحصائيات عام 1994, وربما تجاوز عدد سكانها الآن ثلاثة ملايين نسمة, وما يماثلهم في ريف دمشق, وكانت الجهود دائماً تنصب لوضع حلول مؤقتة لمعظم الخدمات والبنية التحتية, والمؤسف أن معظم تلك الحلول قد لاتأخذ بعين الاعتبار الصورة المستقبلية للتوسع العمراني والتزايد السكاني الطبيعي أو القسري, أو بحثاً عن فرص العمل, وربما كان قطّاع النقل الأكثر إهمالاً لدرجة لم تعد تحتمل في نهاية الثمانينيات قبل اللجوء أيضاً إلى حلول مؤقتة باستيراد «السرافيس»... المهم الآن بات من الضروري إعادة النظر بخطوط سير وسائط النقل العام, والاستمرار بما بدأناه قبل عشر سنوات, أو أكثر بنقل كراجات «البولمان» من البرامكة إلى القابون, وإلى السومرية, ويتم التفكير منذ أكثر من سنة لنقل كراجات المحافظات الجنوبية إلى منطقة غرب اليرموك , فيما تم نقل مراكز انطلاق سرافيس الريف الجنوبي إلى نهر عيشة دون أن تتوافر في المكان الجديد أي مستلزمات تساعد على تأمين ظروف مناسبة للركاب... نحن هنا لانريد عرقلة تنفيذ مايفكر به المعنيون في محافظة دمشق في مجال النقل, لأننا فعلاً مع أية خطوة تقدم عليها لتخفيف الضغط عن مركز المدينة, لكننا نأمل أن تجهز المراكز الجديدة لتكون مناسبة لهذه المهمة, كما نأمل أن يعاد النظر بأجور النقل التي كان يدفعها المواطن سابقاً كيلا تتضاعف كلما اتخذنا إجراء من هذا النوع, فأجور النقل الداخلي باتت تلتهم جزءاً كبيراً من دخل المواطن, له ولأفراد أسرته, وبالتالي فإن أي حل يمكن أن تقدم عليه محافظة دمشق يجب أن يكون خطوة باتجاه تنفيذ حلول استراتيجية, وأن يسهم في تحسين ظروف النقل دون أن نكلف المواطن أعباء جديدة.
| |
|
الكسول مشرف منتدى الخواطر والقصيدة الحرة
الجنس : المشاركات : 871 نقاط التميز : 597 تاريخ التسجيل : 12/12/2009
| موضوع: رد: بالخط العريض.. الحلول المؤقتة! الخميس 18 فبراير - 0:21 | |
| | |
|