المُعذّبون في الأرض

الروتين القاتل.

لست أبغي الحديث كما قد يبدو للوهلة الأولى عن فئة المعوزين والمشردين
الذين يملأون شوارع مدننا وساحاتها يفترشون الأرض ويلتحفون السماء
بل عن الشاردين التائهين في متاهات دنيا يبدو للناظر أنها إبتسمت لهم
ولكنهم يبحثون عن طعم لها فلا يجدوه ويفتشون عن لذة إفتقدوها فلا يعثروا عليها تكاد الرتابة تخنقهم ويكاد الملل يصرعهم.
[center]
قد يطلون من شرفات عليائهم على ساحة من ساحات المشردين تلك فيغبطوهم
على إبتسامة ساحرة أو ضحكة مدوية بل قد تراودهم الفكرة في تلك اللحظات الأليمة أن يبادلوا حياة الترف تلك بالدنيا القاسية لأولئك .
يا لها من مفارقة عجيبة ؟!!
ويا لها من معادلة غريبة ؟!!
من نعتقدهم أولى الناس بأن ينعموا بالسعادة ليسوا في النهاية إلا
"معذبين في الأرض".
ولو سألتهم عن مكمن الخلل الذي حيّرك لأجابوك : أي ُ طعم لدنيا لا جديد فيها يُذكر !!
نفس الحركات تتكرر يوميا ، نفس الأفعال وحتى نفس الأحاسيس بالله عليك
نريد شيئا أخر ، شيئا جديدا ، نريد تغييرا ما .
ينتابنا الشعور بأننا أصبحنا مجرد آلات بُرمجت لتقوم بنفس العملية وفي نفس التوقيت ، الروتين سرق منا حياتنا .

ألا يمكننا التصدي لهذا الروتين ؟
أليس قرار التغيير والتجديد بأيدينا ؟
ألا يعدو الأمر أن يكون في النهاية فراغا روحيا فحسب؟
مساحة حرة لقلمك .