بسم الله الرحمان الرحيم
هذه ترجمة لفصل من كتاب : الدليل الكامل لكناري الألوان : Guide Complet Des CANARIS De Couleur
للكاتبة و العالمة المختصة في علم الطيور الفرنسية : إليزابيث غيسموندي : Elisabeth Guismondi
عنوان الفصل : أصل و تاريخ : Origine et histoire
صفحات : 12-13-14 الترجمة :
الكناري البري هو أصل كناري الأقفاص و هو طائر صغير يتراوح طوله ما بين 12 سنتم و 13 سنتم لونه أخضر-أصفر مع خطوط متقطعة بنية-رمادية و هو إلى يومنا هذا لا يزال يعيش حرا طليقا في أرخبيل جزر الكناري ،جزيرة ماديرا : Madère و جزر الآصور: Açores.
يرجع اكتشافه المزعوم إلى القرن الخامس عشر و ذلك حين غزا الإسبان جزر الكناري و أصبحوا أسيادها المطلقين. قلت الاكتشاف المزعوم لأنه في الحقيقة كان سكان جزيرة الرأس الأخضر : Cap-Vert الموجودة على بعد مائة كلم من الشمال إلى سواحل إفريقيا الغربية يعرفون و يحبون هذا الطائر الصغير ذا التغريد العذب بل في الحقيقة كانت معظم النوافذ في منازل الجزيرة تحتوي على أقفاص صغيرة في كل منها طائر كناري.
أول من ربى هذا الطائر الجميل هم رجال الكنيسة الإسبان الذين أدركوا بسرعة الفوائد الاقتصادية التي يمكن جنيها من تربيته، وكانوا يبيعون الذكور فقط و بأثمنة باهظة بحيث كانت العائلات الميسورة وحدها هي التي يمكنها الحصول على ذكر كناري.
وكان يعتقد بأن سبب تربية الذكور وحدها هو أنها هي التي تغرد من دون الإناث، و لكن في الحقيقة كان الرهبان يحتفظون بالإناث لأنفسهم حتى تبقى تربية و تجارة الكناري حكرا عليهم و حدهم.و لكن أخيرا و مع بداية القرن السابع عشر وصلت تربية هذا الطائر إلى أوربا و بالتحديد إلى إيطاليا.
في الواقع هناك عدة روايات حول دخول الكناري إلى أوربا ، والرواية الأكثر شيوعا هي
أن بعض البحارين الإيطاليين استطاعوا بطريقة ما الحصول على بعض الإناث من مناطق عيشها في البرية. و الرواية الثانية هي أن بعض التجار الإيطاليين أغروا و أقنعوا بعض الرهبان ببيعهم بعض الإناث. و الرواية الثالثة تقول أن بعض التجار استحوذوا على بعض طيور الكناري في دير اسباني. و هناك رواية أخيرة و هي طريفة ألا و هي أن سفينة من السفن الإيطالية و التي كان على متنها من بين الأمتعة طيور الكناري واجهت عاصفة بحية انتهت بتحطمها على سواحل جزيرة إلبا: Elbe فهربت طيور الكناري و اتخذت الأشجار و النباتات في الجزيرة ملجأ لها و تكاثرت هناك و تم صيد بعضها و منها بدأت تربية الكناري في إيطاليا.
في وقت قصير وصلت تربية الكناري إلى منطقة الألب بفضل التجار والمربين الإيطاليين وفي الواقع كان التجار المولوعون بهذه الطيور يعرضونها في مقاطعة تيرول: Tyrol وفي سويسرا ، بلجيكا ، هولندا وصولا إلى السويد وفي روسيا ، تركيا و مصر.
ظهرت أول طفرة في لون الكناري نتيجة تعاقب الأجيال في الأسر و كان ذلك سنة 1670 و هكذا ظهر أول تحول من اللون الحبشي إلى كسوة صفراء زاهية. و بعد ذلك ظهرت عدة طفرات أخرى .و ابتداء من القرن السابع عشر أصبحت تربية الكناري مهمة جدا بالنسبة لمنطقة تيرول: Tyrol حيث كان معظم سكان المنطقة جبليون يعملون في الحقول و مناجم الفحم و كان دخلهم ضعيف الشيء الذي شجعهم على تربية الكناري من أجل تزويد دخلهم عن طرق بيعها و بخصوص هذه النقطة يجب الإشارة إلى أن هذه المطقة المنجمية من تيرول التابعة ل إمست كانت من أكبر المراكز لتربية و تسويق الكناري. و في هذه المنطقة كان القرويون ينتجون الطيور التي توزع لاحقا في معظم مناطق أوربا.كان التجار المحملون بطيور الكناري ينطلقون من بلدة إمست: Imst في شهر أغسطس ثم يعودون إليها في فترة الصوم الأكبر. و استنادا لكتب كتبت في هذه الفترة كان التجار يحملون صناديق مملوءة بالكناري تصل قيمتها إلى 350 قطعة نقدية ذهبية للصندوق الواحد.
في نورمبورغ: Nuremberg وحدها في القرن السابع عشر تم إحصاء 8000 طير كناري تم تربيتها غالبا من طرف الصناع التقليديين فاشتهرت هذه المدينة بتربية و تجارة الكناري إلى درجة أن سلطات هذه المدينة سنت قوانين صارمة لردع الغشاشين من التجار الذين كانوا يبيعون طيور كناري من مناطق أخرى تحت اسم كناري نورمبورغي أصلي.
ومن هنا انتشرت هواية تربية هذا الطائر الجميل الذي أسر القلوب في جميع أنحاء أوربا و توالت الطفرات في الألوان حتى أصبح عدد ألوان الكناري يفوق 200لون لإمتاع الآلاف من الهواة و المربين.