بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يسرني أن أعرض لكم قصة الطفلة خولة العمرو و عمرها 9 سنوات
قصتي الأولى بعنوان: الولد و الصياد
كان هناك طفل اسمه سالم، و هو كان سالم مثل اسمه يعيش في قرية صغيرة، و يبلغ من العمر تسعة سنوات، و يعيش مع والديه و اخوته الثلاثة. و يوم من الأيام سمع أمه و أبيه يتحدثان قال الأب: نحن فقراء و أنا لا أستطيع أن أحضر لكم كل ما تحتاجونه. ردت الأم و هي يائسة: نعم هذا صحيح و لكن لا يوجد حل. قال الأب: بلى يوجد حل. فسألت الأم: ما هو إذاً؟ قال الأب: أن نتخلى عن ولد من أولادنا الأربعة. قالت الأم: كيف ذلك، لم أفهم ما تقوله؟ قال الأب: أي أن نترك الولد في أي مكان لعل أن يجده أحد و يأخذه ليربيه مع أولاده، فبذلك نكون قد وفرنا من المصروف اليومي. دخل سالم و هو يبكي و قال: أنا الذي سأذهب. ثم قال الأب و الأم: و لكن أنت أصغر أولادنا و لا نريد أن نتخلى عنك، و لكن كان سالم مُصر. و قال الأب و الأم: على راحتك يا ابننا و لكن أين ستذهب؟؟؟ و قال سالم: إلى الغابة. و قالت الأم: إنها خطرة و مليئة بالصيادين و الحيوانات الخطرة و المتوحشة يا بني. و قال سالم و بكل ثقة تامة: لا تقلقوا علي، سأكون بخير إن شاء الله. و قالت الأم: و ماذا ستأكل؟؟؟ قال سالم: سأصيد لي أرنب، أو ما قدر لي الله أن أصيده. ثم قبل رأس والديه، و ودعهما و قال: أرجوكما، لا تقولوا لإخوتي ما حصل. ثم ذهب إلى الغابة و هو خائف على أهله، و وصل سالم إلى الغابة و ذهب ليجمع الحطب، و أشعل النار، ثم أخذ فراشه و ألقاه على الأرض، و نام على الفراش و هو يتقلب، و لم يستطع النوم من شدة الجوع، و سمع صوت يناديه هل أنت جائع؟ و استغرب سالم و خاف، و قال: من أنت يا هذا؟ فقال صاب الصوت: أنا صياد، و أنا فوق الشجرة. و رآه سالم، ثم قال الصياد: لا تخف مني، إنني مسالم، لن أفعل بك شيء. و قال سالم: لماذا أنت هنا؟ و قال الصياد: أنا صياد و مكان الصيادين في الغابات. ثم زقزق بطن سالم و هو يحادث الصياد، ثم قال الصياد: يبدو أنك جائع. و قال سالم: نعم. ثم قال الصياد: هيا تعال معي، و ذهب سالم مع الصياد، و قال سالم: إلى أين سنذهب؟ و قال الصياد: لنصيد أرنب، و قال سالم: و لكن أنا لا أعرف الصيد، و قال الصياد: لا تقلق سأساعدك، أنا معك، ثم أخرج الصياد البندقية و قال لسالم لا تخف، ثم أطلق الصياد طلقة و أصاب أرنباً، ثم أخذ الصياد الأرنب و ذهبا للنار التي أشعلها سالم من قبل، ثم شوى الصياد الأرنب، و أعطى سالم نصفه، ثم قال الصياد: هل تريد أن أصيد لك أرنباً آخر؟ قال سالم: لا شكراً لقد شبعت. ثم قال الصياد: ما هي قصتك. ثم حكى سالم قصته للصياد. ثم تأثر الصياد بقصة سالم، و قال حسناً ستسكن معي في كوخي الصغير في الغابة، فأنا أسكن وحيداً و أنت ستذهب وحدتي. فرح سالم بما قاله الصياد و عاشا سوياً يصيدون في النهار، ثم يذهبون إلى سوق القرية القريبة ليبيعون ما صادوه من حيوانات، و ما جمعوه من حطب. أستمر هذا الحال لمدة سنة كاملة، و كبر سالم و صار عمره عشر سنوات، و جمع مبلغاً لا بأس به من المال. و في يوم من الأيام، قال الصياد: لماذا لا تذهب لتطمئن على أهلك و تعطيهم ما جمعت من المال؟ و قال سالم: هذا ما كنت أنوي فعله غداً إن شاء الله. و أتى الصباح و استيقظ سالم، و أوصل الصياد سالم إلى بيته. و عندما وصل سالم إلى بيته، تعجب بأنه لم يرى ذلك البيت القديم البسيط، بل رأى ذلك البيت الجميل المزين، و دخل مسرعاً و نادى و قال: أمي، أبي، أين أنتم؟ ثم خرجت أمه و تفاجأ سالم بمظهرها الأنيق و قال: ما الذي حصل. و قالت له: لقد ترقى أبوك و صار مديراً في عمله بعدما تعلم منك التضحية و الصبر في سبيل مساعدة الغير، و هو الآن في عمله يعمل بكل جد و اجتهاد، و هذه كل القصة يا بني، و الآن جاء دورك، فاحكي لي حكايتك. ثم حكى سالم قصته لأمه و قص عليها كل ما حدث له و صادفه من أفراح و أحزان. ثم قالت الأم لولدها: شكراً يا بني و احتفظ بنودك لنفسك، فنحن لا نحتاجها الآن و لله الحمد، و الآن لن ترجع للغابة و ستبقى معنا. قال سالم: حسناً و لكن سأذهب و أودع صديقي الصياد، و سأقول له إن سمحت لي أن أذهب و أزوه مرة في الأسبوع و أصيد لأنني أحببت هذه المهنة.