السلام عليكمتستعر الشهوة ولا تجد جسدًا آخر يحتويها، يتوقون إلى الثرثرة دون هدف معين، أو إلى عبارات الحب، وإن كانت زائفة، يلتفتون حولهم فلا يجدون أحدا يشاركهم حالة البوح، يحدثونه عن أحلامهم وأوهامهم ، وربما نزواتهم ، يتعرون أمامه نفسيا وجسدياً. وحين لا يجدون هذا الفضاء الافتراضي يلجأون إلى الفضاء الافتراضي أو الإنترنت علّنا ليجدوا ضالتهم المنشودة، والشريك الذي يصغي ويتعاطف معهم ولو لوقت قصير.
فتحت غرف الدردشة نافذة على جانب معتم من النفس يختبئ خلف الأعراف والتقاليد الاجتماعية، ونزعت أقنعة الحياء، والعيب، والحرام. بل سمحت أيضا أن يختار كل شخص لنفسه اسمًا وجنسية وعنوانًا من وهم، كأنه يجسد شخصية أخرى غير شخصيته ، لكنها في الحقيقة شخصيته التي لا يمكنه معايشتها في الواقع. يتعرف الرجل بشخصيته الجديدة على فتاة أو امرأة، تمارس هي الأخرى الدور الوهمي نفسه، يتعارفان بالكتابة أو من خلال الصوت، وبعد فترة وجيزة يصلان للهدف المنشود وهو ممارسة الجنس عبر ال chat.
استطاعت الشبكة العنكبوتية أن تجذب إليها ملايين الأشخاص بخيوطها الحريرية التي تنسجها حول الرغبات المختلفة باختلاف البشر، اخترقت المسافة بين هؤلاء الناس وبين الآخر، بل بينهم وبين أنفسهم أيضًا. التقطتهم كمغناطيس سحري إلى غرف مظلمة تستوجب خلع الأقنعة قبل الدخول إليها، وكشف الحجاب عما لا يستطيعون إظهاره في الواقع.
إن كثيرا من النساء والرجال يمارسون الجنس عبر الإنترنت في ظل علاقة حسنة مع شركائهم،
تشير الدراسات إلى أن ملايين الرجال والنساء حول العالم، خاصة منهم شريحة الشباب، قد أدمنت ما بات يدعى بـ «الجنس الالكتروني»، وهو ممارسة الجنس عبر مواقع دردشة خاصة بذلك
عزائم الشباب عادة ويجعلهم يحيون حياة كئيبة بمستويات انتاج منخفضة تنعكس على مستقبلهم، دراسياً ومهنياً، وبالتالي يكون الجنس الالكتروني المدخل لقتل مستقبل الشباب وجعلهم أسرى للصراع بين الجنس المتخيل والجنس الحقيقيلاحولة ولاقوة إلا بالله