ولد علي بن محمد بن حبيب المكنى بأبي الحسن الملقب بالماوردي عام 364 هـ في البصرة ونشأ بها وتلقى تعلمه على جماعة من علماء عصره ثم انتقل الى بغداد ، وقد جمع في دراسته بين علوم الفقه والفلسفة والتفسير والسياسة .
والمّ بعلوم الاجتماع والتربية وبناء على هذا يمثل الماوردي شخصيه من اعمق شخصيات الفكر الاسلامي علماً ومن اقدرها بياناً في مجال التعبير عن حاجة المجتمع الاسلامي دون الدخول في صراع او معارضة وقد عنا بأمور ثلاثة هي لب لباب الاصلاح وتجديد بناء الفكر الاسلامي وتصحيح مفاهيمه وهي : السياسة الشرعية والتربية والاخلاق ففي مجال السياسة تولى القضاء وبرز فيه حتى لقب بقاضي القضاة ، وأوضح في كتابه ( الاحكام السلطانية ) كيفية نظام الحكم والدولة في الاسلام عارضاً الى الولاية العظمى وشرط الامامة وولاية القضاء والجهاد والمظالم وغيرها من الامور المستبدة من الآراء والمصدر الاسلامية الاصلية .
وفي مجال التربية وضع الماوردي منهاجاً دقيقاً متكاملاً فدعا الى التعليم وقال انه لا ينبغي لكبير السن ان يستحي من التعليم لان العلم اذا كان فضيلة فرغبة ذوي الاسنان فيه اولى والابتداء بالفضيلة فضيلة ، ولان يكون شيخاً متعلماً اولى من ان يكون شيخاً جاهلاً والجهل بالكبر اقبح ونقصه افضح ، وانه ينبغي على الانسان ان يجعل حظاً من زمانه ، فليس كل الزمان زمان اكتساب ولا بد للمكتسب من اوقات استراحة وأيام عطلة ، ومن صرف كل نفسه الى الكسب ، حتى لم يترك لها فراغاً ، فهو من عبيد الدنيا واسراء الحرص . . . الى غيرها من الامور التعليمية .
والماوردي ايضاً من اوائل الدين التفتوا الى علاقة العادات والتقاليد بتبدل الزمان والمكان فقد قسم الآداب الاجتماعية الى آداب مواضعة واصلاح ، وأدب رياضة واستصلاح ، فالاول يشمل العادات والتقاليد التي تواضع عليها الناس فأصبح مخالفتها مصدر للذم والاستهجان وفيما ما وجب بالعقل ، ومنها أدب الرياضة والاستصلاح وهي التي تتضمن القوانين الاخلاقية التي لا تتبدل بتبدل الزمان والمكان ومنها الصدق والحياء وحسن الخلق وبجانبه الكبر والحسد وهناك ما ليست ثابتة ولا خالدة ومنها مواصفات الخطاب وأدب الكلام .