صحافة القرن العشرين : -
كان للحرب العالمية الأولى أهميه بالغه في تاريخ الصحافة حيث زاد الإنتاج الصحفي الأمريكي في حين ولدت صعوبات جمة لمثيلتها في أوربا وفي كل الأشياء كانت تلك الحرب بداية الغزو الأمريكي وسيادته على العالم ، فقد فقدت الموارد الاعلانيه ، وعز الورق واكتظت شبكات النقل البري والسكك الحديد يه بالأغراض العسكرية داخل أوربا فاضطرت صحف كثيرة لتقليل عدد صفحاتها إلى أربع صفحات وأحيانا إلى صفحتين فقط بل اضطرت صحف كثيرة لإغلاق مكاتبها وتسريح موظفيها ، وقد أضافت الرقابة العسكرية على الصحف الاوربيه عقبة أخرى بجانب العقبات الاقتصادية وتحولت إلى صحافة حرب نفسيه كل طرف فيها يدير دعايته بأخبار ومواضيع معظمها غير حقيقي في حين كانت الصحافة الامريكيه تنمو وتتقدم وعرفت عصر الصحف الكبرى طريقها بعد الحرب ، في وقت بدا فيه ظهور الاذاعه ، فكانت منافسه جديدة للصحافة ، فلجأت إلى التجديد والابتكار بانتشار الصحافة الاخباريه المصورة العامة والمتخصصة وتنوعت مقالاتها من مجرد الإعلانات والأخبار والآداب إلى الكتابات التربوية والاجتماعية والرياضية والفنية والنسائية فحافظت على قوتها أمام الاذاعه المسموعة والغير مرئية وطرحت مبادئ الحرية الصحفية في معظم الدول الاوربيه والامريكيه ، وهذا كله دفع العديد من الصحف الصغيرة إلى التجمع لإنشاء المؤسسات الصحفية الكبيرة لمواجهة المنافسة في عصر أصبحت خلاله الصحافة الورقية السلطة الرابعة لمعظم دول العالم المتحررة بل وفي المستعمرات المتقدمة التابعة للدول الاوربيه كما في مصر والهند ولبنان إلى ما قبل نشوب الحرب العالمية الثانية ، والتي عرفت تغيرات تكنولوجيه في الطباعة والإخراج الفني ، ووسائل النقل الشمسي لطباعة المجلات المصورة والملونة ،و مع التوسع في استخدام الهواتف التي توفر الوقت والمجهود في إجراء التحقيقات والمقابلات الصحفية المهمة إضافة إلى الاعتماد على الشاحنات في توزيع الصحف الكبرى بين المدن أو الولايات
فكان عقد الثلاثينات هو عصر المجموعات الصحفية وتابعت الصحف الامريكيه انطلاقتها وزاد توزيعها من 24 مليون نسخه يوميا عام 1910 إلى 41 مليون نسخه يوميه عام 1940 بينما انخفض عدد الصحف اليومية بعد التجميع من 2430 صحيفة إلى 1848 صحيفة يوميه امريكيه فقد اندمجت 311صحيفه في 55 مجموعه عام 1940م وقبل هذا التاريخ حدثت اندماجات أخرى
بينما كانت الصحافة الفرنسية تعاني من انخفاض التوزيع في الصحف اليومية مع ازدهار الصحافة الأسبوعية الفرنسية وحققت الدوريات الفنية والرياضية والادبيه والنسائية والسينمائية والاخباريه المصورة نجاحا مهما خاصة مع ارتفاع سعر الصحيفة اليومية الفرنسية ولم تنشا مجموعات صحفية فرنسيه كبيره إلا في حدود خمسة صحف
وقد طغت الصحافة الحزبية على تقدم الصحف الفرنسية عموما
وقد ظهرت الصحف السرية بشكل واسع بعد نشوب الحرب العالمية الثانية وعانت من صعوبات إداريه ورقابية واقتصاديه خلال الحرب فتراجعت خطوات أخرى إلى الوراء خلف الصحافة الامريكيه التي زاد ازدهارها وانتشارها بينما كان التليفزيون كجهاز مرئي ومسموع ينتشر في العالم المتقدم بدئا بأمريكا ولتبدأ الصحافة الورقية في خسارة نفوذها كسلطة رابعة خاصة في أوربا وأمريكا . لعدة أسباب أهمها :-
منافسة وسائل الإعلام الأخرى / أذاعه وتليفزيون ثم البث الفضائي المباشر والمستمر وصولا إلى الصحافة الاليكترونية ، في نفس الوقت زادت تكاليف الورق والأحبار ، ومصاريف النقل والتوزيع ، مع زيادة تعداد السكان وتنوع اهتماماتهم وتعدد فئاتهم وظهور المجلات المتخصصة والوكالات الاعلانيه ونشرات المؤسسات الخاصة والحكومية ولم يعد المشروع الصحفي مربحا إن لم تكن هناك جهة داعمة له وان كان هذا لا يعني التقليل من أهمية ووجود الصحافة الورقية لكنه يعني بالتأكيد تراجع نفوذها مقارنة بقوة الصحافة الاليكترونية أو القنوات الفضائية التليفزيونية .