مات
الألوف
وأنت لست هنا
عاد العشرات إلى قراهم في صناديق من
حديد، وأمام أعين من زجاج
وأنت لم تكن هنا
...
ماتت المرأة الشاعرة تاركة خلفها شاعراً وقصيدتين صغيرتين ومشاريع كلمات
وأنت لم تكن هنا
التلفزيون ينقل صور الضحايا ومشاهد الحفلات،
وأمّي تؤنّب والدي لأنه لوّث الأرض الممسوحة بحذائه الوسخ
وأنت لم تكن
هنا لأخبرك عن سخرية الحياة
انشقّت الأرض وابتلعت الناس
والحكايات المعلّقة وقصص التاريخ،
وأنت ترفض أن تكون هنا
أمطرت السماء حزناً وتعباً،
وأنبتت الأرض رجالاً لا يصلحون إلا لبرامج
الألعاب والمسابقات
وأنت لست هنا
أكلت حين جعت..وشربت حين
عطشت..ونمت حين نعست
وعشت لا من قلّة الموت..بل من عجقة الموتى على
طرقات الرحيل الرمادية
وأنت لست هنا
غير أنّي في مواجهة رحيلك
المرسومة خطواته في أحلامك منذ زمن
اكتشفت كيف أن الموت يجعل الميت
ضحية..لأنه يرحل مرغماً، ولذلك نبكيه متحسرين عليه
أمّا العابر
بلا سبب أو هدف فكيف نعذره..؟
بعدما جعل الآخرين ضحايا،
يبكون
بعده..على أنفسهم غضباً؟