المكان : في مكان ما في وطني
الزّمان: غير بعيد عامان على الأكثر
شخصيّات الرّواية:
عليّ .هدى.سمير...
علي شاب يافع وسيم ينبض بالحياة
يحتفل بعد أسبوع بعيد ميلاده الرّابع والعشرين
يملك عليّا أصدقاااءا كثر.
روح الفكاهة وخفّة دمه حبّبت النّاس فيه.
فهو شابّ تعليمه متوسّط يعمل ميكانيكيّا متمرّسا
همّه الوحيد إعالة أسرته..فوالده المسنّ قد أضنااه الزّمان وأتعبته المحن
بعد أيّام.. صديقه سمير يأتي مهرولا
سمير: وينك يا رجل بحثت عنك منذ الصّباح
علي: صعبة جدّا؟؟ أنا لا أتحرّك من الورشة وعندك الجوّال هو ليه إخترعوه؟؟
سمير : يا ابني أنا أحتاجك شخصيّا في أمر ضروري
لازم تروح معاي
علي: أروح وين؟؟ والورشة؟؟ وهيأتي؟؟ أنا متّسخ
سمير: لن آخذك إلى حفلة.. أنا بحاجة لرأيك
اليوم عيد ميلاد أميرة وأنا غير مختصّ بالهدايا
وأردّت أن أشتري لها هديّة ..مم مرتبك للغاية تعاال وساعدني
أعرف أنّك ذوّاق يا رجل
في متجر الهدايا:
عليّ : آآآه يا ربّي تعبتني والله
خلّينا نروح الله يخلّيك الورشة مغلقة منذ ساعتين
سمير: أمممم لا عليك صديقي ألم أخبرك أنّك ذوّاق؟؟
سأرسو على رأيك وأختار تلك السّاعة الّتي إخترتها أنت
.......السّلام عليكم....
صوت عذب يلقي عليهم التّحيّة
يلتفت عليّ إذ بوجه ملائكي ولا أجمل
سبحااان الله ينظر سمير تارة للفتااة وأخرى لعليّ
كأنّ الغلام قد جنّ لا يتحرّك
عليّ عليّ ..ألم تكن مستعجلا؟؟
لالا اممم انت... بدأ علي بالتّلعثم
سمير إبقى أخي
لم يكن علي طائشا ولا صايع
شاب خلوق جااادّ لا يعاكس بناتا
المهمّ تعلّق بالفتاااة
ثمّ قاااال
سمير ...لن أبرح مكاني حتّى أكلّمها
سمير: يا ابني احنا مانعرفهاش والمحل مش محلّنا
الظّاهر إنّك جننت
ما رأيك أكتب رقمك وأعطيه إيّاها
علي: لا لا تعلم أني لا أقدر على ذلك أستحي منها
سمير: يا ويلي منّك وتريد أن تكلّمها
هات رقمك وخلّصنا
أنا أعطيها إيّاااه خلّينا نروح
2- الجزء الثّاني:
أخذ سمير قصاصة ورق من جيبه وعليها كتب رقم عليّ
ثمّ تقدّم للبائع ليلفّ الهديّة ويعطيه ثمنها..
وبينما كان البائع منشغلا بتغليف الهديّة تقدّم من الفتاة
وأعطاها الورقة, أختي هذا رقم صديقي هههه(ضحكة صفرة)وتابع: أصلو خجول
نظرت الفتاة إلى عليّ نظرة خجولة لكنّها متمعّنة وأطلقت بسمة جعلت عليّا يرتبك
سمير: هيّا بنا حبيبي الوقت قد تأخّر وأميرة تنتظرني
في الطّريق ظلّ عليّ ساكتا على غير عادته
سمير: أرى أنّك قد وقعت يا صديقي أوّل مرّة أراك هكذا مابك؟؟
عليّ: هل ستكلّمني؟؟
سمير: ههههه ربّما وربّما لا وما يدريني
أنا أحبّك ولا أفعل ما فعلته إلاّ من أجلك
صدّقني إن أعجبتها فستفعل..
أمضى عليّ بقيّة النّهار مرتبكا حتّى أنّه ظلّ جالسا بالورشة دون أن يعمل شيئا
ولم يكن في باله إلاّ صوت الفتاة حيث كان يتفقّد هاتفه كلّ لحظة..
مضى يومان على الحادثة . وبدأ الغلام يعود لطبيعته
وفي اليوم الثّالث: ترن ترن
عليّ: _يكلّم شابّا يعمل معه _ أظنّه هاتفي ؟؟ ولكنّي لا أعلم أين وضعته
أحضره من فضلك أظنّني نسيته في تلك السّيارة الزّرقاء حين كلّمني سمير
أحضر الغلام الهاتف وكان قد سجل أربعة مكالمات
عليّ: أنا لا أعرف الرّقم؟؟ لعلّه أحد الزّبائن..على كلّ إن كان يريدني سيعاود
الهاتف يرنّ من جديد..
عليّ: ألو
؟؟ : مرحبا هل أنت هو عليّ...صوت فتاة
علي: نننن نعم من أنت من فضلك؟؟ الخجل يقتله
هدى: أنا هدى .. الفتاة الّتي الّتي أعطاها صديقك رقمك في محلّ الهدايا
عليّ: أأأأ ..نع..أأأه تذكّرت آسف لم أعرفك في البداية كيف حالك؟؟
جرى بينهما حديث طويل حيث أخبرته أنّها تملك صيدليّة بنفس المدينة وأنّها من مدينة مجاورة وعرف أنّها تكبره بعااام واحد و.وو...
واكتشف أنّ المحلّ المجاور لورشته الّذي كانت تجري به أشغال على قدم وساق هو نفسه محلّها فاعتبر نفسه محظوظا..
مرّت الأيّام وتوالت المكالمات بينهما وتعلّق الإثنان ببعضهما وبدأ الحبّ يترعرع في حضنيهما إلى أن بلغ أعلى درجاته.
إستمرّت حكايتهما وتعدّدت اللّقاءات بين الحبيبين لمدّة عامين لا يستغني أحدهما عن الآخر
حسده أصدقاؤه على الفتاة الصّيدليّة المثقّفة الجميلة ونصبو له المكائد ولم يقف بجنبه إلاّ صديقه الحميم سمير
وطوال هاذين العامين كان عليّ قد إستعدّ أيّما إستعداد وقرّر أن يخطب الفتاة من أهلها
عليّ: ألو هدى أملك لك مفاجأة سارّة هل أنت وحدك بالمحلّ؟؟؟
هدى: نعم تعال إذن وأحضر مفاجأتك هههههه
في المحل:
يتبع...
الجزء الثّالث
3
ذهب عليّ إلى صيدليّة حبيبته وهناك وجدها منشغلة بترتيب الأدوية
صباح الورد لأغلى هدى -قالها عليّ وهو يدخل المحل-
هدى: صباح الحبّ حبيبي كيف الحال؟؟
_ أراك سعيدا . ممممم مالأمر؟؟
عليّ: هدى أريدك في أمر مهمّ عليك أن تنتبهي وأن تجلسي لنتفاهم
هدى: نتفاهم؟؟؟ على ماذا حبيبي؟؟ أينقصنا تفاهم؟؟
علي: لا ياحبيبتي .. أتيت لأكلّمك في موضوع مهمّ لكلانا
هدى- تترك ما في يديها من أدوية وتجلس على الكرسي-
: هيّا هات ما عندك
علي: حبيبتي لقد قرّرت أن أتقدّم بشكل رسمي لطلب يديك من والدك
هدى : -الفرحة تعتلي وجهها- صحيح حبيبي هذا أسعد خبر سمعته في حياتي سيغمى عليّ من الفرحة
عليّ: وأنا كذلك حبيبتي.. سعيد لأجلك
عليك أن تمهّدي الطّريق لحين قدومي.لقد تكلّمت مع والديّ وهما يعلمان بالأمر
لم يبق إلاّ دورك
هدى: حبيبي سأعمل كلّ ما بوسعي من أجل ذلك إنّه أمر إنتظرته عامين
خرج علي باتّجاه ورشته والفرحة تغمر وجهه وكلّه أمل بأن يوافق والدها على الزّواج ويحقّق حلم الزّواج ممّن يحبّ
ـــــــــــــــــــــــــ
في منزل هدى:
بعد تناول العشاء خرج أبو هدى العمّ صالح إلى المسجد وبقيت هدى رفقة أمّها يتفرّجان على التّلفاز
هدى: أمّي أريد مساعدتك
الأم: وفيم يا ابنتي؟؟
كانت الأمّ تعلم كلّ الحكاية منذ البداية لأنّ هدى تصارحها في كلّ شيء وتحوز على ثقتها خصوصا أنّها البنت الوحيدة
هدى: لقد جاءني عليّ اليوم إلى المحلّ وهو ينوي التّقدّم لخطبتي من أبي
الامّ: جميـــــــــل. وما المطلوب منّي؟؟
هدى : أمّي تعلمين أنّ أبي عنيد جدّا وأنا خائفة أن يرفضه. وسيتحجّج بكونه ميكانيكيّا ويصغرني سنّا عليك بإقناعه
الأمّ: آآه يا ابنتي تعلمين كيف هو ابوك سأحاول جاهدة والبقيّة على الله
ـــــــــــــــــــــــــــ
عاد الاب للمنزل وفي غرفته كانت الأمّ تستعدّ لتخبره بالأمر وتفكّر في حيلة لإقناعه
فقد سبق لها وأن تكلّمت مع عليّ ورأته فلم تر فيه شيئا يعيبه
الأمّ: أبو هدى
أبو هدى: ما الأمر- رجل غليظ الكلام-
الأمّ:-تختلق كذبة لكيلا تثير غضبه-أنت تعلم أن إبنتنا قد كبرت وصارت عروسة نستطيع أن نزوّجها ونفرح بها
أبو هدى: هه وما الجديد في هذا؟؟
الأمّ: هناك شابّ من المدينة المجاورة حيث توجد صيدليّة هدى يريد التّقدّم لخطبتها
الأب وعليه علامات الغضب: وهل يعرفان بعضهما؟؟
الأمّ: أبو هدى أنت تعرف أنّ الزّمان قد تغيّر ومادامت إبنتنا تخرج وتعمل فلقد رآها هذا الشّاب وأعجب بها ويريد التّقدّم على سنّة الله ورسوله
الأب: إسمعي لا أريد ما يسيء لسمعتي .ثمّ لن أبدي رايا حتّى أرى هذا الفتى وأحدّثه
الأمّ: ححح حاضر سنطلب منه المجيء لملاقاتك
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
طلبت هدى من عليّ أن يذهب إلى أبيها ويتحادثان ليتعرّفا على بعضهما أكثر. فما كان من عليّ إلاّ أن إختار يوم نهاية الأسبوع
حيث يكون أبو هدى في المنزل ولا يعمل وتمّ الأمر والتقى عليّ بالعمّ صالح في بيته
ولكم كانت الصّدمة عنيفة حين علم الرّجل بأنّ عليّا ميكانيكي متوسط التّعليم
فصاح غاضبا في وجه الفتى حتّى دوّى صوته في أرجاء الدّار وسمعت هدى وأمّها كلامه
: كيف تجرؤ أيّها الميكانيكيّ وتخطب إبنتي ؟؟ ألا تعلم من أنا؟؟ ومن هي؟؟؟
أنت مجنون . أخرج ولا تعد للأمر نهائيّا
*وهنا بدأت سلسلة معاناة مريرة أسمها رفض الوالد لزواج الحبيبين.
لقد دامت قصّتهما عامان أو يزيد أحبّا بعضهما حبّا أفلاطونيّا مجنون فلم يعد أحدهما يتحمّل العيش بدون الآخر
وكما تتكرّر مثل هذه المعاناة في الحياة فقد ظلّ الحبيبين في حيرة ولم يتوقّفا لحظة
بل إنّ عليّا ورغم أنّ الأب طرده ظلّ يجاهد بكل ما أوتي من حيلة من أجل الظّفر برضاه
يعود إليه بين الحين والآخر. أرسل إليه عقلاء من المدينة أفهموه أنّهما على حبّ ومتعلّقان ببعضهما
ولكنّ الأب المتزمّت أبى إلاّ أن يكون عقبة سدّ وحجر عتبة في وجه هذا الحبّ الأسطوري وظلّ الأمر على حاله لمدّة عااام آخر
وفي يوم من الايّام ذهب عليّ كعادته للعمّ صالح ليحاول من جديد
فماكان من الأب إلاّ أن قال: إسمع أيّها الميكانيكيّ: أقسم بالله العظيم ثلاثا أنّ الفتاة لن تكون من نصيبك ما دُمْتُ حيّا
وإن عدت لي ثانية سأطلب الشّرطة وأزجّ بك في السّجن لإزعاجي
هيّا إرحل...
يتبع....
الجُزْءُ الرَّابِعْ
4-بداية النّهاية
نزلت كلمات العمّ صالح كالصّاعقة على أحلام الفتى الميكانيكيّ المصدوم فأحرقت كلّ حلم جميل كان يدور في رأسه
ككلّ شابّ صالح يافع محبّ للحياة. وأحبّ أن يكمل نصفه دينه.
ومع من؟؟ مع إمرأة أحبّها وحلم بها ليلا ونهارا ولم تفارق خياله لحولين كاملين
عمل المسكين بجدّ طوالها من أجل هدف واحد وحلم جميل لم يكتمل
فقد تحوّل إلى كابوس مرعب حطّم كلّ شيء وصار هشيما ذرته الرّياح
سمعت هدى بما حدث لحبيبها والحوار الّذي دار بينه وبين والدها الغشيم المتسلّط
الّذي عاد ذلك المساء إلى بيته وهو ينادي على هدى بصوت كالرّعد
وقد إنتفخت أوداجه غضبا واحمرّ وجهه
-إسمعي.قالها وهي تقف مرتعدة أمامه من شدّة الخوف
-لا أريد سيرة هذا الميكانيكيّ تذكر في هذه الدّار وإلاّ تعلمون من أنا وماذا أفعل..
علامة إستفهام كبيرة تشكّلت برأس الفتاة البريئة وهي لا تفهم سرّ هذه الغلظة وأيّ قلب يحمله هذا الرّجل
ليحرم بريئين من العيش سويّا بحبّ صادق بريء بدأ بنظرة ليصير قصّة وأسطورة يضرب بها المثل بين معارفهم
علامات إستفهام كثيرة تردّدت في رأسها كيف؟؟ ولماذا؟؟و..و...
-و الأدهى من ذلك وأمرّ هل ستقف عند هذا الحدّ؟؟
كيف أعيش من دونه ؟؟ كيف أنساه؟؟
-وقع أقدام الأب عائد من غرفته متّجه نحوها وكأنّه نسي شيئا ليقوله
إسمعي: جارنا عبد الوهّاب خطبك منّي وسأزوّجك له ..خلاص لا أريد نقاشا
عبد الوهّاب رجل في الأربعينيّات مطلّق وله ثلاثة أولاد
ووالده الشّيخ سعيد صديق العم صالح الحميم
إنطلقت هدى جريا إلى غرفتها وما كادت تصل إليها حتّى تبللّ ثوبها دموعا
بكاء مرّ ودموع أمرّ ظلّت تذرفها في غرفتها طول اللّيلة وترفض فتح الباب لأمّها المسكينة الّتي لا تملك حيلة لتسعد إبنتها
وهي تسمع أنين هدى في غرفتها من شدّة الحزن والبكااااء
ظلّت هدى على تلك الحال طيلة أسبوع بلا ماء ولا طعام وحتّى عليّ لا تردّ على مكالماته من شدّة الحزن والبكااااء
-تحرّق الفتى شوقا وقلقا على أميرته وإستسلم لحنينه ليغامر ويعرف ما الأمر
ذهب إلى مدينتها وتسللّ إلى الحيّ وهناك وجدا صبيّا يلعب فناداه
علي: هل تعرف دار العمّ صالح؟؟
الصّبيّ: أجل .نحن جيران وأنا أدخل هناك دائما لألعب مع فريد
علي: جميل .إذن خذ هذه النّقود ..هي لك ولكن هذه الورقة عليك أن توصلها إمّا هدى أو أمّها وإيّاك إيّاك أن يراها غيرهما
هل أعتمد عليك؟؟
الصّبيّ: أكيد.. أنا شجاع إعتمد علي
-ولكم من أقول لهم؟؟
عليّ : لا عليك أعطها لهما وكفى
في الورقة كتب علي أنّه متحرّق شوقا ويخشى أنّه حصل مكروه لهدى ويريد الإطمئنان عليها
ولم يعد حتّى رأى الغلام يخرج وتأكّد بأن الورقة قد وصلت
يتبع...
الجُزْءُ الخَامِسْ
5-النّهاية
ما إن قفل عليّ راجعا حتّى رنّ هاتفه
ينظر. المتّصل (حبيبة قلبي) يردّ بسرعة
علي: حبيبتي ما الّذي حدث؟؟ حرام عليك والله ما فعلت.
أتريدين قتلي حسرة عليك؟؟
هدى: الحسرة ما أنا عليه يا حبيبي
-خلاص .كلّ أحلامنا ستموت يا حبيبي
وتهوي دمعة مرّة من عينيها لتحكي لعليّ ماحدث بالتّفصيل.والكلام يختلط بنغمات البكاء المرّة
عليّ: وقلبه يلتهب حزنا وحسرة
حبيبتي أفهم من كلامك أنّ الأمر إنتهى إلى الأبد؟؟ خلاص فلم وانتهى
حكاية عامين بحلوها ومرّها ماتت؟؟
الله يسامح أبوك..حراام والله حراام..أريد قتل قلبينا؟؟
هدى: حبيبي طوال اسبوع وأنا أفكّر في حلّ ولقد إهتديت إلى حلّ وحيد
علي: متلهّف..وماهو ؟؟؟؟؟
هدى: الهروب ..سنهرب سويّا حبيبي
رفض علي الفكرة خوفا من الفضيحة ولأنّه لم يقبلها
ولكن بإلحاح من حبيبته وضغط قلبه عليه قرّرا المغامرة إلى المجهول
وفي يوم الميعاااد جمعت الفتاة حقيبتها ولأنّ والدها قد شدّد عليها الحراسة وحتّى محلّ الصّيدلية نقله قريبا من الدّار
وبعث العيون تترصّدها في كلّ مكان وكأنّه كان يتوقّع حدوث الأمر
وبمجرّد أن إنطلقا في سيّارة سمير صديقه الّذي نصحه مرارا بعدم المغامرة ولكنّ حبّه لصديقه غلبه
وصل الخبر إلى والدها ليقلب الدّنيا وراءهم
وأدركوهم عند أحد الشّوارع
ليساق الشّابّان إلى السّجن بعد أن تحطّمت عضامهما من الضّرب المبرح
أمّا هدى فسيقت إلى البيت ليعلن أبوها خطبتها للجار عبد الوّهاب
*قضى علي شهرا في السّجن وبعد خروجه مباشرة يتعرّض لهجوم في اللّيل من عصابة سلّطها عليه عبد الوهّاب بتحريض من أبو هدى
ويتلقّى طعنة في بطنه كادت أن تودي بحياته لولا لطف الله
*شاعت حكاية الهروب وتناقلتها الألسن كاللّهب في الهشيم
وقرّر عليّ الإبتعاد قليلا
مرّت الأيّام والشّهور وعليّ في العاصمة يعمل في محلّ للميكانيك كعادته
لن أقول أنّه أيس من حبّه ولكن إستحالة زواجه من حبيبته. ولأنّ طبعه مجدّ مقدّس للعمل ظلّ يعمل بجدّ ويتلقّى أخبار الأهل والحبيبة
إلى أن أخبره سمير أنّ زواج هدى على الأبواب
إتّصل عليّ بهدى
عليّ: هل صحيح أمر العرس؟؟؟
هدى: نعم حبيبي وليس بيدي حيلة
ولكن إعلم أنّ أمامي حلاّن وثق بأنّه لن يلمسني فسأقتله ليلة العرس أو أنتحر
كلمات زادت من عذاب الفتى وأحيت جراحا على جراااح
أنهى المكالمة كما لم تعاود هدى بدورها وغرق في دوّامة من الدّموع
ــــــــــــــ
هناااك وفي مكان ليس بعيد
أسماااء ..مراهقة شابة في عامها الجامعي الأوّل إبنة صاحب الورشة
أسمااء فتاة جميلة رشيقة مرحة..مدلّلة والدها الّذي لا يلومها على شيء
أعجبت بعليّ ورزانته فسلب إعجابها به عقلها
تعترض طريقه أيّما ذهب..تعاكسه..باحت له بحبّها له
لم يكن علي على وفاق معها فكان يتجنّبها ويرفض حتّى الحديث معها
أخبرها بقصّة حبّه وأنّ قلبه معلّق في مكان آخر فقط من أجل إبعادها
فزاد جنونها ووسوس لها شيطانها أن توقعه في شراكها
ــــــــــــــــ
وفي يوم من الأيّام
كان صاحب الورشة غائبا وزوجته في قضاء بعض الأمور
يغلق علي الورشة في المساء ليستسلم للنّوم بعد أن يتعشّى كعادته
خرج العمّال وذهب علي واغتسل
وفي هذه الأثناء طرقت اسماااء الباب الصّغير الّذي يفتح على المنزل من داخل الورشة
فتح علي ظنّا منه أنّه صاحب الورشة جاء كعادته ليتفقد الإغلاق
علي: أهلا أسماء أين أبوك؟
أسماء : ليس هنا وأنا أحتاج مساعدتك في حمل الطّاولة الكبيرة لننقلها
على حسن نيّة دخل علي حتّى وصل لغرفة الطّعاام
هنا طلبت منه أسمااء المحضور وإلاّ سوف تنادي من الشّرفة ويحدث مالا يحمد عقباه
**وهكذا تتكرّر الآلام من جديد لمن ليس له حظّ بأن يسعد في الدّنيا
ولأنّه إنسان .............رضخ عليّ لها وكان لها ما أرادت
لتأخذ بعدها هاتفه وتسرق منه رقم هدى
ـــــــــــــ
يرنّ هاتف هدى
لتجدها أسماااء وتحكي لها كلّ شيءوتثبت إدانة عليّ بالأدلّة القاطعة
كان همّ أسمااء أن تكره هدى عليّا ويخلو لها الجوّ وحدها
وعلى الفور تصل رسالة إلى هاتف علي من هدى وكتب في نصّها
حبيبي لم أشأ أن أتّصل بك لكيلا أسمع صوتك فيحنّ قلبي عليك....لقد علمت بكلّ ماحدث مع إبنة صاحب الورشة
أعرفك جيّدا..وسأعذرك وأسامحك دون ان اسمع دفاعك عن نفسك..مرّة أخرى يحرمني القدر منك..كن على ثقة أنّه لن تحبّك إمرأة كما أحببتك)
تغلق الهاتف ليجده عليّ مغلق
وظلّ الأمر على حاله
ولم تعاود الإتّصال
.............
°°°°°°°°°°°
في صباح ذات ثلاثاء بعد الحادثة بيومان
كانت السّاعة تشير إلى التّاسعة صباحا
حين يرنّ هاتف عليّ
المتّصل سمير
سمير: علي حبيبي أين أنت ؟؟ هل أنت على ما يرام؟؟
علي: ما الأمر ؟؟
سمير: سمعت شيئا هذا الصّباح فذهبت لأجد أناسا كثر أمام منزل هدى
واتّضح أنها إنتحرت
طعنت نفسها بسكّين ووجدت ميتة من طرف أمّها هذا الصّباح
* أخي عليّ : أعلم ما في قلبك الآن من ألم ولكنّها مشيئة الله وقدره
عليك أن تأتي أخي
ـــــــــــــــــــــــ
كانت هذه نهاية قصّة حبّ جميلة مرّة
إستطاع أب متزمّت قاسي القلب أن يقضي على حلم بريء لقلبين بريئين أحبّا بعضهما بصدق
وتمنّيا أن يجنيا سويّا ثمرة حبّهما ولكنّها الأقدار.....
ــــــــــــــــــــ
أتمنّى أن أرى ردودكم وآراءكم في القصّة الواقعية الأحداث
مع بعض التّغييرات الطّفيفة للضّرورة
ـــــــــــــــــــــ
اليوم ومنذ ذلك الصّباح هجر عليّ إلى جزيرة بعيدة بكثير عن بلده الأصلي
ليهرب من كلّ شيء يذكّره بما حدث
ولكن في قلبه بقيت دمعة وألم لم يجد من يطمئن قلبه
فهو يحسّ أنّه السّبب في موت حبيبته رغم كلّ مافعل من أجلها
وقرّر ألاّ يهدأ له ضمير حتّى يموت
ولسان حاله يقول
سامحيني يا هدى
فما رأيكم؟؟؟