وددتُ الجلوس والبحثَ عن مكانٍ عُزلةٍ لكي أكتفي بـ ضجيج تضارب أفـكاري لـ وحدها دون ضوضاء البشر والمحرّكات ..
تذكرتُ ! الصخرّة التي تطلٌ على الحقول بتلة الطاحونة ! لم أترّدد و ذهبتُ هناكـ , للحظة نالَ مني شعـور مليء بالحنان والشوقـ
لـ أيام خلت ، الطفولة والأجواء الرائعة .. فـ قلت بنفسي ما بالك يا محمد هذا هو إختيارك وما أتيتَ هنا إلا أن تزيـد الطين بلّـة !
فـ تُقاطعـني الصخرة ! أجلس من سنوات لم أراك أنتَ وباقي أصدقاءك ، كيف آلت إليه أمورك الآن بعـد مرور سنوآت وقـد كبُرتَ ?
الحمد لله كان جوابِ الأوّل ، وبدأ مُسلسل الآسف والحديث بالمآسي لا تكادُ تجـدُ المسكينة كيف توقـفني ,,! بعـدها توقـفت حانيّ
الرأس ِ ! فـ هامستني لتزيل عني ولو القليل ’ ذكرني بـ اغنيّتك الشهيرة بأيام الصغر يا محمد !? آآه منكِ ايتها الصخرة رغم الشيخوخة
لا زلتِ تحتفضين بمشاهد نسآها البشرُ وأتلفت المآكينات الزوايا والأماكن ..
وما كان طلبها إلا أن أعود لـ فتراتٍ من الزمن كانت » والدتي « تُرسلني لـ منزلٍ مجاورٍ بأسفل التلة لـ قريبـة للعائلة لـ آتيّ
بـ بعضٍ من " النعـناع " بحكم الحقل وبعض الفواكه التي يمتلكونها بالحقل الصغير المحيط للمنزل , فـ كانت تلك السيّدة تستفزني وتصّر
على أن تَسمعَ مني « وا يا صَيّادّا نوضو تْصَيّدو الطِير مْشَا عْليّ او خلالي رْوِيشاتو بِـ يَدَيّا » تلك هي قطعتي الغنائية الشـهيرة
والتي طالبت بها شريكتي بالحديـث ..
عدتُ أستفسرها عن تغيّر الأحوال والزمن و أنّ المناسبات لم تعـد بتلك الجماليّة وذاك الجوّ المرح وقـلت لها ما رأيك ِ بـ رمضان
هذا العـام وأجواءه !? فـ رّدت ظاحكة .. ما بالك ! رمضان هو رمضان ولم يتغيّر وإنما البشر وقلوبـهم فرقتها المشاغيل وحبّ المال
فـ اصبح بعضكم يآخذ نظرة عن رمضان كأنه شهر " المخاسير " عِوض التوبـة والغـفراان ! صحّ أيتها الصخرة تكلمتي حقيقتنا وأنتِ
أدرى بها لانكّ عآيشتي آجيال وستعايشينهم رّبما .. وأنتِ من تلمسين الفرقـ ! ولك الأحقيّة بتقييم الأجيّال وما آلت إليه قـلوب الإنسـان !
فـ أردد صدقـتي صدقـتي .. رّبما شعرتُ بالإنهزام أمامها لكن خرجت بـ أشياء مهمّة ولقنتني أشياء ..
وتأكدّت أنّ الأنسان هو أكبر مُتغيّرٍ يغيّرهُ المال والحقد والكراهيّة فحبّه لهذه الأخيرة افقده الإحساسَ بـ رونقـ الحياة وسعادة أجواءها ..
تسألي , إيه لماذ تصمت . ? أرّد عليها , لا شيء أشعر بالتعـب ـ سأذهـب الآن سررتُ بـ اُنستِكَ وحديثك الشيّق
لك ماشئت ، ولا تغّب طويلاً ..