عش كل لحظة كانها اخر لحظة في حياتك

ما أجمل أن نعيش ونرحل وخلفنا وأمامنا بصمة الوفاء
لماذا نعيش ؟!
نعيش لأنه كان هناك يوماً قد رحل فنسينا ويوماً حاضراً نسايره ويوماً قادماً نخطط له.. ونمشي على هذا المنوال حتى الممات.. نكتب عبر طيات الأيام.. ذكرياتنا وأيامنا الراحلة المرحومة.. قد تكون فرحاً وقد تكون ترحاً.. ولكنها الحياة.. فما احلى أن نزينها بالأعمال التي ترفعنا شرفاً وكرامة.. وسمعة وشهامة..
نعيش لكي نرسم بسمة.. نمسح دمعة.. نخفف ألماً.. نلثمَ جرحاً.. ننسى ماضينا الأليم.. نكتب عبر الأيام.. على صحائف الجروح.. فنتعلم الحياة منها والدروس..
نعيش لأننا نمثل شيئاً لدى غيرنا من أحبتنا.. قد نمثل في قلوبهم الشيء الصغير كالذرة وقد نمثل الشيء الكبير كالقصر الواسع.. ولكن يبقى هناك شخص حتى ولو كان طفلاً يهتم لوجودنا.. وما أعظم هذا.. فيكفي حب قلب واحد لنا لكي نعيش..
نعيش لأن هناك من يستحق العيش معه.. فنعيش معه.. نشارك الأفراح والأتراح معاً.. لنفرح معاً.. ولنبك معاً.. ولنضح من أجله.. وأيضا لنموت معه..
نعيش لنجعل الحياة واحة خضراء نستظل تحت ظلها.. فنرى الجمال بوضوح دون أن تحرق الشمس جفون العيون.. نفهم الحياة.. من أوراق الشجر.. ومن هبوب الرياح.. ولنجعل الحياة مليئة بالورود الخضراء والحمراء.. ونأخذ من الطبيعة مثالاً للحياة..
نعيش من أجل الأمل.. ذلك الأمل الذي هو سبب الحياة.. الأمل الذي به نواجه المصاعب والتحديات.. الأمل الذي يجعل من الفشل النجاح ومن الكسل العمل.. الأمل الذي به تحلو الحياة..
نعيش لنعطي ونأخذ.. لنعطي الحب ونأخذ الاحترام.. لنعطي الحنان ونأخذ البسمة.. لنعطي الصدق ونأخذ الوفاء.. لنسق الأرض الجدباء بماء الحياة لتجني ثمراً يقطفها الإنسان ويستلذ بطعمها.. نعيش لنلون تلك الصفحات البيضاء بأحلى الألوان.. فترتاح العين لمنظر اللوحة..
نعيش من أجل لحظات جميلة قد تدوم وقد لا تدوم.. لنعيش من أجل حكايات الزمان نكتبها فنكتسب منها العبر والعظة.. لنصلح ما انكسر من صدمات الأيام.. ونمسح غبار الليالي عن كتب الحياة..
نعيش لنرسم للجرح الدواء.. لنمسح دمع المظلوم.. لنضحك في وجه اليتيم.. نعيش من اجلهم فهم بحاجة لنا ونحن بحاجة لهم.. فكلنا خلقنا لبعض..

نعيش من أجله هو فقط.. نعيش لمن أراد لنا الحياة والممات.. نعيش لرب العالمين.. فلنعيش من أجل اكتساب رضاه واجتناب غضبه.. فالحياة ساعة فلنجعلها طاعة.. فنفوز بعدها برضاه سبحانه وتعالى.. فرضاه يعني الخلود الدائم في النعيم الخالد.. ويعني الكثير الكثير..
نعيش لأننا وفي يوم من الأيام.. سنرحل.. ونسافر ونفارق هذه الحياة.. نعم فبعد كل هذا سنرحل.. وسيبكي علينا من أحبنا بصدق.. وستبكي الليالي التي ضمتنا إليها أم الحياة.. وسنكون مجرد أسماء على صحائف الأيام.. يذكرنا من يحبنا ويترحم علينا من أعزنا.. وستبقى حروف أسمائنا جرح لكل من عاشرنا.. فما أحلى أن نترك بصمة جميلة عندهم..
من أجل كل هذا نعيش.. فهل عرفتم الجواب؟