المواطنة سلوك لا شعارات
د. محمد سالم الغامدي
في خضم الاحتفالات التي تعيشها بلادنا هذه الأيام بمناسبة اليوم الوطني نرى أنه من المناسب أن نشير إلى ركيزة هامة لا يمكن اغفالها في معمعة الاحتفالات بهذه المناسبة العزيزة على انفسنا جميعاً ألا وهي مدى فهمنا لمضامين تلك المواطنة ومدى ممارستنا الفعلية بتلك المضامين حتى لا نحيد عن الهدف وحتى نحققه على اكمل صورة تحقيقاً يمارس فعلياً على أرض الواقع لا شعارات تتردد في المحافل.
فالمواطنة الصالحة بهذه الصورة لابد وأن تمارس بدوافع ذاتية وقناعات نابعة من الإيمان بأهمية تلك المواطنة في حياة الفرد نفسه وحياة المجتمع بأسره إن هذا ما يجب أن نبدأ به لنجني ثماراً يانعة للمواطنة الصالحة التي ننشدها لتحقيق آمالنا وطموحاتنا لبناء وطن آمن مستقر متطور.
* فالمواطنة الصالحة تستوجب أن نخلص في العمل ونؤديه بالصورة التي أوكل الينا بها، أداء يحقق الأهداف التي وضعت له، اداء يتجرد من الذاتية والأنا، أداء يرضي الله سبحانه وتعالى ويرضي المسؤولين.
* والمواطنة الصالحة أن نسعى بكل ما اوتينا من قوة لدرء المفاسد عن هذا الوطن في السر والعلن حباً وولاء لا رياء ومجاملة. وأن نسعى لنصح كل مفسد ثم لفضحه إن استمر في فساده.
* والمواطنة الصالحة أن نسعى لنشر الأمن في كل أرجائه وأن يعتبر كل منا نفسه رجل أمن فالأمن غايتنا جميعاً ومن له غاية فإنه يسعى لتحقيقها بمختلف السبل والأمن أثمن الغايات لذا يستوجب على كل فرد أن يمارس دوره أياً كان حجم ذلك الدور.
* والمواطنة الصالحة أن نحافظ على ممتلكات هذا الوطن الذي نعيش على ترابه فكلها وضعت لنا ولخدمتنا وكلنا فيها شركاء.
والشراكة تستوجب منا أن نؤدي دور تلك الشراكة من خلال محافظتنا على ممتلكات ذلك الوطن وأن نضرب بيد من حديد على كل من تسول لن نفسه العبث بتلك الممتلكات ومحاولة الإضرار بها وكلنا في ذلك مسؤول.
* والمواطنة الصالحة أن نتجرد من الولاءات القبلية والمذهبية وأن يكون ولاؤنا فقط لهذا الوطن ولحكامه الميامين فمثل تلك الولاءات بلاشك تنخر جسد الوطن وتهد قواه وتشتت جمعه وتدخله متاهات هو في غنى عنها وكم هو جميل أن نرى أبناء هذا الوطن يسلكون مساراً واحداً تسوده المحبة والالفة والمودة وتضبط مسيرته أنظمة وقوانين الدولة لا قوانين القبيلة والمذهب. وكم هو جميل أن نرى أبناء هذا الوطن يتدافعون لخدمته بعد أن تجردوا من كل اهواء واحقاد.
* والمواطنة الصالحة أن نكون مجتمعاً متكافلاً يهتم الاغنياء بحال الفقراء فيتلمسون احتياجاتهم ويقدمون لهم العون من غير تكبر أو منة وأن يسعى الاصحاء لمشاركة المرضى آلامهم وهمومهم فيسعون إلى ادخال السرور والبهجة إلى انفسهم.
* والمواطنة الصالحة أن نصبر عند الشدائد ونشكر عند الرخاء فالوطن سيكون في أمس الحاجة لابنائه عند تعرضه لأي ملمة من الملمات وسيكون في حاجة دفاعهم عنه بالروح والدم وسيكون في حاجة إلى بذل كل غال ورخيص في سبيل خدمته.
* والمواطنة الصالحة أن نحب لاخواننا كما نحب لانفسنا وأن نبتعد عن الذاتية في جلب مصالحنا فمصلحة الوطن فوق كل المصالح.
* والمواطنة الصالحة أن نسعى لنشر القدوة الحسنة عندما نذهب إلى الخارج فلا نمارس السلوكيات المشينة التي تسيء إلى هذا الوطن، فالكل منا مسؤول وعلينا أن نبرز قيمنا ومبادئنا وعاداتنا وتقاليدنا الفاضلة عندما نذهب إلى الخارج فكل واحد منا يعطي صورة كاملة عن هذا الوطن الذي ينظر اليه العالم نظرة اكبار واجلال فلا يشوهها البعض من خلال بعض الأعمال الفردية المشينة.
* والمواطنة الصالحة أن نعمل باخلاص وان نتكافل بحب وان ننصح بصدق وأن نقول ونفعل فكلنا فداء لهذا الوطن وكلنا دماء تسري في كيان هذا الوطن العظيم.
جريدة المدينة هذا اليوم