الوحل الصحفي!!
خالد حمد السليمان
ألقت الكاتبة حصة العون قنبلة مدوية وسط الجدل الدائر بين بعض المثقفين حول اتهام بعض السفارات الأجنبية بمحاولة التأثير على بعض الكتاب و الصحفيين عندما أكدت أنها تعرضت شخصيا لمثل هذه المحاولات عندما تلقت طلباً من سفارة أجنبية لكتابة انتقادات ضد هيئة الأمر بالمعروف و جهاز القضاء!!
قنبلة العون تكتسب دويها من كونها واقعة شخصية انتقلت بالمسألة بعيدا عن الجدال الذي لم يتخطّ سابقا حدود الاتهامات العامة والمبهمة التي كانت تدور حول الحمى دون أن تطرقه!!
وبداية يجب التأكيد أن سلوك مثل هذه السفارات ليس ابتداعا جديدا بل هو جزء من أسلوب عمل بعض أجهزتها لخدمة مصالح دولها في أغلب دول العالم ويتخذ مثل هذا السلوك أشكالا مختلفة ابتداءً من الاحتفاء ومد الجسور الشخصية وصولا الى التجنيد التام مرورا بتقديم الهدايا التي لا تخلو من المشروبات الروحية والوسائل الترفيهية في بعض البلاد الاسلامية المحافظة وتقديم الرشاوى في البلاد الفاسدة!!
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ما هي الخطوة التي أقدمت عليها الزميلة العون تجاه محاولة التأثير هذه ؟! هل اكتفت بالرفض أم تجازوت الاطار الشخصي للواقعة الى الاطار الرسمي لتقف الجهات الرسمية المختصة على مثل هذا السلوك غير المشروع من بعثة دبلوماسية أجنبية؟!
أعتقد أننا بحاجة لسماع المزيد من حصة العون فالمسألة لم تعد اتهامات متبادلة أو لغطاً صحفياً بل واقعة شخصية تؤكد صاحبتها مسؤوليتها عن مصداقيتها تعزز الاتهامات الموجهة لبعض السفارات وتكشف عن احتمال وجود وحل صحفي تغرق فيه الوطنية!!