«العراق، حيث الحياة هي عين العذاب»
الصحف البريطانية
«غالبا ما تحمل الأجساد أي أجساد القتلى الموجودة في مشرحة بغداد علامات تعذيب شديدة: إصابات سببتها مواد حمضية كاوية، حروقا ناجمة عن مواد كيماوية، جلودا ممزقة، عظاما مكسرة (عظام الظهر والأيدي والأرجل) ، عيونا وأسنانا مفقودة، وجروحا سببها استخدام المثقاب الكهربي أو المسامير.»
هذه العبارة علت صدر الصفحة الأولى لصحيفة «الاندبندنت» البريطانية، تلاها عنوان « العراق، حيث الحياة هي عين العذاب» ثم عبارة قصيرة تنقل عن الأمم المتحدة قولها إن حجم الانتهاكات في العراق أصبح الآن أسوأ من ذاك في عهد صدام (حسين). وتوسط هذا كله صورة لشاب مُنكَفِيءٍ على الأرض وقد أوثقت يداه وعصبت عيناه.
وتقدم «الاندبندنت» لقراء عددها الصادر اول امس تحليلا عن الوضع في العراق وتقريرا بدأه باتريك كوكبورن بعبارة «جمهورية الخوف ولدت من جديد.»
ويعقد باتريك في تقريره من مدينة إربيل العراقية مقارنة بين الأوضاع حاليا في البلاد وتلك في حقبة الرئيس العراقي المخلوع، فيما يخص التعذيب بصفة خاصة، بناء على تقارير صادرة عن الأمم المتحدة.
في موضوع قريب الشبه، تتحدث «الجارديان» عن عجز جنرال في الجيش البريطاني في العراق عن منع مرؤوسيه من الجنود من ممارسة أساليب للتحقيق تم منعها منذ 30 عاما على معتقلين عراقيين، وهذا ما استمعت إليه محكمة عسكرية بريطانية تحاكم عددا من الجنود البريطانيين بتهم تتعلق بالإساءة لعراقيين.
وأبقى «الجنود تحت إمرة العقيد جورج ميندونكا على السجناء وقد غطيت رؤوسهم بالكامل لأكثر من 24 ساعة، ومنعوهم من النوم وأجبروهم على اتخاذ أوضاع مؤلمة،» حسبما جاء في جلسة الاستماع التي عقدتها المحكمة الخميس.
«شعرت كأنما ولدت من جديد»
وننتقل إلى أفغانستان، حيث كتب ديكلان وولش من هناك للجارديان يصف أحد من تم إطلاقهم مؤخرا من معتقل جوانتانامو الذي تديره الولايات المتحدة في كوبا. ويقول وولش في مستهل تقريره :» من الصعب أن يصور الحاج نصرت خان على انه إرهابي دولي.
«بداية، يصعب على (المواطن) الأفغاني ذي اللحية التي شابها البياض أن يمشي بغير عسر. فهو يسير باستخدام أداة ذات ثلاث عجلات.
«قدرته على الإبصار متدنية بصورة مرعبة، فهو يحدق (بصعوبة) بعينيه اللتين يعلوهما البياض واللتين كثيرا ما تسرحان في السماء، بينما يصيح مساعدوه حتى يمكنه سماعهم. «أما بالنسبة لعمره - والكلام لا يزال لوولش - فلا أحد يعرف على وجه التحديد، حتى نصرت ذاته.»
ويقول نصرت الذي امضى ثلاث سنوات ونصفا في جوانتانامو إنه يبلغ «78 أو 79 عاما من العمر،» لكنه يضيف «شعرت كأنما ولدت من جديد» عندما أطلق الأمريكيون سراحه أواخر الشهر الماضي.
وفي التقرير يروي نصرت رده على سجانه عندما سأله الأخير عن أحواله خلال فترة الاعتقال: «أنا على الأرض مكبل بالأصفاد وأنت تجلس على كرسي، أنا مشلول ولكنك تربطني كالكلب، فلم إذن تسألني عن أحوالي؟»
أوروبا تنهار
وتحت عنوان «أوروبا تنهار تحت ضغط التهديد الإسلامي الذي يواجهها من كل جانب» كتب جيرار بيكر مشيرا إلى رفض الدول الأوروبية إرسال تعزيزات لقوات حلف الناتو العاملة في أفغانستان، وكذلك حظر بعض الدول الأوروبية على قواتها المتمركزة هناك تنفيذ عمليات خلال الليل.
كما يشير إلى زيارة الرئيس الفرنسي جاك شيراك للولايات المتحدة وعدم تحبيذه فرض عقوبات على إيران في حال عدم انصياعها للرغبة الدولية بتجميد برنامجها النووي، ويورد الكاتب تبريرات لذلك تقول إن فرنسا ربما «تخشى من عواقب فرض عقوبات على إيران، أو تخشى من تعرض قوات حفظ السلام التابعة لها والمنتشرة في لبنان لنيران حزب الله المدعوم من قبل إيران.»
ويلمح بيكر إلى موقف بعض الدول الأوروبية المعارض للحرب على العراق، ربما ليدلل على قوله إن «أزمة أوروبا الأخلاقية أكبر حجما مما وصلت إليه على الإطلاق.»
كما ينتقل لتصريحات بابا الفاتيكان الأخيرة حول الإسلام قائلا إنه سمع احد أعضاء الحكومة البريطانية يقول إنه «كان يتوجب على البابا أن يلزم الصمت حيال العنف الإسلامي بسبب الحملات الصليبية.»
ويتابع «إن خشية أوروبا من عدم تقبل المسلمين لحرية التعبير والنقد (بالإضافة لمواقفها سالفة الذكر) توحي ... ان هناك انهيارا بطيئا ولكن مستمرا للإرادة الأوروبية.»
«أياً كان ما تفعله، فأنا أؤديه بصورة أفضل.»
أما صحيفة «الدايلي تلجراف» فقد نشرت رسما كاريكاتيريا يظهر فيه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد والرئيس الأمريكي جورج بوش بجانب بعضهما وقد سُلِطت عليهما الأضواء ووضع كل منهما شارات السلام ورفع إصبعيه بعلامة النصر وارتدى عصابة تحمل كلمة الحب وحمل باقة من الزهور.غير ان نجاد كان يلوح بزهوره على عكس بوش، وظهر التعليق التالي تحت الرسم: «أياً كان ما تفعله، فأنا أؤديه بصورة أفضل.»
جريدة اليوم هذا اليوم